سولارابيك، أوروبا- 11 يونيو 2025: كشفت “الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الكهرباء” (ENTSO-E) عن تفاصيل خارطة طريقها البحرية لعام 2025، في خطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا بمشهد الطاقة في أوروبا، وتهدف الخطة الطموحة إلى دمج 365 جيجاواط من الطاقة المتجددة البحرية، وفي مقدمتها طاقة الرياح، بحلول عام 2050. ورغم التحديات التقنية الجسيمة التي ينطوي عليها هذا الهدف، إلا أنه يحمل في طياته تحولات سياسية واقتصادية وتنظيمية واسعة النطاق، بحسب ما أفاد تقرير نشرته صحيفة El Economista الإسبانية.
ينقل هذا المشروع طاقة الرياح البحرية من كونها مشاريع وطنية متفرقة إلى استراتيجية أوروبية موحدة، تتطلب بنية تحتية عابرة للحدود لتوصيل الطاقة من مواقع الإنتاج البعيدة إلى مراكز الاستهلاك الرئيسة.
مناطق العطاءات البحرية: نحو سوق كهرباء أوروبية موحدة
تجاوز تطوير طاقة الرياح البحرية الإطار الوطني، مما استدعى وضع حلول ابتكارية. وفي هذا السياق، اقترحت الشبكة الأوروبية إنشاء “مناطق العطاءات البحرية” (Offshore Bidding Zones – OBZs) كإحدى الركائز الأساسية لهذا التوجّه الجديد. وتهدف هذه المناطق إلى دمج مزارع الرياح البحرية ليس فقط في الشبكات الوطنية، بل ضمن سوق الكهرباء الأوروبية الموحدة.
وفي ظل الطبيعة المتقطعة لهذه المصادر، يُعدّ التعامل مع اختلالات التوليد تحديًا غير مسبوق. إذ ستعتمد المزارع البحرية على الأنظمة البرية لامتصاص فائض الإنتاج أو تعويض النقص، وهو ما يتطلب تطوير آليات موازنة جديدة تُدمج هذه المناطق ضمن منصات موازنة الطاقة الأوروبية. وتُسهم هذه الخطوة في تعزيز الكفاءة والاستقرار، وفتح فرص سوقية جديدة أمام مشغلي طاقة الرياح.
تحديات تقنية واستقرار الشبكة
يُعد التحكم في الترددات أمرًا حاسمًا لأمن الشبكة، حيث قد يؤدي فقدان مفاجئ لمولدات بحرية ضخمة إلى اضطراب النظام بأكمله. وتقترح المنظمة مراجعة المعايير الحالية وتعزيز القدرات التقنية، عبر توفير ما يُعرف بـ”القصور الذاتي الاصطناعي”، والاستفادة من أنظمة التخزين وعواكس تشكيل الشبكة.
كما تدعو إلى توحيد معايير “معدل انحدار التوليد” (Rate of Change of Frequency – RoCoF) بين الدول، لضمان التنسيق ومنع التذبذبات الحادة في ضخ الطاقة التي قد تهدد استقرار الشبكة. وتبرز قضية “الاستقرار الديناميكي” في مقدمة التحديات، لا سيّما في الشبكات التي تهيمن عليها محولات الطاقة، ما يستدعي تطوير نماذج تحليل جديدة، وأدوات مراقبة متقدمة، وأنظمة متوافقة قادرة على منع الأعطال المتسلسلة.
تصعيد القدرات الصناعية والتمويلية
يعتمد تنفيذ هذه الرؤية على القدرات الصناعية والابتكارية الأوروبية، إذ ينبغي تسريع وتيرة تركيب مزارع الرياح البحرية بمعدل يفوق تسعة أضعاف مقارنةً بالعقد الماضي. وتشير التقديرات إلى أن الاستثمارات اللازمة لإنشاء المحطات الفرعية البحرية وحدها قد تصل إلى نحو 20 مليار دولار خلال العقد الحالي، فضلًا عن الحاجة إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد، وتأهيل الكوادر البشرية لتنفيذ هذا التحول التاريخي في قطاع الطاقة الأوروبي.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: اليوم السابع