سولارابيك، الولايات المتحدة الأمريكية – 9 ديسمبر 2025: نجح مهندسون وباحثون في الولايات المتحدة في تحقيق خرق علمي غير مسبوق قد يغير مفاهيم النقل البري جذرياً، بعدما تمكنوا من تصميم وتشغيل أول طريق سريع يشحن المركبات الكهربائية الثقيلة لاسلكياً أثناء سيرها بسرعات عالية. وأجرى باحثون من جامعة “بوردو” (Purdue University) تجربتهم الرائدة على امتداد ربع ميل من الطريق السريع الأمريكي “52/231” في مدينة ويست لافاييت بولاية إنديانا، حيث ثبتوا نظاماً ديناميكياً لنقل الطاقة لاسلكياً – بانتظار براءة الاختراع – أسفل الطبقة الخرسانية للطريق. وتمكنت شاحنة جرار كهربائية من الفئة 8 (Class 8) تابعة لشركة “كامينز” (Cummins)، ومعدلة خصيصاً لهذه الغاية، من السير فوق ملفات الإرسال المخفية بسرعة 65 ميلاً في الساعة، وسحبت طاقة مذهلة بلغت 190 كيلوواط أثناء حركتها، وهو رقم يعادل تقريباً الكهرباء التي يستهلكها نحو 100 منزل متوسط، مما يثبت أن هذا المفهوم، الذي طالما كان خيالاً، بات قابلاً للتطبيق والتوسع.

إنجاز هندسي يتحدى الخرسانة والسرعة
يعتمد النظام المبتكر، الذي صممته جامعة “بوردو” كجزء من مشروع “ASPIRE” التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم (NSF) والذي انطلق عام 2018، على ملفات إرسال مدمجة في الطريق تولد مجالاً مغناطيسياً ينقل الطاقة عبر الرصف إلى ملفات استقبال مثبتة أسفل هيكل الشاحنة، لتصل مباشرة إلى البطارية في الوقت الفعلي. وبالإضافة إلى ذلك، صُممت هذه الملفات هندسياً لتعمل بكفاءة عالية داخل الرصف الخرساني المستخدم في أكثر الطرق السريعة ازدحاماً في أمريكا. وأكد الدكتور ديونيسيوس اليبرانتيس، أستاذ الهندسة الكهربائية في الجامعة، أن نقل الطاقة عبر مسافات كبيرة ومن خلال الخرسانة إلى هدف متحرك يزن عشرات الآلاف من الأرطال يتطلب دقة هندسية تفوق الإلكترونيات القياسية، مضيفاً أن التحدي يكمن في التعامل مع مركبة ثقيلة تتحرك بمستويات طاقة تفوق ما تتلقاه الهواتف الذكية بآلاف المرات. وفي حين أن الشحن اللاسلكي ليس جديداً، إلا أن الفريق أوضح أن توصيل ما يقرب من 200 كيلوواط بسرعات الطريق السريع يعد سابقة في الولايات المتحدة، متجاوزاً قدرات المنصات الحالية ومشاريع المدن التجريبية.
ثورة في تصميم البطاريات ومستقبل الشحن
تمثل هذه التقنية حلاً جذرياً لواحدة من أكبر عقبات “كهربة” النقل الثقيل؛ والمتمثلة في حجم البطارية ووزنها ووقت التوقف للشحن. ومن ناحية أخرى، أشار جون كريس، كبير مهندسي التكنولوجيا في شركة “كامينز”، إلى أن الاختبار سار بشكل استثنائي، معتبراً أن هذه التقنية ذات الطاقة العالية وهيكل التكلفة الواعد تمثل حلاً عملياً قد يغير قواعد اللعبة لمستقبل النقل التجاري. كما أنه وبحسب الباحثين، فإن قدرة الشاحنات وسيارات الركاب على الشحن أثناء القيادة ستؤدي إلى تقليص حجم البطاريات بشكل كبير، حيث صمم النظام ليناسب أثقل الشاحنات التجارية مما يجعله تلقائياً ملائماً للمركبات الأخف، وهو خيار قد يسرع التبني الوطني للتقنية نظراً لأهمية الشحن البري للناتج المحلي الإجمالي. وختم الدكتور جون هادوك، الأستاذ في مدرسة “لايلز” للهندسة، بأن هذا النظام كفيل بمحو ما يعرف بـ “قلق المدى” نهائياً، حيث سيمكن السائقين من شحن بطارياتهم بمجرد القيادة على الطريق.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: purdue


