/سولارابيك، بريطانيا – 27 مايو 2025: تكشف شركة بريطانية ناشئة عن تقنية رائدة قد تُغير وجه صناعة إعادة تدوير البطاريات عالمياً، معتمدةً ليس على أحدث التقنيات الصناعية، بل على كائنات دقيقة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. تستخدم شركة “سيل سايكل” (Cell Cycle) بكتيريا يبلغ عمرها 50 مليون عام لاستخلاص المعادن الثمينة كالليثيوم والكوبالت من بطاريات الليثيوم المستهلكة، مقدمةً حلاً صديقاً للبيئة ومنخفض التكلفة لمشكلة النفايات المتزايدة الناتجة عن السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية.
ميكروبات الطبيعة في مواجهة النفايات الصناعية
تواجه أنظمة إعادة تدوير البطاريات الحالية تحديات جمّة، إذ تعاني من ارتفاع التكاليف واستهلاكها الكبير للطاقة، فضلاً عن آثارها البيئية السلبية. وهنا يأتي دور “سيل سايكل” التي طورت عملية “ليثيوم سايكل” (LithiumCycle)، حيث تُستخدم ميكروبات مُهندسة لتحليل مكونات البطاريات. أوضح ماكس ناجل، رئيس الشركة، أن الفكرة استُلهمت من استخدام البكتيريا طويل الأمد في قطاع التعدين لاستخلاص المعادن، وتساءل عن سبب عدم تطبيق هذه المعرفة الواسعة على بطاريات الليثيوم رغم الحاجة الماسة. وأشار إلى أن هذه البكتيريا، التي ساهمت في تشكيل التكوينات المعدنية على مدى ملايين السنين، قادرة على استعادة كافة المعادن الحيوية بكفاءة عالية، مما يفتح الباب أمام حلقة إعادة تدوير مستدامة ومنخفضة الانبعاثات الكربونية.
كفاءة واعدة ومستقبل أخضر
تتميز هذه التقنية بمرونتها وبساطتها مقارنة بالمنشآت التقليدية التي تتطلب استثمارات ضخمة وتُخصص لنوع واحد من البطاريات. تعتمد “سيل سايكل” على خزانات مفاعلات حيوية (bioreactor tanks)، ويمكن زيادة السعة ببساطة عبر إضافة خزانات أكبر. تعمل البكتيريا المستخدمة في درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية)، مما يقلل الحاجة إلى الطاقة بشكل كبير. وتُظهر العملية قدرة فريدة على تجديد البكتيريا ذاتياً، واستهلاك ثاني أوكسيد الكربون، وإطلاق الأوكسجين، مما يرجح إمكانية تحقيقها لحياد كربوني أو حتى بصمة كربونية سلبية. تسعى الشركة، بدعم من “إنوفيت يو كيه” وجامعة كوفنتري، إلى إطلاق عملياتها التجارية بحلول عام 2026، وتأمل في المساهمة ببناء قدرات تكرير البطاريات داخل المملكة المتحدة، التي تضطر حالياً لشحن معظم نفاياتها للخارج.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering