سولارابيك، الصين – 13 ديسمبر 2025: رسّخت الصين موقعها في ريادة تقنيات الطيران النظيف، بعدما وثّقت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية رسمياً، يوم 11 ديسمبر الحالي، إنجاز الطائرة المسيّرة الصينية «تيانموشان-1» (Tianmushan-1) لأطول رحلة طيران مسجلة لطائرة متعددة المراوح تعمل بطاقة الهيدروجين في العالم. وكشف المسؤولون خلال فعاليات «معرض تشيجيانغ الدولي السابع لصناعة النقل الذكي» في هانغتشو، أن الطائرة نجحت في قطع مسافة 117.17 ميل (188.605 كيلومتر) خلال مهمة نُفذت يوم 16 نوفمبر الماضي، حيث استمرت في التحليق لأكثر من أربع ساعات متواصلة فوق المدينة. وخضع كل جزء من مسار الرحلة لتتبع لحظي دقيق ومراجعة لاحقة للبيانات، أكدت استيفاء الطائرة لكافة المعايير الصارمة التي تشترطها الموسوعة العالمية من حيث المسافة، وقوة التحمل، وسلامة النظام، ليمثل هذا الإنجاز نقطة تحول مفصلية في تاريخ الطائرات المروحية المعتمدة على وقود الهيدروجين.
هندسة الدفع والقدرات التشغيلية الفائقة
طورت «مختبرات تيانموشان» التابعة لجامعة «بيهانغ» هذه المنظومة الجوية المتطورة التي دخلت مرحلة الإنتاج الفعلي في أبريل 2025 عقب رحلتها البكر في أغسطس 2024، معتمدة في تصميمها الهندسي بشكل أساسي على خلايا الوقود الهيدروجيني. وتتميز الطائرة بمواصفات تقنية دقيقة، إذ يبلغ عرض قاعدة عجلاتها 63 بوصة (1600 مم)، ويصل وزنها فارغة إلى 41.9 رطل (19 كيلوغراماً)، مع قدرة حمولة تبلغ 13.2 رطل (6 كيلوغرامات). كما أنه بإمكان «تيانموشان-1» البقاء في الجو لمدة 240 دقيقة دون حمولة، مما يمنحها واحدة من أعلى قدرات التحمل في فئتها، وتعمل بموثوقية عالية في بيئات مناخية قاسية تتراوح درجات الحرارة فيها بين 40 درجة مئوية تحت الصفر و50 درجة مئوية. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك الطائرة قدرة استثنائية على تنفيذ مهام ذاتية القيادة خارج خط الرؤية البصرية (BVLOS) لمسافة تصل إلى 62 ميلاً (100 كيلومتر)، مما يعزز بشكل كبير نطاق عملياتها للمسافات البعيدة.
آفاق تجارية وتطبيقات صناعية واعدة
يفتح هذا الإنجاز التقني الباب واسعاً أمام تطبيقات عملية متعددة في القطاعات الصناعية والبيئية، حيث يتم نشر الطائرة حالياً لأداء مجموعة واسعة من المهام على ارتفاعات منخفضة، تشمل الدوريات البيئية، وفحص خطوط أنابيب النفط والغاز، ومراقبة محطات الطاقة الجديدة، فضلاً عن مهام إمداد الجزر، ومراقبة الحركة المرورية في المناطق الحضرية، والاستجابة للطوارئ. ومن ناحية أخرى، أشاد مهندسو المشروع باستقرار نظام الدفع الهيدروجيني وتماسك أداء الطائرة طوال الرحلة، معتبرين ذلك دليلاً قاطعاً -بحسب جامعة «بيهانغ»- على أن تكنولوجيا خلايا الوقود باتت جاهزة للنشر الواسع في أساطيل الطائرات المسيّرة الكبيرة. في حين أنه من المتوقع، وفقاً لمراقبين ومسؤولين في المعرض، أن يؤدي هذا الرقم القياسي إلى تسريع وتيرة الاستثمارات البحثية وتشجيع الشركات على استكشاف وتطوير منصات جوية خالية من الانبعاثات تلبية للطلب المتزايد على أنظمة الطيران بعيدة المدى والصديقة للبيئة.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: interesting engineering


