سولارابيك، الولايات المتحدة الأمريكية- 31 مايو 2025: ألغت وزارة الطاقة الأميركية بشكل مفاجئ تمويلات ضخمة مخصصة لأربعة وعشرين مشروعاً في قطاع الطاقة النظيفة والخضراء، كانت قد حظيت بالموافقة خلال فترة إدارة الرئيس السابق جو بايدن. تجاوزت القيمة الإجمالية لهذه المشاريع الملغاة مبلغ 3.7 مليار دولار، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل الاستثمارات الخضراء في الولايات المتحدة وتوجهات الإدارة الحالية.
تفاصيل الإلغاءات ومراجعة شاملة
شملت القرارات إلغاء تمويل حيوي بقيمة 332 مليون دولار كان مخصصاً لمجمع شركة إكسون موبيل في «بايتاون» بولاية تكساس. استهدف هذا المشروع تحويل استخدام الوقود من الغاز الطبيعي إلى الهيدروجين، بهدف رئيسي هو تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات إنتاج الإيثيلين، الذي يُعد مكوناً أساسياً في صناعات البلاستيك والمنسوجات. وتأتي هذه الخطوة في إطار مراجعة شاملة أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، تستهدف إعادة تقييم كافة المنح والقروض التي جرى تخصيصها لمشاريع التكنولوجيا النظيفة خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت انتخابات الخامس من نوفمبر 2024 وحتى مغادرة بايدن للبيت الأبيض في العشرين من يناير.
مبررات الإدارة وتداعيات القرار
أشارت وزارة الطاقة إلى أن نحو 70% من هذه المنح تم توقيعها خلال تلك الفترة الزمنية الضيقة، وهو ما اعتبرته الإدارة الحالية مبرراً كافياً لتجميد التمويل وإلغائه. وقد امتدت الإلغاءات لتشمل تمويلاً آخر بقيمة 500 مليون دولار لشركة «هايدلبيرغ ماتيريالز» في ولاية لويزيانا، بالإضافة إلى 375 مليون دولار لشركة «إيستمان كيميكال» في تكساس، وكلاهما ضمن مشروعات تهدف لاحتجاز الكربون وتخزينه تحت الأرض، وهي تقنيات تسعى للحد من غازات الاحتباس الحراري. ورغم عدم صدور تعليقات فورية من الشركات المتأثرة، وصف ستيفن نادل، المدير التنفيذي لمجلس الكفاءة الطاقية الأميركي، القرار بأنه “قصير النظر” ويهدد الابتكار الصناعي على المدى البعيد، مؤكداً أن “تقييد المصانع الأميركية بتكنولوجيا ملوثة وقديمة لن يخلق وظائف ولا تنافسية، بل يعمّق التراجع الصناعي“.
توجهات سياسية وتأثيرات مستقبلية
تعمل إدارة ترامب بنشاط على تسريع وتيرة إنتاج النفط والغاز، الذي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية. يتزامن هذا مع جهودها لتفكيك ما تصفه بـ«القيود البيروقراطية» التي فُرضت خلال إدارة بايدن، خاصة تلك المتعلقة بملفات المناخ والطاقة النظيفة. يُنذر هذا التصعيد من إدارة ترامب ضد مشاريع الطاقة النظيفة بتوجيه ضربة قوية للجهود المناخية العالمية، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الاستثمار في تكنولوجيا التقاط الكربون، لاسيما في ظل الغموض السياسي والتقلبات المتوقعة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: وزارة الطاقة الأمريكية
image credit: canva