سولارابيك-دبي، الإمارات العربية المتحدة- 7 سبتمبر 2025: يكشف تقرير الأداء لعام 2025 الصادر عن رابطة الطاقة النووية العالمية عن تحول محوري في مشهد الطاقة العالمي، حيث سجلت الطاقة النووية رقمًا قياسيًا جديدًا في توليد الكهرباء بلغ 2667 تيراواط ساعة خلال عام 2024، متجاوزًا الرقم القياسي السابق لعام 2006. هذا الإنجاز يعكس مرونة الصناعة النووية ونموها، رغم أن مساهمتها لا تزال تشكل نحو 9% فقط من إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بنسبة 16% في منتصف التسعينيات، نتيجة الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري لتلبية الطلب المتسارع.
شهد العام الماضي تشغيل سبعة مفاعلات جديدة في دول مثل الصين ودولة الإمارات وفرنسا والهند والولايات المتحدة، فيما يجري حاليًا بناء 70 مفاعلًا حول العالم، معظمها في آسيا التي تواصل تصدرها لمشاريع الطاقة النووية الجديدة. ويشير التقرير إلى أن تسريع وتيرة البناء بات ضرورة ملحة لمواكبة النمو في الطلب وتحقيق أهداف المناخ العالمية.
تُبرز المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs) كتقنية واعدة في هذا القطاع، بفضل تصميمها المدمج ومرونتها في التشغيل وتوفيرها المحتمل في التكاليف. ويجسد الإطلاق المرتقب لوحدتي Changjiang ACP100 في الصين وRITM-200S في روسيا الاهتمام العالمي المتزايد بهذه التقنية، في وقت تواصل فيه دول مثل كندا والولايات المتحدة تطوير برامجها الخاصة بها، ما يفتح آفاقًا جديدة لتوسيع استخدام الطاقة النووية في تطبيقات متنوعة.
على الصعيد الجغرافي، تواصل الصين توسعها السريع في القدرات النووية، متجاوزة فرنسا وتسعى لتخطي الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، ما يعكس التزامها بجعل الطاقة النووية ركيزة أساسية في إستراتيجيتها الطاقوية. كما تنضم دول جديدة إلى القطاع النووي، سواء بتشغيل مفاعلاتها الأولى أو بالتخطيط لمشاريع مستقبلية، مثل الإمارات وبيلاروسيا وبنغلاديش ومصر وتركيا، إلى جانب اهتمام متزايد من دول مثل كازاخستان وبولندا وأوزبكستان، ما يعكس قبولًا أوسع للطاقة النووية كمصدر مستدام وفعّال.
ورغم التقدم المحرز، يشير التقرير إلى بطء في تحقيق أهداف الحياد الكربوني، إذ لا يزال الوقود الأحفوري يهيمن على إنتاج الكهرباء، في وقت تتوقع فيه وكالة الطاقة الدولية تضاعف استهلاك الكهرباء خلال 25 عامًا، مدفوعًا بنمو الاقتصادات الناشئة وقطاعات مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وقد أقرّت 25 حكومة خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين خطة لمضاعفة القدرة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050، بدعم من شركات تقنية كبرى مثل أمازون وميتا وجوجل وداو، ما يعكس إدراكًا متزايدًا لدور الطاقة النووية في تعزيز أمن الطاقة وتوفير طاقة نظيفة مستمرة.
ويؤكد التقرير أن الابتكار في التكنولوجيا النووية ضروري لإزالة الكربون من قطاعات صناعية تتجاوز إنتاج الكهرباء، مثل استخدام سوائل تبريد بديلة لتوفير الحرارة للعمليات الصناعية ذات درجات الحرارة العالية. كما يُعدّ الابتكار المالي عنصرًا حاسمًا لتوسيع القطاع، خاصة في أسواق الكهرباء المحررة، حيث يُخطط أو يُقترح بناء نحو 500 مفاعل جديد، ما يتطلب استثمارات ضخمة وشراكات دولية، وهو ما ناقشه خبراء القطاع خلال أسبوع نيويورك للمناخ 2024.
في خضم هذا المشهد المتغير، يرسم تقرير رابطة الطاقة النووية العالمية صورةً تجمع بين الفرص والتحديات، ويطرح سؤالًا جوهريًا: كيف ستُعيد الطاقة النووية تشكيل نفسها لتلبية الطلب المتزايد على طاقة مستدامة وموثوقة في عالم يسعى إلى الحياد الكربوني؟
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Caernar Fonherald