سولارابيك – 9 أكتوبر 2025: حققت مصادر الطاقة المتجددة إنجازاً تاريخياً بتفوقها على الفحم كأكبر مصدر لتوليد الكهرباء في العالم، لتُعلن بذلك عن بداية حقبة جديدة في قطاع الطاقة العالمي. وكشف تقرير حديث صادر عن مركز الأبحاث المناخي المرموق “إمبر” (Ember) أن النصف الأول من عام 2025 شهد تفوقاً واضحاً لطاقتي الشمس والرياح مجتمعتين على الفحم، وهو تحول كان مدفوعاً بشكل أساسي بتوسع قياسي في منشآت الطاقة الشمسية ونمو مطرد في قدرات طاقة الرياح، لا سيما في اقتصادات كبرى مثل الصين والهند. وأكد التقرير أن الطاقة النظيفة لم تنجح فقط في تلبية كامل الزيادة في الطلب العالمي على الكهرباء، بل أسهمت أيضاً في خفض طفيف لاستخدام الوقود الأحفوري، مما يمثل علامة فارقة في مسار تحول الطاقة العالمي.
بالأرقام… الصين والهند تقودان التحول الأخضر
أظهرت بيانات التقرير أن الطلب العالمي على الكهرباء ارتفع بنسبة 2.6%، أي ما يعادل 369 تيراواط-ساعة، خلال النصف الأول من عام 2025. وقد تمت تغطية هذا النمو بالكامل عبر الطاقة المتجددة، حيث أضافت الطاقة الشمسية 306 تيراواط-ساعة (بزيادة 31%) وأضافت طاقة الرياح 97 تيراواط-ساعة (بزيادة 7.7%). كما أنه من اللافت أن الطاقة الشمسية وحدها استحوذت على 83% من هذه الزيادة في الطلب. وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت الحصة الإجمالية للطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء العالمي إلى 34.3%، متجاوزةً حصة الفحم التي تراجعت إلى 33.1%. وعزا التقرير هذا التقدم إلى الدور المحوري الذي لعبته الصين والهند؛ حيث فاق نمو الطاقة النظيفة فيهما الطلب المحلي على الكهرباء، مما أدى إلى انخفاض استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 2% في الصين، وبنسبة 3.1% للفحم و34% للغاز في الهند.
تباين إقليمي وهيمنة شمسية مرتقبة
من ناحية أخرى، لم يكن هذا الاتجاه العالمي متسقاً في جميع المناطق، مما يكشف عن التحديات الماثلة. ففي الولايات المتحدة، أدى نمو الطلب على الكهرباء بوتيرة أسرع من نمو الطاقة المتجددة إلى زيادة توليد الكهرباء من الفحم بنسبة 17%. في حين أنه في الاتحاد الأوروبي، تسبب انخفاض توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة المائية بفعل الظروف الجوية في زيادة الاعتماد على الغاز والفحم بنسبة 14% و1.1% على التوالي، رغم النمو القوي للطاقة الشمسية. ورغم هذه التباينات، نقل التقرير توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) بأن أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستهيمن على التوسع المستقبلي في قطاع الطاقة النظيفة، حيث من المتوقع أن تشكل 80% من القدرة الإنتاجية الجديدة بحلول نهاية العقد. ويؤكد الخبراء أن ترسيخ هذا التقدم يتطلب تسريع الاستثمار في البنية التحتية وشبكات النقل وأنظمة تخزين البطاريات لضمان مستقبل طاقة مستدام وموثوق.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering