سولارابيك – 19 أغسطس 2025: يكشف النمو المتسارع لقطاع الطاقة المتجددة عن مفارقة تهدد استدامته، فبينما تتوسع مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية بوتيرة قياسية مدفوعة بانخفاض تكاليفها، تتسع في المقابل فجوة حرجة في المواهب والعمالة الماهرة اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع وتشغيلها، مما يضع مستقبل هذا القطاع الواعد أمام تحدٍ وجودي.
تحديات هيكلية تعمق الأزمة
أكد تقرير حديث لمنصة “أويل برايس” أن نقص العمالة الماهرة في قطاع الطاقة النظيفة يتفاقم بشكل ملحوظ، ويعود ذلك إلى ضعف الوعي العام بالمسارات الوظيفية الواعدة في هذا المجال، وهجرة الكفاءات من ذوي الخبرة إلى صناعات أخرى. ويتزامن هذا النقص الحاد مع تحديات تشغيلية أخرى لا تقل أهمية، أبرزها اشتداد المنافسة على قطع الأراضي المناسبة والنادرة بشكل متزايد، والتقلبات التي تجهد سلاسل التوريد العالمية، يضاف إلى ذلك طول وتعقيد عمليات التطوير والحصول على التصاريح اللازمة، وهي عوامل مجتمعة قد تعيق النمو المستمر للطاقة الشمسية وطاقة الرياح رغم الجدوى الاقتصادية.
فجوة تتسع وطموحات مهددة
يتحول نقص العمالة الذي ظل يتشكل لسنوات إلى أزمة وشيكة، خاصة في ظل التوقعات التي تشير إلى تضاعف القدرة الاستيعابية العالمية المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية بمقدار أربع مرات في المستقبل القريب. وخلص تحليل دقيق أجرته شركة “ماكينزي آند كومباني” إلى نتيجة مقلقة، مفادها أن توفير الكوادر المؤهلة في مجالات التطوير والبناء والتشغيل والصيانة لهذه الزيادة الهائلة في المنشآت الجديدة سيكون مهمة شبه مستحيلة، ما لم يتم تدارك الأمر بإجراءات جذرية وعاجلة.
نحو حلول استراتيجية ومبتكرة
طرحت الأوساط الصناعية مجموعة من الحلول الملموسة لمعالجة هذه الفجوة الحرجة في المواهب، يأتي في مقدمتها ضرورة إقامة تحالفات استراتيجية فاعلة مع المؤسسات التعليمية لتوجيه المخرجات نحو احتياجات القطاع. وتضمنت الحلول كذلك تطوير مسارات واضحة للتلمذة الصناعية المسجلة، وتحديث متطلبات الاعتماد المهني لتواكب التطورات التقنية المتسارعة، بالإضافة إلى تبني استراتيجيات توظيف مبتكرة قادرة على جذب الكفاءات والاحتفاظ بها لضمان استمرار زخم ثورة الطاقة النظيفة.
.تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: اليوم السابع