سولارابيك، أوروبا- 20 يوليو 2025: يطور علماء أوروبيون تقنية بطاريات ذكية ذاتية الإصلاح قد تُحدث انقلابًا في صناعة السيارات الكهربائية، إذ تهدف إلى مضاعفة العمر التشغيلي لحزم البطاريات وتحسين أدائها بشكل جذري. ويعالج هذا البحث، الذي يأتي ضمن مبادرة “فينيكس” (PHOENIX) الممولة من الاتحاد الأوروبي، التحدي الأكبر الذي يواجه السيارات الكهربائية وهو تدهور البطارية، مما يبشر بخفض البصمة الكربونية وتقديم حل مستدام يدعم التوجه العالمي نحو النقل عديم الانبعاثات بحلول عام 2035.
نظام “فينيكس” يراقب ويشفي
يعتمد المشروع، الذي يجمع خبرات من سويسرا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا، على هندسة نظام استشعار داخلي فائق الدقة يتجاوز قدرات أنظمة إدارة البطاريات (BMS) الحالية. وبيّن إيف شتاوفر، المهندس بالمركز السويسري للإلكترونيات والتقنيات الدقيقة (CSEM)، أن الأنظمة الحالية تقتصر مراقبتها على درجة الحرارة والجهد والتيار بشكل عام. أما نظام “فينيكس” فيستخدم مستشعرات متطورة للكشف عن أي انتفاخ مادي في هيكل البطارية، ويرسم خرائط حرارية داخلية، ويحدد بدقة أنواع الغازات المنبعثة التي تنذر ببدء التلف. وعندما يقرر “عقل” البطارية وجود خلل، تبدأ آليات الإصلاح بالعمل، والتي قد تشمل ضغط البطارية لإعادتها إلى شكلها الأمثل، أو كما أوضح ليو سوفو، كيميائي البطاريات في CSEM، تطبيق حرارة موجهة لإعادة بناء الروابط الكيميائية الفريدة، واستخدام مجالات مغناطيسية لتفتيت “التشجرات” المعدنية التي قد تسبب قصرًا في الدارة الكهربائية.
أداء معزز واستدامة أعلى
تجاوزت الأبحاث محطة فارقة في مارس 2025، بإرسال نماذج أولية من أجهزة الاستشعار والمحفزات إلى الشركاء لاختبارها على خلايا البطاريات الكيسية، في خطوة حاسمة للتحقق من فعالية التقنية. ولا يقتصر طموح المشروع على إطالة عمر البطارية، بل يمتد إلى تعزيز أدائها بشكل ملحوظ. وأضاف سوفو أن الفريق يسعى لتطوير جيل جديد من البطاريات يتمتع بكثافة طاقة أعلى عبر اختبار استخدام السيليكون في الأقطاب السالبة (المصاعد) بدلاً من الجرافيت التقليدي، لما له من قدرة فائقة على تخزين الطاقة. ومن شأن تقنية الشفاء الذاتي أن توفر الاستقرار اللازم لجعل مصاعد السيليكون حلاً تجاريًا قابلاً للتطبيق، مما يفتح الباب أمام سيارات كهربائية أخف وزنًا وبمدى قيادة أطول. وأكد يوهانس تسيغلر، عالم المواد بمعهد فراونهوفر الألماني، أن “الفكرة تكمن في زيادة عمر البطارية وتقليل بصمتها الكربونية”، مع إقراره بأن تكلفة الإنتاج تمثل تحديًا يعمل الفريق على تجاوزه لجعل هذه التقنية الواعدة ممكنة اقتصاديًا.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Horizon