سولارابيك، الولايات المتحدة الأمريكية- 31 مايو 2025: تُنتج شركة “بن آند جيريز” الشهيرة للمثلجات حاليًا ما يصل إلى 8.75 مليون كيلوواط/ساعة من الطاقة الكهربائية النظيفة سنويًا، مُحوّلة بذلك نفاياتها العضوية من عبء بيئي إلى مصدر طاقة مُستدام. يتحقق هذا الإنجاز في ولاية فيرمونت الأمريكية، حيث تُسهم الكهرباء المُولّدة في تزويد مئات المنازل بالطاقة، وتُمثل نموذجًا رائدًا في مجال الطاقة المتجددة وإدارة النفايات الصناعية.
من مخلفات الإنتاج إلى شبكة الكهرباء: تفاصيل الإنجاز التقني والبيئي
تعتمد هذه المبادرة على منشأة هضم لا هوائي عالية التقنية، طوّرتها شركة الطاقة المتجددة “PurposeEnergy” بتمويل كامل من “Quinbrook Infrastructure Partners”، وهي شركة إدارة استثمار متخصصة تركز على البنية التحتية للطاقة المتجددة. وقد افتُتحت المنشأة رسميًا في ديسمبر 2024 بمدينة سانت ألبانز في فيرمونت، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ بتصدير الكهرباء المُنتجة إلى شبكة كهرباء الولاية، مما يُعد أبرز مبادرات “PurposeEnergy” منذ استحواذ “Quinbrook” عليها في أبريل 2023. تُرسل “بن آند جيريز” كافة نفاياتها العضوية عالية التركيز ومنتجاتها غير المطابقة للمواصفات (OOS) مباشرةً عبر خط أنابيب مخصص إلى هذه المنشأة المتطورة.
تقنية الهضم اللاهوائي: قلب المنشأة النابض بالطاقة
تُحوَّل النفايات داخل المنشأة إلى كهرباء نظيفة وماء نقي من خلال عملية الهضم اللاهوائي، التي تعمل على تحليل المواد العضوية في غياب الأوكسجين. ينتج عن هذه العملية غاز حيوي غني بغاز الميثان بشكل طبيعي، والذي يُلتقط بعد ذلك ويُستخدم كوقود لتوليد الكهرباء والحرارة. وبذلك، تتحول النفايات التي كانت تُرسل سابقًا إلى مكبات النفايات أو مرافق معالجة المياه العادمة، إلى مصدر طاقة قيّم. يُذكر أن التعاون بين “بن آند جيريز” والمنشأة بدأ بموجب اتفاقية أُبرمت عام 2021، التزمت فيها شركة المثلجات بتوريد نفاياتها العضوية، شاملةً المياه العادمة ودفعات المثلجات التي لا تفي بمعايير الجودة.
تعايش صناعي مبتكر: فوائد اقتصادية وبيئية وآفاق مستقبلية
يُمثل هذا المشروع نموذجًا للتعايش الصناعي على نطاق واسع، حيث يربط بسلاسة بين نفايات إنتاج الغذاء وتوليد الطاقة المتجددة، مُشكلًا نظام حلقة مغلقة يعود بالنفع على البيئة والاقتصاد المحلي. فبالإضافة إلى الكهرباء، تلتقط المنشأة ما يصل إلى 45 مليار وحدة حرارية بريطانية (Btu) من الطاقة الحرارية المتجددة سنويًا، تُستخدم للمساعدة في تسخين الهاضم ودعم العمليات التشغيلية في الموقع. أكدت جينا إيفانز، مديرة الاستدامة العالمية في “PurposeEnergy”، أن هذا المشروع “يعزز التزام بن آند جيريز بالاستدامة البيئية عبر توفير حل طويل الأمد للنفايات العضوية”، مُضيفة أنه “سيقلل من حركة المرور على الطرق في فيرمونت، ويخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويقلل من تلوث الفوسفور”. لا يقتصر الأمر على “بن آند جيريز”، إذ تستقبل المنشأة نفايات من منتجي أغذية إقليميين آخرين مثل “كاسيلا”، و”ويند ريفر إنفايرونمنتال”، و”إيفرجرين سيرفيسز”، و”كارمايكل تراكنج“. تأمل “PurposeEnergy” أن يُسهم هذا الحل المركزي، المقام على أرض تابعة لمؤسسة فرانكلين كاونتي للتنمية الصناعية، في جعل مجمع سانت ألبانز الصناعي أكثر جاذبية لمصنعي أغذية آخرين، مع إمكانية تكرار هذا النموذج الناجح لمساعدة المزيد من منتجي الأغذية على خفض الانبعاثات وتحويل النفايات إلى طاقة نظيفة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering