سولارابيك، سلطنة عمان- 3 مايو 2025: رعى وزير الطاقة والمعادن العُماني، المهندس سالم بن ناصر العوفي، حفل وضع حجر الأساس لمشروع “مرسى” الطموح للغاز الطبيعي المسال في ولاية صحار، مُعلناً انطلاق أكبر استثمار مشترك بين شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج (OQEP) وشريكتها الفرنسية توتال إنرجيز. يُقدر حجم الاستثمار في المشروع بنحو 1.6 مليار دولار أمريكي، تستحوذ فيه توتال إنرجيز على حصة الأغلبية بنسبة 80%، بينما تحتفظ أوكيو العُمانية بحصة 20%. حضر الحفل مسؤولون رفيعو المستوى من الشركتين ومستثمرون دوليون وقادة أعمال، مؤكدين على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع.
مصنع رائد بتقنيات خضراء ومعايير بيئية غير مسبوقة
يتألف المشروع المتكامل من شقين رئيسيين؛ يبدأ الأول بأنشطة المنبع عبر إنتاج 150 مليون قدم مكعب قياسي يومياً من الغاز الطبيعي من حقل مبروك الشمالي الشرقي الواقع في منطقة الامتياز رقم 10، والذي تمتلك فيه شركة مرسى حصة تبلغ 33.19% لضمان موثوقية إمدادات اللقيم. يُنقل هذا الغاز بعد ذلك عبر شبكة أوكيو المتطورة ليصل إلى ميناء صحار، حيث يبرز الشق الثاني الخاص بأنشطة المصب. يتمثل هذا الجزء في بناء مصنع حديث لتسييل الغاز الطبيعي بسعة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنوياً، ومن المقرر أن يبدأ إنتاجه التجاري في الربع الأول من عام 2028، موجهاً بشكل أساسي لسوق تزويد السفن بالوقود في منطقة الخليج. يتفرد المصنع بتصميمه الذي يعتمد كلياً على الطاقة الكهربائية، وسيتم تلبية 100% من احتياجاته السنوية عبر محطة طاقة شمسية مخصصة باستطاعة 300 ميجاواط ذروة .وتضم هذه المحطة، التي ستقام على مساحة 450 هكتاراً، نصف مليون لوح كهروضوئي ثنائي الوجه عالي الكفاءة مع أنظمة تتبع شمسي أحادية المحور وعواكس ذكية ونظام متقدم لإدارة الطاقة، مما يضمن استقرار التوليد. تضع هذه التقنيات المبتكرة المنشأة في صدارة مصانع الغاز المسال عالمياً من حيث الكفاءة البيئية، بمعدل انبعاثات لغازات الاحتباس الحراري يقل عن 3 كيلوغرامات من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، وهو ما يقل بنحو 90% عن المتوسط العالمي للصناعة البالغ 35 كيلوغراماً . يُتوقع لهذا التصميم الكهربائي بالكامل أن يتجنب انبعاث ما يزيد عن 200 ألف طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون سنوياً مقارنة بالتصاميم التقليدية، وأن يرفع صافي الإنتاج بنسبة تزيد عن 6% مع تحويل 99% من الغاز الوارد إلى غاز مسال، فضلاً عن زيادة المرونة التشغيلية وخفض تكاليف الصيانة. كما تشمل البنية التحتية المرافقة خزان تخزين ضخم للغاز المسال بسعة 165 ألف متر مكعب ورصيفاً بحرياً بطول 500 متر.
مركز إقليمي رائد لتموين السفن ودعم للاستراتيجية الوطنية
يهدف مشروع “مرسى” إلى ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كأول مركز إقليمي في الشرق الأوسط لعمليات تزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال كوقود، مستفيداً من موقعه الاستراتيجي الهام في ميناء صحار عند مدخل الخليج العربي، أحد أهم ممرات الشحن العالمية. ودعماً لهذا التوجه، كلفت شركة توتال إنرجيز ببناء سفينة جديدة مخصصة لعمليات التموين بالغاز المسال هي “مونتي شمس”، المستوحى اسمها من جبل شمس العُماني، بسعة تبلغ 18,600 متر مكعب . من المنتظر أن تبدأ هذه السفينة عملياتها بحلول منتصف عام 2028، لتنضم إلى أسطول الشركة المتنامي في هذا المجال. جُهزت “مونتي شمس” بأحدث التقنيات لخفض استهلاك الوقود بنسبة 7% وضمان كفاءة احتراق عالية للحد من انبعاثات الميثان، إضافة إلى أنظمة مراقبة مستمرة للانبعاثات وخضوعها لحملات دورية لكشف التسرب وإصلاحه، التزاماً بأعلى المعايير الفنية والبيئية. ستخدم السفينة طيفاً واسعاً من العملاء يشمل سفن الحاويات والناقلات والسفن السياحية الكبرى. ينسجم هذا المشروع الطموح بشكل مباشر مع استراتيجية الطاقة الوطنية لسلطنة عُمان ورؤية عُمان 2040، لا سيما في هدف رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 30% بحلول عام 2030، ودعم التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: totalenergies