سولارابيك- الرياض، المملكة العربية السعودية – 6 أكتوبر 2025: يشهد قطاع المياه في المملكة العربية السعودية تحولًا إستراتيجيًا نوعيًا في منظومات الإنتاج، يتمثل في الانتقال التدريجي من التقنيات الحرارية عالية الاستهلاك للطاقة إلى تقنية التناضح العكسي (RO) الأكثر كفاءة وصداقة للبيئة، لما لها من دور في خفض الانبعاثات الكربونية. ويُعد هذا التحول ركيزة أساسية لرفع موثوقية الإمداد المائي، وتعزيز كفاءة التشغيل، وخفض التكاليف والانبعاثات، بما يحقق الكفاءة التشغيلية والمالية، ويتماشى مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للمياه ورؤية المملكة 2030.
وقد تجسّد هذا التوجه من خلال سلسلة مشاريع نوعية تعكس التزام المملكة بالتحول نحو تقنيات مستدامة، أسهمت في تقليل الاعتماد على الوقود المستخدم في المحطات، محققة وفورات مالية وبيئية لافتة. ومن أبرز هذه المشاريع: محطة الشعيبة (المرحلة الثانية) التي خفضت 4 ملايين طن من الانبعاثات سنويًا، وينبع (المرحلة الثالثة) 4.5 ملايين طن، والشقيق (المرحلة الأولى) 1.2 مليون طن، والشعيبة (المرحلة الأولى) 2.3 مليون طن، والجبيل (المرحلة الأولى) 2 مليون طن، والجبيل (المرحلة الثانية) 8.5 ملايين طن، إضافة إلى محطة الخبر (المرحلة الثانية) التي أسهمت في خفض 4.2 ملايين طن سنويًا.
وفي هذا السياق، تم تحويل محطة الشعيبة (3) من تقنية التبخر الوميضي إلى تقنية التناضح العكسي، بسعة إنتاجية تبلغ 600 ألف متر مكعب يوميًا، لتخدم منطقة مكة المكرمة. ويُعد هذا التحول خطوة نوعية تعكس توجه القطاع نحو التقنيات الحديثة، وتسهم في تلبية الطلب المتزايد على المياه في مكة والمشاعر المقدسة بكفاءة أعلى.
ويمثل المشروع نقلة نوعية في تعزيز الاعتمادية والموثوقية لتوريد المياه، وتقليل استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يعكس التزام المنظومة بالكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية.
وقد نجحت الشركة السعودية لشراكات المياه، بالشراكة مع القطاع الخاص ممثلًا بشركات “أكوا باور“، والحاج عبدالله علي رضا وشركاه، وبديل، في بدء التشغيل التجاري للمشروع في أبريل 2025، قبل الموعد المحدد بـ50 يومًا.
ويُعد هذا التحول إنجازًا وطنيًا بارزًا، إذ حقق وفورات ضخمة في استهلاك الوقود تصل إلى 60 ألف برميل مكافئ يوميًا، وأسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعادل 9.7 ملايين طن سنويًا. كما يوفر المشروع أكثر من 22 مليون برميل سنويًا من النفط الخام الخفيف، ويخفض الانبعاثات إلى صفر، بفضل اعتماده على تقنية صديقة للبيئة، مدعومة بوحدات طاقة شمسية تغطي أكثر من 45% من احتياج المحطة، ما يقلل الاعتماد على الكهرباء من الشبكة، ويعزز موثوقية الإمداد المائي لمنطقة مكة والمشاعر المقدسة.
يُذكر أن محطة الجبيل (1) شهدت في عام 2021 أولى خطوات التحول التقني في قطاع المياه، من التقنية الحرارية إلى التناضح العكسي، عبر “تحلية المياه”، الذراع التشغيلي المرحلي للهيئة السعودية للمياه.
وتواصل المملكة جهودها في تطوير منظومة الإنتاج والتشغيل، عبر تبني أحدث التقنيات وبناء شراكات إستراتيجية، بما يعزز مكانة قطاع المياه كمحرك رئيسي للاستدامة المستقبلية.
ويقدم المشروع نموذجًا ناجحًا للتكامل مع القطاع الخاص في إدارة سلسلة الإمداد وتشغيل منظومات الإنتاج، نحو مشاريع مبتكرة وتقنيات متقدمة تعزز استدامة القطاع.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس)