سولارابيك، سوريا- 6 يونيو 2025: أعلنت الحكومة السورية أواخر الشهر الماضي عن توقيع اتفاق تاريخي مع تحالف دولي يضم شركات أميركية وقطرية وتركية، بقيمة تصل إلى 7 مليارات دولار، بهدف إعادة تأهيل قطاع الطاقة وتوليد 5 آلاف ميجاواط إضافية من الكهرباء. إذ وقّع الاتفاقية الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الأميركي الخاص توماس باراك، في خطوة تمثّل تحوّلاً نوعياً في المشهدين الاقتصادي والسياسي للبلاد، خصوصاً في ظل قرار رفع العقوبات الأميركية والأوروبية.
نقلة اقتصادية شاملة: تقليل الاعتماد على الوقود ودفع عجلة الإعمار
يُعد الاتفاق دفعة قوية للقطاع الاقتصادي، إذ من المنتظر أن تسهم المشروعات الجديدة، التي تعتمد على الغاز لإنتاج 4 آلاف ميجاواط وعلى الطاقة الشمسية لإنتاج ألف ميجاواط، في تخفيض فاتورة استيراد الوقود وتحقيق وفورات مهمة في الموازنة العامة. وبحسب التحليلات المتداولة فإن التحول إلى الغاز يمثل خياراً اقتصادياً أكثر كفاءة من الفيول، ما يسمح بتوجيه الموارد نحو أولويات تنموية أخرى.
ويُتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى تحفيز الناتج المحلي الإجمالي، حيث أظهرت دراسة لمجلة “التمويل والتنمية” (Finance & Development) أن كل زيادة بنسبة 10% في إمدادات الكهرباء يمكن أن ترفع الناتج المحلي بنسبة 1.5% إلى 2.5% في الدول النامية.
وستوفر المشاريع نحو 50 ألف فرصة عمل مباشرة، وقرابة 250 ألف فرصة غير مباشرة، مما ينعكس إيجاباً على سوق العمل ومستويات الدخل. كما يعزز الاتفاق ثقة المستثمرين الدوليين بالسوق السورية، ويفتح المجال لدخول رؤوس أموال إضافية تدعم عملية إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية.
دلالات سياسية عميقة: انفتاح دولي وشرعية متجددة
تحمل الاتفاقية أبعاداً سياسية مهمة، حيث اعتُبر توقيعها بحضور مبعوث أميركي رفيع مؤشراً على تحوّل في الموقف الدولي تجاه سوريا، من سياسة العزلة إلى نهج الانخراط البنّاء. وأكد باسل حفار، مدير مركز إدراك للدراسات السياسية، أن هذه الخطوة تعزز من شرعية حكومة الرئيس الشرع، وتمنحها دعماً تفاوضياً في جهود المصالحة الوطنية.
وأشار إلى أن مشاركة أطراف إقليمية كتركيا وقطر تعكس نضوج بيئة سياسية جديدة قد تدفع دولاً أخرى لإعادة النظر في علاقاتها مع دمشق. ومع ذلك، شدد على أهمية مراعاة التحديات الأمنية، خصوصاً في المناطق الشرقية والجنوبية، عند تنفيذ المشاريع.
تحوّل اجتماعي مرتقب: طاقة مستقرة وحياة أفضل
من الجانب الاجتماعي، يتوقع أن يسهم المشروع في تحسين جودة الحياة اليومية للمواطنين، من خلال توفير طاقة كهربائية مستقرة تدعم البنية التحتية التعليمية والصحية والخدمية. كما يُنتظر أن يخفف من معدلات البطالة والفقر، ويعزز التماسك المجتمعي في بلد أنهكته سنوات الحرب.
استراتيجية طاقة جديدة: تنويع، تحديث، وربط إقليمي
تؤسس الاتفاقية لرؤية استراتيجية جديدة لأمن الطاقة في سوريا، ترتكز على تنويع مصادر التوليد، عبر إنشاء محطة طاقة شمسية باستطاعة 1000 ميجاواط في منطقة وديان الربيع جنوب البلاد، وهي الأكبر من نوعها حتى الآن.
وتتضمن الخطة إعادة تأهيل “الخط الخماسي” لتوريد 400 كيلوواط من تركيا، بالإضافة إلى مشاريع ربط مستقبلي مع الأردن والسعودية. كما تشمل تحديث أنظمة التدفئة في الأبنية الجديدة، والتحوّل إلى الغاز الطبيعي، إلى جانب تطوير التشريعات وبناء قدرات الكوادر الوطنية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الجزيرة