سولارابيك، تايوان- 19 مايو 2025: أُطفئ يوم السبت الماضي آخر مفاعل نووي عامل في تايوان، وهو المفاعل رقم 2 بمحطة مانشان للطاقة النووية بمقاطعة بينغتونغ، وذلك مع انتهاء صلاحية ترخيصه التشغيلي الذي دام أربعين عامًا. يمثل هذا الإغلاق خطوة حاسمة نحو تحقيق هدف “الوطن الخالي من الطاقة النووية” الذي طالما نادت به الحملات المناهضة للطاقة النووية في الجزيرة، لكنه يفتح الباب واسعاً أمام تحديات اقتصادية وبيئية جسيمة.
تفاصيل الإغلاق الفني وبداية مرحلة التفكيك
بدأ المفاعل رقم 2 في محطة مانشان، الذي انطلقت عملياته التجارية في 18 مايو 1985، بخفض إنتاجه من الكهرباء تدريجيًا بعد ظهر يوم السبت. تم فصل المفاعل عن الشبكة الكهربائية وأُوقف تشغيله بأمان بحلول ليل السبت، حيث وصل إنتاجه من الطاقة إلى الصفر قرابة الساعة العاشرة مساءً. ووفقًا لشركة تايوان للطاقة (تايباور)، المشغل الحكومي للمحطة، من المتوقع أن تبدأ عملية إزالة قضبان الوقود من قلب المفاعل خلال اليومين القادمين، حيث ستُوضع القضبان مبدئيًا في حوض الوقود المستهلك الموجود داخل الموقع، وهي عملية يُقدر أن تستغرق ما بين أسبوع إلى أسبوعين. يُذكر أن هذا المفاعل قد ساهم على مدار أربعة عقود بتوليد ما مجموعه حوالي 274.16 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء، حسب بيانات “تايباور”. وقد شهدت العاصمة تايبيه تجمعًا لعدة جماعات مناهضة للأسلحة النووية للاحتفال بهذا الحدث، حيث نظم اتحاد حماية البيئة التايواني (TEPU)، وهو لاعب رئيسي في الحركة المناهضة للأسلحة النووية، مسيرة خارج مبنى “تايباور”، الموقع ذاته الذي شهد أولى مسيراتهم الاحتجاجية عام 1988. شارك في التجمع أعضاء من منظمات بيئية متنوعة مثل تحالف المواطنين الأخضر وتحالف تايوان للطاقة المتجددة، إلى جانب مجموعات مدنية مناهضة للأسلحة النووية من اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين والهند وإندونيسيا.
جدل سياسي وتكاليف اقتصادية وبيئية باهظة
أعربت تسوي شو-هسين، الأمينة العامة لتحالف المواطنين الأخضر، عن قلقها من مساعي بعض النشطاء المؤيدين للطاقة النووية وأحزاب المعارضة لإعادة تشغيل محطات الطاقة النووية في تايوان، رغم الاحتفالات بالإغلاق. أشارت إلى أن أحزاب المعارضة، التي تحظى بالأغلبية في اليوان التشريعي (البرلمان)، اقترحت إجراء استفتاء جديد، قد يكون في أغسطس/آب القادم، بهدف تمديد عمر محطة مانشان للطاقة النووية. ويأتي هذا الجدل في وقت يُتوقع فيه أن تترتب على إيقاف الطاقة النووية تكاليف باهظة، فوفقًا لتحليل حديث أجرته منصة مختصة قد تحتاج تايوان، التي كانت الطاقة النووية تشكل أكثر من 16% من مزيج الكهرباء لديها قبل عام 2015، إلى إنفاق حوالي ملياري دولار أمريكي إضافية سنويًا على مشتريات الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030 لمواكبة نمو الطلب على الطاقة. ونقل تقرير عن النائب عن حزب الشعب التايواني المعارض، تشانغ تشي-كاي، تقديره بأن إزالة الطاقة النووية من مزيج الطاقة سترفع تكاليف توليد الكهرباء بمقدار 100 مليار دولار تايواني (ما يعادل 3.31 مليار دولار أمريكي) سنويًا.
تحدي الانبعاثات وإرث النفايات النووية
سيزداد تحدي خفض الانبعاثات الكربونية صعوبة، حيث من المتوقع أن تعتمد تايوان على الوقود الأحفوري بنسبة 84% في مزيج الكهرباء الخاص بها في عام 2025، وذلك بعد تخلفها الكبير عن تحقيق أهدافها في مجال نشر الطاقة المتجددة. وبالرغم من إطفاء المفاعلات، يبقى إرث النفايات النووية تحديًا قائمًا يتعين على تايوان التعامل معه. وأفاد مسؤول في هيئة السلامة النووية يوم السبت بأنه على الرغم من حل مشكلة مرافق التخزين الجاف الخارجية للوقود النووي المستهلك، إلا أنه يجب في نهاية المطاف إيجاد موقع نهائي للتخلص من هذه النفايات. وأضاف المسؤول أن عملية اختيار الموقع المناسب والتواصل الفعال مع الجمهور قد تشكل تحديات كبيرة تواجه السلطات العامة في المستقبل القريب.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: focus taiwan
image source: CNA