سولارابيك، الصين- 21 يوليو 2025: تطلق الصين رسميًا مشروع بناء أضخم سد كهرومائي في العالم على نهر يارلونغ تسانغبو في منطقة التبت، وهو سدٌ يُتوقع أن ينتج طاقة هائلة تصل إلى 300 مليار كيلوواط ساعة سنويًا، متجاوزًا بذلك ثلاثة أضعاف سعة سد الممرات الثلاثة الحالي. يأتي هذا المشروع الطموح، الذي قُدّرت تكلفته بنحو 1.2 تريليون يوان (ما يقارب 167 مليار دولار أمريكي)، ضمن الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين، ويهدف بشكل أساسي إلى توليد الكهرباء للأسواق الخارجية، مع تلبية بعض الاحتياجات المحلية في التبت. من ناحية أخرى، تثير هذه الخطوة قلقًا متزايدًا في الهند وبنغلاديش، اللتين تعتمدان على مياه النهر في اتجاه المصب، بسبب المخاوف من تأثيراته المحتملة على تدفق المياه، والزراعة، والتوازن البيئي.
ضمانات صينية ومخاوف لا تزال قائمة
يؤكد المسؤولون الصينيون أن المشروع، الذي سيضم خمس محطات طاقة كهرومائية متتالية، قد خضع لتقييم علمي شامل لضمان عدم تأثيره سلبًا على النظم البيئية في اتجاه المصب، أو الاستقرار الجيولوجي، أو حقوق المياه للدول المجاورة. كما أن وزارة الخارجية الصينية تشير إلى أن السد سيسهم في الوقاية من الكوارث، والتكيف مع تغير المناخ، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، مؤكدةً أن المشروع لن يستخدم كورقة ضغط سياسية. وفي حين أن هذه الضمانات تهدف إلى تهدئة المخاوف الإقليمية، تستمر الشكوك في الهند وبنغلاديش، حيث يخشى المحللون والمسؤولون من احتمال قيام الصين بالتلاعب بتدفق النهر خلال فترات التوتر السياسي، مما قد يتسبب في فيضانات أو جفاف مصطنع في اتجاه المصب. بالإضافة إلى ذلك، تبرز المخاوف البيئية المتعلقة بفقدان التنوع البيولوجي وتشريد المجتمعات المحلية جراء هذا المشروع الضخم.
تداعيات إقليمية ونزاعات مستمرة
تتفاقم التوترات الإقليمية جراء هذا المشروع، حيث بدأت الهند بتسريع مشاريعها الخاصة لتطوير الطاقة الكهرومائية في ولاية أروناشال براديش لتأكيد سيطرتها على مواردها المائية. كما أن النزاعات الحدودية القائمة منذ فترة طويلة بين الهند والصين حول أروناشال براديش تزيد من تعقيد الموقف، فبينما تعتبرها الهند جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، تواصل الصين المطالبة بها كجزء من جنوب التبت. ولإدارة هذا التحدي اللوجستي الضخم، أنشأت الصين شركة “مجموعة ياجيانغ الصينية” الجديدة، لتكون المالك الرسمي للمشروع والمسؤولة عن البناء والتشغيل وضمان الحماية البيئية، وقد أكد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، تشانغ قوه تشينغ، على أهمية الابتكار التقني والضمانات البيئية خلال افتتاح الشركة. وبينما تسعى بكين لتقديم هذا المشروع كحل مستقبلي للطاقة النظيفة والتنمية الإقليمية، فإنه يظل مصدرًا للتوتر وعدم اليقين في منطقة تتسم بحساسية كبيرة في قضايا المياه ونزاعات الحدود.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering