سولارابيك- واشنطن، الولايات المتحدة – 12 أكتوبر 2025: في خطوة مثيرة للجدل، ألغت الولايات المتحدة، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في أمريكا الشمالية، ضمن توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، رغم الارتفاع الملحوظ في الطلب الوطني على الكهرباء.
وأعلنت هيئة إدارة الأراضي الفيدرالية (BLM) سحب موافقتها على مشروع «إسمرالدا 7»، وهو مجمع شمسي ضخم باستطاعة 6.2 جيجاواط في ولاية نيفادا، كان من المقرر أن يزوّد نحو مليوني منزل بالكهرباء. وقد أُطلق المشروع في عهد الرئيس السابق جو بايدن بدعم من شركة «نيكست إيرا إنرجي» (NextEra Energy)، أكبر مطوّر للطاقة المتجددة في البلاد، وكان يُعد من أبرز مشاريع التحول نحو الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.
تضمن المشروع إنشاء سبع محطات للطاقة الشمسية وأنظمة تخزين كهرباء ضخمة عبر البطاريات، على مساحة 62,300 فدان من الأراضي الفيدرالية شمال غرب لاس فيغاس، بمشاركة شركات رائدة مثل «أريفيا باور» و«كونيكت جن» و«إنفينرجي».
في المقابل، سارعت وزارة الداخلية الأميركية، بقيادة دوغ بورغوم، إلى تسريع الموافقات على مشاريع الوقود الأحفوري من نفط وغاز وفحم، مع فرض قيود تنظيمية مشددة على مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومنذ يناير الماضي، واجهت عدة مشاريع رياح بحرية عراقيل مماثلة، من بينها تعليق مؤقت لمشروعي «إمباير ويند» و«ريفولوشن ويند» بدعوى «مخالفات تنظيمية».
ويواصل الرئيس ترامب انتقاد الطاقة المتجددة، واصفاً إياها بأنها «خدعة»، متعهداً بإعادة «هيمنة الطاقة الحقيقية» عبر تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري. ويأتي هذا التوجه في وقت تشهد فيه البلاد زيادة غير مسبوقة في الطلب على الكهرباء، مدفوعة بتوسع مراكز البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وانتشار السيارات الكهربائية، والتحول نحو الكهرباء في الاستخدامات المنزلية. وتتوقع شركة NV Energy أن يرتفع الطلب على الكهرباء في نيفادا بنسبة 34% بحلول عام 2035 مقارنة بعام 2022.
من جهته، أعرب بن نوريس، نائب رئيس الشؤون التنظيمية في جمعية صناعات الطاقة الشمسية الأميركية (SEIA)، عن قلقه من استمرار الإدارة الحالية في اتخاذ قرارات تعيق نمو القطاع، قائلاً: «نحن بحاجة ماسة إلى تعزيز قدرات الشبكة الكهربائية — وصناعة الطاقة الشمسية والتخزين جاهزة لتلبية هذا الطلب».
ورغم أن وزارة الداخلية لم تؤكد الإلغاء بشكل مباشر، فإنها أشارت إلى «اتفاق مع المطورين على تغيير النهج»، بما يتيح تقديم مقترحات لمشاريع أصغر حجماً لتسهيل تقييم الأثر البيئي. من جانبها، أكدت شركة «نيكست إيرا إنرجي» التزامها بإجراء تحليل بيئي شامل بالتعاون مع الجهات الفيدرالية.
ويرى محللون أن إلغاء مشروع «إسمرالدا 7» قد يكون مؤشراً على تراجع أوسع في سياسة الطاقة المتجددة على المستوى الفيدرالي، ما قد يؤدي إلى تأخير تنفيذ مئات الجيجاواط من مشاريع الطاقة النظيفة، في وقت تواجه فيه شبكة الكهرباء الأميركية ضغوطاً متزايدة وتتعثر الجهود الوطنية لتحقيق أهداف المناخ.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Realist