سولارابيك، كندا– 25 أكتوبر 2025: اكتشف فريق من العلماء في كندا سلالة بكتيرية فريدة من نوعها تتمكن من إنتاج الغاز الطبيعي المتجدد مباشرة من نفايات الطعام، في إنجاز علمي يفتح آفاقاً واعدة لتأمين مصادر طاقة مستدامة ومنخفضة الكربون. ويتميز هذا الميكروب، الذي عُثر عليه في أحد أكبر مواقع معالجة النفايات العضوية في البلاد، بقدرته الفائقة على تحمل بيئات كيميائية قاسية كانت تعيق سابقاً عمليات إنتاج الوقود الحيوي، مما يمهد الطريق لثورة في تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة.
اكتشاف غير متوقع في قلب النفايات
توصل الباحثون في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) إلى هذا الاكتشاف اللافت أثناء دراستهم لعمليات إنتاج الطاقة الميكروبية في منشأة “ساري” للوقود الحيوي، التي تعالج سنوياً حوالي 115,000 طن من النفايات العضوية. لاحظ الفريق، بقيادة الدكتور رايان زيلز، استمرار تدفق غاز الميثان بكفاءة على الرغم من اختفاء الميكروبات المعروفة باستهلاكها لحمض الخليك، وهو المركب الأساسي لإنتاج الغاز. وقد تطلب الأمر استخدام تقنية متقدمة تُعرف باسم “فحص النظائر المستقرة للبروتين” (protein-SIP) لتحديد هوية الكائن المسؤول عن هذه العملية. كما أنه من خلال تتبع جزيئات الكربون الموسومة، تمكن العلماء من تحديد أن بكتيريا جديدة تنتمي إلى عائلة Natronincolaceae هي التي كانت تقوم بالدور المحوري في تحويل النفايات إلى غاز الميثان.
قدرات فريدة وإمكانات مستقبلية واعدة
تكمن الأهمية الكبرى لهذا الاكتشاف في أن هذه البكتيريا الجديدة لا تنتج الميثان بكفاءة فحسب، بل تزدهر في البيئات التي ترتفع فيها نسبة الأمونيا، وهي ظروف تؤدي عادةً إلى فشل معظم الكائنات الحية الدقيقة المستخدمة في أنظمة الهضم اللاهوائي. ويفسر هذا الأمر قدرة منشآت مثل “ساري” على مواصلة إنتاج الطاقة في ظل ظروف تشغيلية صعبة. بالإضافة إلى ذلك، يشير البحث إلى أن وجود الأمونيا قد يكون مفيداً لهذه الميكروبات، مما يقدم رؤى جديدة لتصميم أنظمة هضم أكثر كفاءة ومرونة. في حين أنه يخطط الفريق العلمي الآن لتطبيق نفس التقنيات المبتكرة لدراسة قدرة الميكروبات على تفكيك المواد البلاستيكية الدقيقة، مما يعزز الدور الذي يمكن أن تلعبه الكائنات الدقيقة في مواجهة أكبر التحديات البيئية العالمية.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: UBC
