سولارابيك، سويسرا- 2 يونيو 2025: دُمّرت قرية بلاتن السويسرية الهادئة، الواقعة في أحضان جبل بيتشهورن بجبال الألب بعد أن ابتلعها انهيار أرضي ضخم نجم عن تفكك أجزاء كبيرة من نهر بيرش الجليدي. جاء هذا الحدث المأساوي ليؤكد مجدداً على التداعيات المتسارعة للتغيرات المناخية في المناطق الجبلية الهشة، حيث حذّر العلماء مسبقًا من كارثة محتملة، مما دفع السلطات لإجراءات استباقية.
تفاصيل الكارثة وإجراءات الطوارئ
أخلت السلطات السويسرية قرية بلاتن بأكملها، والتي يقطنها 300 نسمة في منطقة فاليه جنوب العاصمة برن، بتاريخ 19 مايو/أيار، في عملية شملت حتى نقل الأغنام والأبقار الراعية جوًا بالمروحيات، استجابةً لتوقعات علمية بوقوع الكارثة. وانهارت كتلة هائلة من الجليد والصخور، بسماكة تُقدر بعشرات الياردات وامتداد يناهز الميل الواحد، لتستقر في الوادي، مُخلفةً دمارًا وصفته حكومة فاليه المحلية بالـ”جسيم”. وأُغلق مجرى نهر لونزا المحلي، مما أدى إلى تشكل بحيرة بدأت بالفعل في إغراق المباني المتبقية، ويثير سلوك هذا التجمع المائي والنهر مخاوف من “تدفق طيني وحطامي جارف” إذا فاض النهر فوق الرواسب. وأُعلن عن فقدان رجل يبلغ من العمر 64 عامًا، فيما عُلّقت عمليات البحث مؤقتًا نظرًا لخطورة الأوضاع. وقد انتشرت لقطات فيديو للانهيار بشكل واسع، مُظهرة سحابة ضخمة من الحطام ذكّرت البعض بسحابة القنبلة الذرية.

تحذيرات علمية لم تمنع الأسوأ ودور التغير المناخي
أوضح كريستوف لامبييل، المتخصص في جيولوجيا الجبال العالية والأنهار الجليدية بجامعة لوزان، أن العلماء كانوا على دراية بتزايد وتيرة تساقط الصخور من واجهة الجبل على النهر الجليدي، لكن الانهيار الكلي للنهر لم يكن ضمن التوقعات. ووصف لامبييل ما حدث بأنه “السيناريو الكارثي الأسوأ الذي لا يمكن تصوره”. وتميز نهر بيرش الجليدي بظاهرة فريدة، حيث كان النهر الجليدي الوحيد الذي يشهد تقدمًا خلال العقد الماضي، بينما تتراجع الأنهار الأخرى. وعزا لامبييل هذا التقدم إلى تكسّر الواجهة الصخرية فوقه، مما أدى لتساقط كتل صخرية زادت من وزنه وضغطه. وربط بشكل مباشر بين تساقط الصخور المتزايد والتغير المناخي، موضحًا أن “الزيادة في تساقط الصخور تعود إلى ذوبان التربة الصقيعية، مما يزيد من عدم الاستقرار”، مشيرًا إلى ارتفاع درجة حرارة التربة الصقيعية بما لا يقل عن درجة مئوية واحدة خلال الـ 10 إلى 15 سنة الماضية. وقدّر رافائيل مايوراز، رئيس مصلحة المخاطر الطبيعية بالحكومة المحلية، حجم الحطام المتراكم على النهر الجليدي بحوالي 3 ملايين متر مكعب (قرابة 4 ملايين ياردة مكعبة).
أكد وزير البيئة السويسري، ألبرت روشتي، أن “الطبيعة أقوى من البشر”، واصفًا ما حدث بأنه “استثنائي تمامًا والأسوأ الذي كان يمكن تخيله”. ورغم هول الفاجعة، عبّر ماتياس بيلوالد، عمدة بلاتن، عن صمود الأهالي بقوله: “لقد فقدنا قريتنا ولكننا لم نفقد حياتنا. القرية تحت الركام، لكننا سننهض. سنتضامن ونعيد البناء. كل شيء ممكن”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: npr