سولارابيك – مسقط، سلطنة عمان – 17 مسقط 2024: تشتهر سلطنة عمان باحتياطياتها الكبيرة من النفط والغاز، والتي دعمت اقتصادها لفترة طويلة. كما أنها معروفة بموقعها الاستراتيجي الذي يجعلها مركزًا مهمًا للتجارة والأعمال الدولية، مثل العديد من دول المنطقة.
ومع تزايد مخاوف البلاد بشأن تغير المناخ والحاجة إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، فقد تم استكشاف مصادر الطاقة البديلة؛ هذا هو المكان الذي يأتي فيه الهيدروجين الأخضر.
وستكون سلطنة عمان على خريطة الاستثمارات الكبرى عالمياً في قطاع الهيدروجين الأخضر بفضل العملية الواضحة التي تم تطويرها للتعامل مع المشاريع السابقة ضمن الإطار التنظيمي ومواءمتها مع الإطار التنظيمي المعتمد.
وبحسب تقرير منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوبك)، فإنه بحلول نهاية عام 2022، ستكون سلطنة عمان في مقدمة الدول العربية، لتحتل المرتبة الثانية بعد مصر، حيث تمتلك نحو 11 مشروعا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
أدى التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة مؤخرًا إلى قيام بعض الدول بتوقيع اتفاقيات الهيدروجين الأخضر مع سلطنة عمان.
وبحسب المعلومات فقد تم توقيع العقود مع مطورين من حوالي 9 دول، بما في ذلك المملكة المتحدة، وهولندا، ومملكة بلجيكا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، واليابان، وجمهورية الهند، وسنغافورة، والمملكة المتحدة. دولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة.
وتحدد الاتفاقية أدوار ومسؤوليات مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومة وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليين، في تطوير الصناعة.
علاوة على ذلك، فإنه يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للهيدروجين الأخضر كمصدر بديل للطاقة ويضع السلطنة كلاعب رئيسي في أسواق الطاقة المحلية والعالمية. وستشهد الاتفاقيات الخاصة بالشروط التجارية الملزمة 20 مليار دولار على مدى السنوات السبع المقبلة، بقدرة إنتاجية لتوصيل إجمالي 15 جيجاواط من الكهرباء على مساحة تقدر بـ 1500 كيلومتر مربع في المحافظات، على ستة قطع أراضي في الوسطى والوسطى. منطقة ظفار جنوب عمان.
وتضمنت هذه الاتفاقيات الشروط التجارية للعقد لمدة 47 عاماً، منها 7 سنوات لتطوير وبناء المشاريع و40 عاماً للتشغيل.
ويأتي هذا التوقيع نتيجة للجهود الحثيثة التي بذلتها سلطنة عمان لتنفيذ التوجيهات النبيلة التي صدرت خلال رئاسة جلالة الملك لاجتماع مجلس الوزراء في 3 مارس 2022. وكان الهدف الرئيسي للاجتماع هو تسريع إنشاء الهيئات التنظيمية. الأطر والسياسات التي ستساعد قطاع الهيدروجين الأخضر على النمو.
وهذه الخطوة الأولى من نوعها نحو التعاون الدولي والاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر مفيدة للبيئة والاقتصاد على حد سواء. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام المتزايد بالهيدروجين الأخضر يوضح الاتجاه العالمي نحو حلول الطاقة النظيفة ويسلط الضوء على إمكانية إقامة شراكات وتعاونات جديدة في هذه السوق الناشئة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة.
كما تشجع الاتفاقية السلطنة على تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وهو أمر مهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر. تتمتع عمان بموارد وفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي يمكن استخدامها لإنتاج الهيدروجين الأخضر. ومن خلال تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، يمكن للبلاد تسخير هذه الموارد وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، الذي أدى إلى تدهور بيئي كبير وتلوث الهواء.
ومن ناحية أخرى، يعد الهيدروجين الأخضر مصدرًا للطاقة النظيفة ولا ينتج عنه أي انبعاثات عند استخدامه. وهذا يمكن أن يساعد في تقليل البصمة الكربونية للبلاد والتخفيف من تأثير تغير المناخ. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر سيكون له تأثير إيجابي على البيئة.
اشتهرت عُمان منذ زمن طويل بمناظرها الطبيعية البكر، وسيساعد التحول نحو الطاقة المتجددة في الحفاظ على هذه الموارد المهمة للأجيال القادمة.
ومن الجوانب المهمة الأخرى للاتفاقية قدرتها على خلق فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي في سلطنة عمان. يوجد في البلاد عدد كبير من السكان، ويعتمد الكثير من الناس على الصناعات التقليدية مثل النفط والغاز لكسب عيشهم.
إن التحول نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء سيخلق فرص عمل وفرص جديدة للشعب العماني، مما يقلل من اعتماد البلاد على الصناعات التقليدية. ومن المتوقع أن يؤدي نمو صناعة الهيدروجين الأخضر إلى خلق الكثير من فرص العمل الجديدة، خاصة في مجالات الهندسة والبناء والعمليات.
وسيوفر ذلك فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها للشباب في البلاد ويساعد في معالجة مشكلة ارتفاع معدلات البطالة، لا سيما في المناطق الريفية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في عمان سيساهم أيضًا في النمو الاقتصادي للبلاد.
من الممكن أن يصبح إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر مصدرًا مهمًا للدخل للبلاد، خاصة مع استمرار نمو الطلب العالمي على مصادر الطاقة النظيفة. كما أن تطوير صناعة جديدة يمكن أن يجذب الاستثمار الأجنبي، الأمر الذي من شأنه أن يعزز اقتصاد البلاد.
ولكن هناك أيضًا مشاكل تحتاج إلى حل لكي تنمو صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.
واحدة من أكبر المشاكل هي أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يكلف أكثر بكثير من تكلفة إنتاج الوقود الأحفوري. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع تكلفة مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية. لكن من المتوقع أن تنخفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مع تحسن التكنولوجيا وتحقيق وفورات الحجم.
والمشكلة الأخرى هي عدم وجود بنية تحتية كافية لتصنيع ونقل وتخزين الهيدروجين الأخضر. وهذا يتطلب إنفاق الكثير من الأموال على البنية التحتية، مما قد يؤدي إلى إبطاء نمو الصناعة. ومن ناحية أخرى، تضع الاتفاقية خطة لبناء هذا النوع من البنية التحتية، ويمكن للشركاء الدوليين أيضًا المساعدة بالمعرفة والمال في هذا المجال.
وفي الختام، فإن توقيع سلطنة عمان على شروط اتفاقية تجارية ملزمة قانونًا للمشاريع التي تستخدم الهيدروجين الأخضر يعد خطوة كبيرة نحو هدف البلاد المتمثل في تنويع مصادر الطاقة.
لاتابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة..
نتمنى لكم يومًا مشمسًا..
المصدر: زواية