سولارابيك- القاهرة، مصر – 15 أغسطس 2025: حققت مصر إنجازًا غير مسبوق في مجال الطاقة المتجددة، بإضافة 1150 ميجاواط من طاقة الرياح إلى شبكة الكهرباء الوطنية خلال شهر واحد فقط، عبر تشغيل محطتين عملاقتين في منطقة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها في تاريخ قطاع الطاقة المصري.
المحطة الأولى هي Red Sea Wind Energy، التي تُصنّف كأكبر مزرعة رياح في إفريقيا والشرق الأوسط، بقدرة إنتاجية تبلغ 650 ميجاواط. نفذ المشروع تحالف دولي يضم أوراسكوم للإنشاءات (مصر)، إنجي الفرنسية، وتويوتا تسوشو ويوروس إنرجي اليابانيتين، وفق نموذج BOO. وتكفي طاقته السنوية لتغذية أكثر من مليون منزل، مع تقليل نحو 1.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وقد تم تشغيل المحطة على ثلاث مراحل، ودخلت الخدمة الكاملة في يونيو 2025، أي قبل موعدها بستة أشهر، ما يعكس كفاءة التنفيذ وسرعة الإنجاز.
أما المحطة الثانية، أمونت، فنفذتها مجموعة النويس الإماراتية عبر شركتها “إيميا باور“، بالشراكة مع “سوميتومو” اليابانية، بقدرة 500 ميجاواط. وبدأ تشغيلها الفعلي في نهاية مايو 2025، قبل الجدول الزمني بنحو شهرين ونصف، مما يعزز قدرة مصر على تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة.
تنتج المحطتان معًا نحو 4,800 جيجاواط ساعة سنويًا، تكفي لتلبية احتياجات 1.5 مليون أسرة مصرية. كما تسهم في خفض نحو 3 ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، مما يرسّخ مكانة مصر على خريطة التحول الأخضر إقليميًا وعالميًا، ويعكس التزامها بالاستراتيجية الوطنية للطاقة النظيفة وتحقيق أهداف المناخ المستدامة.
حظيت المحطتان بتمويل من مؤسسات مالية دولية مرموقة، منها البنك الياباني للتعاون الدولي (JBIC)، البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وبنكي Sumitomo Mitsui وSociété Générale. ويأتي هذا التمويل ضمن مشروعات مبادرة NWFE للطاقة والمناخ، التي أطلقتها مصر خلال قمة المناخ COP27، ما يعكس الثقة الدولية في قدرة مصر على تنفيذ مشروعات ضخمة وفق أعلى المعايير العالمية.
مع دخول هذه القدرات الجديدة للخدمة، ارتفعت طاقة الرياح العاملة في مصر إلى مستويات تاريخية، مدعومة بموارد طبيعية متميزة على سواحل البحر الأحمر وخليج السويس. وتستهدف الدولة رفع إجمالي القدرات إلى 13,700 ميجاواط بحلول عام 2030، ضمن خطة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الكهرباء الوطني.
يرى خبراء الطاقة أن هذه المشاريع لا تعزز الأمن الطاقي فحسب، بل تخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتدعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما تسهم في تحسين مزيج الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة، وتعزيز التزامات مصر تجاه أهداف المناخ العالمية.
يمثل نجاح محطتي رأس غارب نموذجًا للتعاون الدولي والمحلي في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، ويبرز أهمية التخطيط السليم، وإدارة المخاطر، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لضمان التنفيذ ضمن الجداول الزمنية المحددة وبكفاءة عالية. وأكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن التوسع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية سيستمر بوتيرة متسارعة خلال السنوات المقبلة، مع التركيز على المناطق الصحراوية والسواحل البحرية، لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية وتعزيز مساهمة الطاقة النظيفة في الاقتصاد الوطني.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: نيوز روم