سولارابيك، قطر- 3 مايو 2025: كشف تقرير حديث بعنوان “الابتكار الرقمي من أجل مستقبل مستدام”، أُعدّ بمبادرة مشتركة بين وكالة ترويج الاستثمار في قطر (Invest Qatar) وشركة “إيبردرولا للابتكار الشرق الأوسط” الإسبانية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، عن الخطوات الكبيرة التي قطعتها دولة قطر في تطوير وتطبيق مبادرات التكنولوجيا النظيفة. يهدف التقرير إلى إبراز الدور المحوري للتقنيات الرقمية، كالذكاء الاصطناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) والشبكات الذكية، في تعزيز كفاءة استخدام الطاقة ودفع عجلة الاستدامة وتحقيق التنويع الاقتصادي المنشود، مؤكداً أن قطر قطعت أشواطاً كبيرة في هذا المضمار لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد.
طموحات رائدة في الطاقة النظيفة: شمسية وكربون وأمونيا زرقاء
يُفصّل التقرير كيف تهدف قطر، ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة (QNRES)، لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية من 5% حالياً إلى 18% بحلول عام 2030، مع التركيز بشكل أساسي على تكنولوجيا الطاقة الشمسية الكهروضوئية. ويبرز المشروع القطري لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS) المرتبط بإنتاج الغاز الطبيعي المسال (LNG) كأكبر مشروع من نوعه في الشرق الأوسط والسادس عالمياً، مستهدفاً زيادة القدرة على التقاط ما يفوق 11 مليون طن سنوياً من ثاني أوكسيد الكربون بحلول عام 2035. وتعمل قطر أيضاً على بناء أضخم مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم باستثمار يبلغ مليار دولار أمريكي وبطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 1.2 مليون طن. ويُشير التقرير إلى أن التقنيات الرقمية تُحسن استهلاك الطاقة في الوقت الفعلي وتعزز الكفاءة والمرونة الشاملة لأنظمة الطاقة، مع الإقرار بأن الابتكارات في أجهزة تكنولوجيا المعلومات والتبريد، والتحول نحو مراكز البيانات السحابية وفائقة النطاق الأكثر كفاءة، تساعد في الحد من النمو المتزايد للطلب على الطاقة الناجم عن انتشار التقنيات الرقمية ومراكز البيانات.
مدن ذكية ونقل مستدام: بناء مستقبل حضري أكثر كفاءة
يسلّط التقرير الضوء على استثمارات قطر المتزايدة في تقنيات المدن الذكية، مستشهداً بمشروع مدينة لوسيل الذي يدمج البنية التحتية الرقمية لتعزيز الحياة الحضرية، ومشروع “مشيرب قلب الدوحة” كأول مشروع عالمي لتجديد وسط مدينة مستدام يعتمد على التقنيات الذكية، ويستهدف خفض استهلاك الطاقة بنسبة 32% مع سعي جميع مبانيه للحصول على الشهادة الذهبية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED). وتدعم الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي هذا التوجه بهدف استخدام 35% من المواد المعاد تدويرها في مشاريع البناء. وفي قطاع النقل، تهدف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر (NDS3) إلى بناء بنية تحتية متقدمة للنقل تزيد من الاستخدام والكفاءة والخيارات المستدامة كالتنقل الكهربائي والنقل العام، وهو ما تعززه الخطة الشاملة للنقل في قطر 2050 الصادرة عن وزارة المواصلات (MoT) عبر مبادرات طويلة الأجل. ويؤكد التقرير تصنيف قطر ضمن أفضل 10 أسواق عالمية من حيث الجاهزية للمركبات الكهربائية، ودور مركز قطر للابتكارات التكنولوجية (QMIC) كأول مركز ابتكار مستقل في المنطقة يركز على البحث والتطوير لتطوير ونشر منصات وتقنيات التنقل الذكي والمدن الذكية.
إدارة الموارد بكفاءة: من تدوير النفايات إلى رصد جودة المياه والهواء
تتكامل هذه الجهود الرائدة مع استراتيجية وزارة البلدية للفترة 2024-2030، التي تتضمن خططاً لتبني أحدث أنظمة إدارة النفايات الذكية وتحويل النفايات إلى طاقة، مما يدعم التطورات القطرية في مبادرات التكنولوجيا النظيفة. وتضع الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي أهدافاً واضحة لتحقيق إعادة تدوير للمواد بنسبة 15% وتحلية مياه بنسبة تزيد عن 55% باستخدام تقنية التناضح العكسي أو تقنيات أخرى أكثر استدامة. ويذكر التقرير بأن قطر هي أول دولة في مجلس التعاون الخليجي تطبق برنامجاً لتحويل النفايات إلى طاقة، ويمتلك مركز إدارة النفايات الصلبة المنزلية في قطر (DSWMC) منشأة حديثة ومتطورة تضم محرقة لتحويل النفايات إلى طاقة (WTE) بطاقة استيعابية تبلغ 1500 طن يومياً. وتختتم استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (NDS3) هذه الرؤية المتكاملة بالتأكيد على توسيع نطاق استخدام تقنيات الرصد البيئي المتقدمة، مثل الرصد الفعال وتطبيق معايير جودة مياه موحدة ومتسقة عبر مختلف المصادر، وتهدف قطر لتركيب أكثر من 20 محطة لرصد جودة الهواء مجهزة بتقنيات معتمدة دولياً، مع رصد جميع مصادر المياه بشكل منتظم وفعال، بما في ذلك المياه الجوفية ومياه البحر ومياه الشرب.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Invest Qatar