سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة- 9 مايو 2025: كشفت شركة “كاتل” (CATL)، أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، عن ثلاث بطاريات جديدة رائدة، قد تكون المفتاح الأخير لتحقيق القبول الجماعي للسيارات الكهربائية. هذه الابتكارات أثارت ضجة كبيرة في صناعة البطاريات، حيث أصبحت جميعها جاهزة للإنتاج، ويُشاد بها باعتبارها قادرة على إحداث تغييرات جذرية في عالم المركبات الكهربائية سريع التطور.
1. بطارية Freevoy Dual Power – “البطارية داخل البطارية”
تُعد Freevoy Dual Power ابتكارًا فريدًا، حيث تم تصميمها لتوفير مدى يصل إلى 1500 كيلومتر، بفضل هندستها ثنائية النواة التي تتضمن منطقة طاقة رئيسية وأخرى ثانوية تُستخدم عند الحاجة.
ما يميز هذه البطارية هو استخدامها كيمياء مزدوجة تجمع بين أيونات الليثيوم وأيونات الصوديوم، مما يسمح لها بالاستفادة من مزايا كل تقنية. فعلى سبيل المثال، في الظروف الباردة، تعتمد البطارية على أيونات الصوديوم حتى ترتفع درجة حرارة حزمة الطاقة، ثم تتحول إلى أيونات الليثيوم. كما تتضمن خلايا نيكل-منغنيز-كوبالت (NMC) لتحقيق مدى طويل للغاية.
إضافةً إلى ذلك، تتميز البطارية بأنود متطور يتشكل ذاتيًا أثناء الشحن، مما يعزز كثافة الطاقة ويسمح بتصميم أصغر حجمًا مقارنة بالبطاريات التقليدية.
2. بطارية Shenxing Superfast Charging – شحن فائق السرعة
أما البطارية الثانية، Shenxing Superfast Charging من الجيل الثاني، فتجمع بين مدى يصل إلى 800 كيلومتر وسرعة شحن مذهلة تتجاوز 1300 كيلو واط.
بهذه السرعات، يمكن إضافة 2.5 كيلومتر من المدى لكل ثانية من الشحن، وتقول CATL إن إعادة الشحن لمدة خمس دقائق فقط يمكن أن تضيف 520 كيلومترًا من المدى. حتى في درجات حرارة منخفضة تصل إلى -10 درجات مئوية، يمكن شحن البطارية من 5% إلى 80% خلال 15 دقيقة فقط.
لكن التحدي الأكبر يكمن في أن الصين وحدها تمتلك حاليًا البنية التحتية للشحن التي تدعم هذه السرعات؛ مما قد يعيق انتشار هذه التقنية عالميًا في الوقت الحالي.
3. بطارية أيون الصوديوم – ثورة في الأسعار والأمان
أعلنت شركة CATL أيضًا عن أول بطارية أيون الصوديوم منتجة بكميات كبيرة، والتي ستدخل مرحلة الإنتاج في ديسمبر المقبل.
تم تصميم هذه البطارية لتكون متوافقة مع المركبات الهجينة والكهربائية، حيث توفر كثافة طاقة تصل إلى 175 واط/كجم، مما يسمح للسيارات الكهربائية بقطع 500 كيلومتر بشحنة واحدة، بينما توفر للمركبات الهجينة مدى إضافيًا يصل إلى 200 كيلومتر.
أحد أبرز مزايا هذه البطارية هو قدرتها على تحمل أكثر من 10,000 دورة شحن، أي ما يعادل خمسة ملايين كيلومتر، مما يجعلها أكثر أمانًا من خلايا أيونات الليثيوم التقليدية.
كما أظهرت اختبارات التحمل أن خلايا أيون الصوديوم قاومت الضغط، واختراق الإبرة، والمثقاب الكهربائي، وحتى النشر بالبطارية، دون حدوث أي حريق أو انفجار.
في الطقس البارد، تقدم هذه البطاريات أداءً استثنائيًا، حيث يمكن شحنها بسهولة في درجة حرارة -30 درجة مئوية من 30% إلى 80% خلال 30 دقيقة فقط، كما أنها تحافظ على سرعة 120 كم/ساعة حتى عند انخفاض الشحن إلى 10%.
مستقبل السيارات الكهربائية بأسعار معقولة
رغم أن بطاريات أيون الصوديوم قد تبدو أقل إثارة مقارنة بالابتكارات الأخرى، إلا أن العديد من المحللين يرون أنها قد تكون الأكثر أهمية، لأنها ستساهم في إنتاج سيارات كهربائية بأسعار أقل بكثير من المركبات الحالية.
بفضل توفر المواد الخام المستخدمة في تصنيعها، قد تكون هذه البطاريات أرخص بنسبة 25-30% من خلايا أيونات الليثيوم التقليدية، وربما أكثر من ذلك، مما يجعل السيارات الكهربائية في متناول شريحة أكبر من المستهلكين.
في العام الماضي، استحوذت شركة CATL على 38% من إجمالي بطاريات الجهد العالي المستخدمة في السيارات الكهربائية عالميًا، لكنها لم تكشف بعد عن اسم شركة السيارات التي ستستخدم هذه البطاريات الرائدة أولًا.
مع هذه الابتكارات، يبدو أن شركة CATL تقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق ثورة حقيقية في عالم السيارات الكهربائية، مما قد يغير قواعد اللعبة تمامًا في السنوات القادمة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: EV Central