سولارابيك – الولايات المتحدة الأمريكية – 19 يونيو 2025: كشفت شركة “Pure Lithium” الناشئة ومقرها بوسطن عن تطوير بطارية ليثيوم معدني قادرة على تحمل أكثر من 1300 دورة شحن وتفريغ، في إنجاز تقني مهم يتميز بكونه مُصنّعاً بالكامل دون أي مدخلات صينية، وذلك في ظل السعي الأمريكي المتزايد لتقليص الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية في القطاعات الاستراتيجية.
يأتي هذا الإعلان في توقيت حساس يتزامن مع التهديدات المتزايدة بفرض رسوم جمركية جديدة في ظل التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، مما يضع ضغوطاً إضافية على القطاع الأمريكي للتكنولوجيا المتقدمة للتحرر من الهيمنة الصينية على المعادن الحيوية والمواد الخام الاستراتيجية.
الريادة التقنية والخبرة المتخصصة
تقود المشروع الطموح الكيميائية الكندية إميلي بودوان، المتخصصة في تقنيات البطاريات، والتي تعمل منذ أربع سنوات على تطوير تقنية بطارية الليثيوم المعدني التي تتفوق في أدائها على بطاريات الليثيوم أيون التقليدية المستخدمة حالياً في معظم التطبيقات التجارية
حول التصميم الجديد
يتميز تصميم الشركة الجديد باستبعاد المعادن التقليدية مثل الجرافيت والكوبالت والنيكل والمنغنيز، وهي عناصر تخضع في الغالب للهيمنة الصينية سواء في الإنتاج أو المعالجة، واستبدالها بتقنية مبتكرة تعتمد على استخراج الليثيوم مباشرة من المحاليل الملحية الطبيعية.
وفي مختبرها المتطور بمدينة تشارلستاون في ولاية ماساتشوستس، تطبق الشركة عملية حصرية تُعرف تقنياً باسم “من المحلول إلى البطارية”، حيث تنتج مصعداً من الليثيوم المعدني النقي مباشرة من هذه المحاليل.
وتقوم العملية على دمج هذا المصعد مع مهبط مُصنّع من الفاناديوم لإنتاج البطارية المتطورة، التي أثبتت الاختبارات المعملية قدرتها على إنجاز أكثر من 1300 دورة شحن وتفريغ ضمن المعدلات التجارية المطلوبة.
المزايا التنافسية المتعددة
تتمتع البطارية الجديدة بعدة مزايا تنافسية مهمة، أبرزها المقاومة العالية للاشتعال حيث يعمل المهبط الجديد بكفاءة حتى درجات حرارة تصل إلى 700 درجة مئوية، مما يجعلها أكثر أماناً من البطاريات التقليدية.
كما تتميز بكثافة طاقة أعلى بشكل ملحوظ، حيث يتمتع الليثيوم المعدني بسعة طاقية تفوق الجرافيت المستخدم في البطاريات الحالية بنحو عشرة أضعاف، إضافة إلى تحقيق الاستقلال التام عن المواد النادرة التي تسيطر الصين على إنتاجها ومعالجتها.
السياق الجيوسياسي والاقتصادي
تأتي هذه التطورات في ظل هيمنة صينية شبه كاملة على سوق المعادن النادرة عالمياً، حيث تنتج بكين نحو 90% من الإمدادات العالمية لهذه المواد الحيوية، بينما وصلت حصتها في بعض العناصر الاستراتيجية مثل الديسبروسيوم والتيربيوم الضروريين لصناعات الطاقة النظيفة والدفاع والإلكترونيات إلى 99% من الإنتاج العالمي.
وتشير بيانات المسح الجيولوجي الأمريكي إلى أن الصين مثّلت حتى عام 2024 نصف واردات الولايات المتحدة من المعادن الحيوية، شاملة عناصر رئيسية مثل الإيتريوم والأنتيمون والبزموت والزرنيخ.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineerin