سولارابيك – برلين، ألمانيا – 29 مارس 2022: افتتحت وزيرة الشؤون الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك فعاليات اليوم الأول من الدورة الثامنة من مؤتمر «حوار التحول الطاقي في برلين – Berlin Energy Transition Dialogue»، تحت عنوان “من الطموح إلى الفعل”، بحضور وزراء من أعلى المستويات من أكثر من 50 دولة وممثلون لمختلف فئات الأعمال والمجتمع الأكاديمي والمدني.
الأهداف العامة للمؤتمر
يهدف المؤتمر بشكل أساسي لمناقشة استراتيجيات التحوّل الذكي لأنظمة الطاقة حول العالم، وطرح حلول لتحقيق استقلال أكبر من الوقود الأحفوري.
كما سيجيب من خلال ندواته الحوارية المختلفة على مجموعة من الأسئلة أبرزها، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه كفاءة الطاقة والطاقات المتجددة في خلق عالم مزدهر اقتصادياً ومستقل سياسياً؟ إضافة للتركيز على الإمكانية والحاجة للاستثمار الاستراتيجي وخاصة في الطاقة المتجددة.
أظهرت الفترة الأخيرة أهمية التحول للاعتماد على الطاقة المتجددة في كافة المراحل، وانضم هذا العام للمؤتمر العديد من الدول والشركات المُصدرة والعاملة في مجال الوقود الأحفوري، والتي تواجه تحدياً خاصاً لتكييف نظامها الاقتصادي مع البيئة المتغيرة.
ويظهر المؤتمر أننا ننظر لمستقبل ترتبط فيه الدول أكثر مع بعضها البعض بسبب التحول الطاقي حول العالم، والذي سيقود لزيادة في عمليات التبادل التجاري والطاقي، ويظهر ذلك جلياً في الشركات العديدة التي اقامتها ألمانيا مع دول الجوار.
التحوّل الطاقي في ألمانيا
وضعت الحكومة الألمانية الجديدة هدفاً لها يتمثل بالوصول للحياد للكربون بحلول عام 2045، مع تقليل الانبعاثات الكربونية وانبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 65% بحلول عام 2030 وذلك بالمقارنة مع الأرقام المسجلة في عام 1990.
تمكنت ألمانيا مع نهاية عام 2021 من تحقيق نقلة نوعية في تنويع مزيج الطاقة في البلاد، حيث وصلت نسبة مشاركة الطاقة المتجددة بأنواعها (طاقة الرياح، الطاقة الشمسية، الكتلة الحيوية، الكهرومائية، والحرارية الأرضية) حوالي 41.1%، والهدف الوصول إلى نسبة 80% بحلول 2030.
وكانت ألمانيا قد أنهت المرحلة الأولى من خطتها للتحول الطاقي التي تمثلت بتطوير وزيادة تقنيات الطاقة المتجددة في البلاد وتقليل تكاليفها، وهي الآن في بداية المرحلة الثانية التي ستكون فيها الطاقات المتجددة هي الأعمدة الأساسية لنظام الطاقة الجديدة، حيث تقوم البلاد باستبدال الوقود الأحفوري والطاقة النووية في مختلف القطاعات.
كفاءة الطاقة
يجب أن يتم العمل دوماً على التوسع في الإنتاج من الطاقة المتجددة وتقليل استهلاك الطاقة، حيث تقلل كفاءة الطاقة من التكاليف الإجمالية والآثار البيئية لاستهلاك الطاقة.
نظراً لارتفاع الطلب على الطاقة بسبب جائحة كورونا والتغيرات المناخية الأخيرة فلم تتمكن مصادر الطاقة المتجددة من تغطية الطلب على الطاقة مما أدى لتراجع حصة الطاقة المتجددة بنسبة 2% ويظهر المخطط أدناه الاستهلاك الرئيسي للطاقة في الفترة الممتدة بين الأعوام 2005-2021:
ويعتبر سوق كفاءة الطاقة سوقاً مزدهراً في ألمانيا فمع التشريعات الأخيرة المتعلقة بأهمية كون الأبنية كفوءة طاقياً، حيث بلغت الاستثمارات في قطاع كفاءة الطاقة حوالي 83.2 مليار يورو، كما تم توظيف 900,000 شخص في مجال تطوير وتحديث الأبنية لتكون كفوءة طاقياً.
ارتفاع في كمية الطاقة المولدة من الطاقة المتجددة
بلغت حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة في ألمانيا حوالي 41.1% في عام 2021، حيث تم توليد حوالي 233.6 مليار كيلوواط ساعة، وهي أقل بحوالي 17 مليار كيلوواط ساعة، بالمقارنة مع عام 2020.
ويعد السبب الرئيسي في انخفاض التوليد من الطاقة المتجددة بسبب كون سرعة الرياح أقل من معدلاتها في معظم الأوقات، وبالرغم من ذلك فقد شكلت طاقة الرياح القسم الأكبر من الطاقة المتجددة كما هو مبين في الصورة أدناه التي تظهر مزيج الطاقة في ألمانيا لعام 2021:
في حين يظهر الشكل أدناه مشاركة الطاقة المتجددة في مختلف القطاعات (توليد الكهرباء، التدفئة، والنقل) والتي تظهر الحاجة لبذل مزيد من الجهود في قطاع التدفئة والنقل لتحقيق أهداف المناخ:
مشاركة عربية: كلمة وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية
تحدثت السيدة نائلة نويرة القنجي، وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية ضمن فعاليات المؤتمر عن قطاع الطاقة التونسي موضحةً أهداف وخطط تونس لقطاع الطاقة والمناخ.
أكدت السيدة نائلة في كلمتها أن تونس قد وضعت استراتيجية للطاقة تهدف أساساً إلى زيادة حصة الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي، من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
كما وضحت أن تونس ملتزمة بوضع استراتيجية وطنية لتطوير وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مع الأخذ بالاعتبار الإمكانات الموجودة في تونس سواء في مجال تحلية مياه البحر أو استعمال الطاقة الشمسية.
أشارت السيدة نائلة في كلامها إلى أن تونس تعمل على مشروع تجريبي لإنتاج الأمونيا الخضراء نظراً لوجود صناعة كبيرة لتحويل الفوسفات إلى أسمدة في البلاد. يهدف المشروع إلى إنتاج السماد الأخضر.
مضيفةً أن سياسة تونس الخارجية تتماشى مع هذه الاستراتيجية الوطنية حيث نعمل مع شركائنا الأوروبيين في إطار برنامج أوروبي متوسطي لتعزيز سياسة تطوير الطاقات المتجددة والطاقة الهيدروجينية.
في نفس السياق وبالتعاون مع ألمانيا، تمّ إعداد دراسة كاملة وبرنامج لدعم مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر. كذلك هناك خطة لتطوير الاتصال الكهربائي بين تونس وإيطاليا.
وتطمح تونس لأن تكون قادرة على نقل الهيدروجين أيضا، ويتم العمل حاليا على إرساء سياسة نشطة للغاية على مستوى دبلوماسي للعمل مع الشركاء الأوروبيين لتأسيس وتنفيذ هذه الخطط.
تابعوا معنا تغطية يومية خاصة لمؤتمر حوار التحول الطاقي في برلين الذي تستمر فعالياته حتى 30 مارس الجاري.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!