سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة – 21 يونيو 2025: كشف تقرير علمي سنوي حديث، شارك فيه أكثر من 60 عالم مناخ بارزًا حول العالم، عن صورة قاتمة لوضع الكوكب الراهن؛ إذ إن فرصة الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية تتلاشى بسرعة مخيفة.
ومع مستويات الانبعاثات الحالية، لم يتبقَّ للعالم سوى ثلاث سنوات فقط لمنع تجاوز هذه العتبة الحرجة التي نصت عليها اتفاقية باريس للمناخ عام 2015.
ميزانية الكربون تتقلص بسرعة
يُعدّ مفهوم “ميزانية الكربون” حاسمًا في تقدير الكمية المتبقية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن انبعاثها. فبينما قُدّرت هذه الميزانية بحوالي 500 مليار طن في عام 2020 للبقاء ضمن 1.5 درجة مئوية، فقد تقلصت بشكل دراماتيكي إلى 130 مليار طن فقط بحلول عام 2025.
وبالوتيرة الحالية لانبعاثات تبلغ 40 مليار طن سنويًا، ستُستنفد هذه الميزانية في غضون ما يزيد قليلًا عن ثلاث سنوات. وحذر العلماء من أن استمرار الاتجاهات الحالية يعني استنفاد ميزانيات 1.6 و 1.7 درجة مئوية خلال تسع سنوات فقط.
ظواهر مناخية متطرفة وارتفاع متسارع لمنسوب سطح البحر
آثار تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري أصبحت جلية وواضحة. فمن درجات الحرارة القياسية التي تُسجل عالميًا، مثل تجاوز المملكة المتحدة 40 درجة مئوية صيف 2022، إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بوتيرة أسرع من المتوقع، أصبحت الظواهر المناخية المتطرفة هي “الوضع الطبيعي الجديد”.
يشير الباحثون إلى أن معدل الاحترار الحالي، البالغ حوالي 0.27 درجة مئوية لكل عقد، يفوق أي فترة في التاريخ الجيولوجي. تُشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة العالمية في عام 2024 ستتجاوز متوسطات ما قبل الثورة الصناعية بمقدار 1.52 درجة مئوية.
تمتص المحيطات جزءًا كبيرًا من الحرارة الزائدة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مياهها وذوبان الأنهار الجليدية، ومن ثم ارتفاع مستوى سطح البحر الذي تضاعف معدله منذ التسعينيات.
دعوة عاجلة لخفض الانبعاثات
يُرجع التقرير معظم الارتفاع الأخير في درجات الحرارة إلى النشاط البشري، مؤكدًا على الدور الضئيل للعوامل الطبيعية. ويُشدد الخبراء على أن كل جزء من الدرجة مهم؛ فحتى ارتفاع 0.1 درجة مئوية يمكن أن يزيد بشكل كبير من شدة وتواتر الظواهر الجوية المتطرفة، ويؤثر على الأمن الغذائي والنظم البيئية. كما يحذرون من الاعتماد على التقنيات المستقبلية لعكس الاحتباس الحراري، مشككين في جدواها أو قابليتها للتحقيق على النطاق المطلوب.
يُؤكد البروفيسور جويري روجيلج من “إمبريال كوليدج لندن” أن القرارات المتخذة خلال العقد المقبل ستُشكل مناخ الأرض لأجيال قادمة. وعلى الرغم من تزايد احتمال تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية، فإن التخفيضات السريعة والفورية في الانبعاثات لا تزال قادرة على الحد من مدى الاحتباس الحراري ومنع الانتقال إلى منطقة أكثر خطورة.
ويضيف: “الطريق إلى الأمام واضح: بدون اتخاذ إجراءات جوهرية وفورية، ستضيع فرصة تحقيق أهداف اتفاقية باريس – ربما في غضون ثلاث سنوات فقط”.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: The Economic Times