سولارابيك، سوريا- 6 يوليو 2025: تتسارع وتيرة التعاون الطاقي بين الأردن وسوريا لإعادة إحياء قطاع الكهرباء السوري المتهالك، عبر تفعيل خطوط الربط الكهربائي التاريخية وتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، مستفيدةً من الخبرات الأردنية المتقدمة في مجال الطاقة المتجددة والبنية التحتية المتطورة. ويؤسس هذا التقارب لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي تهدف إلى تلبية احتياجات سوريا الملحة وتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي للطاقة.
اتفاقيات لتأهيل الشبكات وتأمين إمدادات الغاز
أفضت المباحثات المكثفة التي جرت مؤخراً في عمّان ودمشق إلى اتفاقات عملية لإنقاذ قطاع الطاقة السوري، حيث تشكلت فرق فنية متخصصة لتقييم الواقع على الأرض وبدء العمل الفعلي. وأعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، الدكتور صالح الخرابشة، عن مناقشة رفع استطاعة خط الربط الكهربائي القائم بجهد 400 كيلوفولط، الذي يعمل الجانب السوري على إعادة تأهيله حالياً بدعم من منحة مقدمة من البنك الدولي. وكشف الخرابشة عن تواصل قائم مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتمويل دراسة فنية للمشروع، بالتزامن مع بحث التعاون الثلاثي مع مصر وقطر لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر البنية التحتية الأردنية لتوليد الكهرباء.
خبرات الأردن المتراكمة تضيء طريق إعادة الإعمار
يشكل التعاون الطاقي أنموذجاً حيوياً لإعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مستنداً إلى تاريخ طويل من الربط الكهربائي بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي وتوقف عام 2012. وأكد خبراء في القطاع، مثل المهندس عبد الفتاح الدرادكة، أن هذا الربط لا يخدم التبادل الثنائي فحسب، بل يؤسس لشبكة إقليمية شاملة تخدم الاستقرار الطاقي في المنطقة. ويقدم الأردن نفسه كشريك استراتيجي قادر على دعم سوريا في ظل النقص الحاد في توليد الكهرباء لديها، وذلك بفضل التقدم اللافت الذي حققه في مجال الطاقات المتجددة. كما تمتلك المملكة بنية تحتية متقدمة لتخزين ومراقبة المشتقات النفطية عبر شركات حكومية، ما يجعلها خياراً آمناً وفعالاً لخدمة السوق السورية لوجستياً.
فرص استثمارية واعدة للقطاع الخاص في سوق متعطشة للطاقة
يمثل الأردن الخيار الأمثل لقيادة عملية الانتقال الطاقي في سوريا، نظراً لموقعه الجغرافي وخبرته التشريعية والتنظيمية في قطاع الطاقة النظيفة. وأشار المهندس محمد الطعاني، أمين الهيئة العربية للطاقة المتجددة، إلى أن القطاع الخاص الأردني يمتلك الكفاءات اللازمة للمساهمة في إعادة بناء الشبكة السورية، التي تُقدر احتياجاتها بأكثر من 25 جيجاواط خلال السنوات الخمس المقبلة. ولتحقيق هذه الغاية، أُنشئ مركز إقليمي للطاقة المتجددة في سوريا قبل عامين، بهدف نقل التجربة الأردنية في المواصفات والمعايير، وتشجيع الاستثمارات الصناعية المحلية والعربية في قطاع متعطش للحلول المستدامة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية
image credit: canva
