سولارابيك – لندن – بريطانيا – 13 يوليو 2025: كشفت دراسة علمية حديثة أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية العالمية بمقدار يصل إلى 5.4 مليارات طن سنويًا بحلول عام 2035، أي ما يعادل إجمالي الانبعاثات السنوية للولايات المتحدة.
الدراسة التي أعدها باحثون من كلية لندن للاقتصاد ومؤسسة “Systemiq”، ونُشرت في مجلة npj Climate Action، حملت عنوان: “ذكي وأخضر: دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي”. وخلصت إلى أن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في ثلاثة قطاعات رئيسية: الغذاء، والكهرباء، والنقل، قد يُحدث تحوّلًا نوعيًا في تقليل الانبعاثات.
وتُظهر البيانات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تقليل الانبعاثات كالتالي:
- قطاع الغذاء: بين 0.9 إلى 1.6 مليار طن سنويًا، وقد تصل إلى 3 مليارات طن في سيناريوهات طموحة.
- قطاع الكهرباء: حتى 1.8 مليار طن سنويًا.
- قطاع النقل: بين 0.5 إلى 0.6 مليار طن سنويًا.
ويمثل هذا الانخفاض نحو 8% إلى 10% من إجمالي الانبعاثات العالمية، مما يجعله مساهمة كبيرة في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
ووفقًا للدراسة، يُظهر الذكاء الاصطناعي فعالية في تحسين كفاءة استخدام الموارد في الزراعة، عبر تقنيات مثل الاستشعار الذكي والتعلم الآلي، مما يقلل الفاقد في المياه والأسمدة والمبيدات. كما يتيح “الزراعة الدقيقة” التي تُحسّن الإنتاج وتقلص الانبعاثات الناتجة عن سلسلة الإمداد الغذائي.
وفي قطاع الطاقة، يساعد الذكاء الاصطناعي في إدارة العرض والطلب بكفاءة، وتوقّع استهلاك الكهرباء، وتحسين تخزين الطاقة المتجددة ودمجها في الشبكات، إلى جانب المساهمة في استقرار الشبكات الكهربائية والحد من الاعتماد على محطات الاحتياط التي تعمل بالوقود الأحفوري.
أما في قطاع النقل، فيُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين حركة الأساطيل اللوجستية، والتقليل من أوقات التوقف، والتخطيط لمسارات أكثر كفاءة. كما يمثل ركيزة أساسية في تطوير المركبات ذاتية القيادة التي قد تقلل الحوادث والانبعاثات.
وأشارت الدراسة إلى أهمية توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن أطر تنظيمية واضحة، محذرة من “تأثيرات الارتداد” الناتجة عن الكفاءة الزائدة التي قد تؤدي إلى زيادة الاستهلاك. كما شددت على ضرورة إشراك الدول النامية في هذا التحول التكنولوجي لضمان توزيع المنافع بشكل عادل.
ودعت الدراسة إلى توفير استثمارات عامة وخاصة لتطوير حلول مناخية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إلى جانب فتح البيانات البيئية عالية الجودة للباحثين والمطورين، ووضع معايير تُنظم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول.
وتعزز نتائج الدراسة دعوات العديد من المؤسسات الدولية، مثل وكالة الطاقة الدولية (IEA)، والتي ترى أن اعتماد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتاحة حاليًا في القطاعات النهائية يمكن أن يسهم في تقليص الانبعاثات بنحو 1.4 مليار طن سنويًا.
ومع التحديات التي تواجهها دول عدة في تحقيق أهدافها المناخية للعامين 2030 و2050، تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة لردم الفجوة المناخية وتحقيق تقدم سريع ومتكامل في القطاعات الحيوية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: npj climate action