سولارابيك- دبي، الإمارات العربية المتحدة – 10 أكتوبر 2025: كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة سيري البريطانية أن الطاقة الشمسية باتت أرخص مصدر للطاقة على الإطلاق، متجاوزةً مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح، وكذلك الوقود الأحفوري كالفحم والغاز، لتصبح “المحرك الرئيسي” في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
ووفقًا للدراسة، فإن تكلفة إنتاج وحدة واحدة من الطاقة الشمسية في الدول ذات الإشعاع الشمسي العالي لا تتجاوز 0.023 يورو (نحو 0.025 دولار)، ما يجعلها الخيار الأكثر جدوى اقتصاديًا حتى في دول ذات طقس غائم مثل المملكة المتحدة، التي تقع على خط عرض 50 درجة شمالًا.
تقنيات هجينة وتخزين فعال
أبرزت الدراسة أن انخفاض أسعار بطاريات الليثيوم أيون بنسبة 89% منذ عام 2010 ساهم في جعل أنظمة الطاقة الشمسية المدمجة مع التخزين خيارًا منافسًا لمحطات الغاز من حيث التكلفة. وأصبحت هذه التركيبات الهجينة معيارًا في العديد من المناطق، حيث تتيح تخزين الطاقة الشمسية وإطلاقها عند الحاجة، مما يعزز موثوقيتها وقدرتها على تلبية الطلب الشبكي.
تحديات الربط والابتكار التقني
رغم التقدم الكبير، يشير الدكتور إحسان رضائي، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن دمج مستويات متزايدة من الطاقة الشمسية في شبكات الكهرباء يمثل تحديًا كبيرًا. ويؤكد أن الشبكات الذكية، والتنبؤات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والربط الإقليمي القوي، ستكون ضرورية لضمان استقرار أنظمة الطاقة.
كما تسلط الدراسة الضوء على تقنيات الخلايا الشمسية المصنوعة من مادة البيروفسكايت، التي يمكن أن ترفع كفاءة الإنتاج بنسبة تصل إلى 50% دون الحاجة إلى مساحات إضافية، نظرًا لمرونتها وخفة وزنها مقارنة بخلايا السيليكون التقليدية، ما يفتح المجال لاستخدامها على أسطح المباني والمركبات.
تُعد الصين حاليًا أكبر منتج ومصدر لتقنيات الطاقة الشمسية، متفوقة على الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بعد أن استثمرت نحو 680 مليار دولار في تصنيع التكنولوجيا النظيفة حتى عام 2024، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وتنتج الصين ما يقرب من 600 غيغاواط/ساعة من الطاقة المتجددة، مقارنة بـ72 غيغاواط/ساعة فقط للدول الأربع التالية مجتمعة: الولايات المتحدة، البرازيل، المملكة المتحدة، وإسبانيا.
ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتراجعه عن العديد من السياسات المناخية، تجد بكين فرصة لتعزيز ريادتها في مجال الطاقة النظيفة، حيث يتم نشر الطاقة المتجددة في الصين بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى.
الحاجة إلى مضاعفة الجهود المناخية
ورغم هذا التوسع في الطاقة النظيفة، لا يزال الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري في تزايد، مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع درجات الحرارة. وتشير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى ضرورة مضاعفة مشاريع الطاقة المتجددة سنويًا لتحقيق هدف اتفاق باريس للمناخ بالإبقاء على الاحترار العالمي ضمن 1.5 درجة مئوية.
وتؤكد بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن تحقيق هذا الهدف يتطلب خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول عام 2030، و57% بحلول عام 2035. وفي حال عدم رفع الطموح المناخي وتنفيذ هذه الالتزامات فورًا، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع في درجات الحرارة يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية خلال هذا القرن.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: الجزيرة