سولارابيك– اليمن – 9 أغسطس 2025: من نواحٍ عديدة، أغرقت الحرب الأهلية اليمن في ظلام دامس. فقد أسفر الصراع الذي استمر لأكثر من عقد عن مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص، وتدهور اقتصادي حاد، وإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم .
وبحلول عام 2021، كان 82.7% من اليمنيين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد . ومع ذلك، فإن مستقبل البلاد ليس مظلمًا تمامًا.
وبحسب تقرير نشره موقع ” The Borgen Project ” وهي منظمة غير ربحية تعمل على معالجة الفقر والجوع والعمل على القضاء عليهما، هذه ثلاث طرق تمنح بها الطاقة الشمسية في اليمن نورًا حقيقيًا ومعنويًا على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد.
مياه نظيفة في المقاطرة
شكّل العثور على مياه نظيفة تحديًا كبيرًا للعديد من سكان منطقة المقاطرة. فقد أدى تقادم نظام المياه وعدم فعاليته، وارتفاع تكلفة وقود الديزل، إلى إيجاد خيار صعب: إما شراء مياه محلية باهظة الثمن، وربما غير آمنة، أو السفر لمسافات طويلة لشرائها من مكان آخر.
بفضل مشروعٍ لعام 2025، برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وعددٍ من الشركاء، لم يعد 5827 يمنيًا يواجهون هذه المعضلة. فقد استُبدلت خطوط الأنابيب القديمة بنظام مياه يعمل بالطاقة الشمسية، مما يوفر وصولًا فوريًا إلى مياه شرب موثوقة، ويضع المقاطرة على طريق الاستدامة طويلة الأمد. يُعدّ هذا المشروع مثالًا واضحًا على الإمكانات الإنسانية للطاقة الشمسية في اليمن.
تعزيز سبل العيش في الغيضة
في غضون ذلك، عانت مدينة الغيضة من مشكلة مختلفة تمامًا. فقد هدد عدم استقرار المناخ، وارتفاع أسعار الوقود، ونقص الطاقة، عمليات مصنع باوزير لحفظ الثلج والأسماك.
يُعد هذا المرفق جزءًا أساسيًا من المجتمع الساحلي، الذي يعتمد اعتمادًا كبيرًا على الأسماك الطازجة في معيشته وفرص العمل. وبدون إيجاد طريقة لحفظ صيدهم، يُخاطر الصيادون بفقدان سبل عيشهم، وأسرهم بفقدان طعام العشاء.
إدراكًا لأهمية الأمر، تدخل البنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة تشجيع المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر في اليمن لإيجاد حل. في عام 2023، قدّموا للمصنع منحةً تُمكّنه من تحويل 25٪ من طاقته إلى الطاقة الشمسية .
وقد أدى هذا الانخفاض في الاعتماد على الديزل إلى تحسين الكفاءة، وخفض تكاليف الطاقة الشهرية بمقدار 875 دولارًا أمريكيًا، وخلق فرص عمل جديدة. ونتيجةً لهذا النموذج الناجح للطاقة الشمسية في اليمن، تُباع الأسماك عالية الجودة الآن بأسعار أقل، وأصبح المجتمع اليمني أكثر استدامةً في ظل الظروف المناخية المتغيرة.
إبقاء الأضواء مضاءة في المستشفيات
يُعد ضمان استمرار عمل المستشفيات أمرا ضروريا، لا سيما في بلدٍ يحتاج فيه 21.6 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. ومع ذلك، فإن 46% من مرافق الرعاية الصحية في اليمن إما تعمل جزئيًا أو خارج الخدمة تمامًا. والسبب الرئيسي وراء هذا العدد هو أزمة الطاقة المزمنة، التي أعاقت بشكل كبير قدرة المستشفيات على تقديم الرعاية التي يحتاجها المرضى بشدة.
مرة أخرى، تُبعث الطاقة الشمسية في اليمن بصيص أمل . فمن خلال شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، تم تزويد أربعة مستشفيات بأنظمة طاقة متجددة. ويأمل هذا المشروع في حصول المرضى اليمنيين على رعاية صحية عالية الجودة من خلال تركيب ألواح شمسية تُبقي الإنارة مضاءة، مما يُمكّن مجتمعاتهم من أن تصبح أكثر نظافةً وصديقةً للبيئة.
مستقبل أكثر إشراقاً لليمن
كما تُظهر هذه الأمثلة، فإن الطاقة الشمسية في اليمن قادرة على إحداث فرق كبير في حياة بعضٍ من أفقر سكان العالم. إذ يُمكنها أن تُساعد في توفير مياه شرب نظيفة لـ 18 مليون شخص محرومين من الحصول عليها، وأن تُوفر الغذاء لـ 17 مليون شخص يعانون من سوء التغذية الحاد. علاوةً على ذلك، يُمكنها أيضًا الحد من تفشي الأمراض المعدية التي يُمكن الوقاية منها والتي تُفاقم الأزمة الإنسانية. في بلدٍ يُعاني من صعوباتٍ جمة، تُنير الطاقة المتجددة الطريق نحو المستقبل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: The Borgen Project