سولارابيك – اسبانيا، تشيلي – 12 ديسمبر 2019: نشرت شركة «بلومبيرغ – BloombergNEF (BNEF)» بالتعاون مع مجموعة «أكيونيا Acciona» العاملة في مجال الطاقة المتجددة والبنية التحتية، تقريرين مشتركين عن الطاقة المتجددة في إسبانيا و تشيلي. و يبين هذان التقريران أن تحقيق الاستفادة القصوى من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في إسبانيا و تشيلي بحلول عام 2050 يتوقف على مدى تنصيب وتشغيل الأصول المرنة مثل البطاريات وشواحن السيارات الكهربائية المرنة.
تم اعداد هذه التقارير أثناء التحضير لمؤتمر تغير المناخ COP25 المقام في مدريد على خلفية الدعوات العاجلة لخفض الانبعاثات والحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية أقل بكثير من درجتين مئويتين، وشملت التقارير حوالي 200 بلد من ضمنها اسبانيا وتشيلي.
وأظهرت التقارير أن كلاً من اسبانيا وتشيلي تمتلكان أهدافاً طموحة لإزالة الانبعاثات الكربونية من أنظمتها الكهربائية. وتعد هذه الأهداف ممكنة في اسبانيا عن طريق توليد الطاقة من مصادر متجددة في حين يمكن لتشيلي تحقيق ذلك عن طريق إيقاف اعتمادها على محطات التوليد التي تعتمد على الفحم الحجري.
ولكن لوصولهما إلى شبكة كهربائية خالية من الانبعاثات الكربونية أو مجرد الاقتراب من هذه الأهداف فإن هذا يتطلب منهما التركيز على المرونة بالإضافة إلى ضخ الأموال في زيادة مشاريع الطاقة المتجددة الأقل تكلفة.
الأصول المرنة
يتم تحقيق المرونة عن طريق التقنيات التي يمكنها زيادة أو تقليل كمية الكهرباء المقدمة للشبكة بسرعة وذلك بالاعتماد على الموازنة بين التوليد والطلب من الأعمال والمستهلكين. ومن طرق تفعيل المرونة: محطات تخزين الطاقة بالبطاريات BESS، وشواحن السيارات الكهربائية المرنة والتي تقوم بشحن السيارات عندما تكون أسعار الكهرباء منخفضة بدلاً من أوقات الذروة، والربط مع الدول المجاورة، والاعتماد على المحطات ذات الاستجابة السريعة كالتوليد بالغاز.
أهم نتائج التقارير
– أظهر سيناريو الحالة الأساسية في اسبانيا أن التوليد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية معاً سيشكل حوالي 51% من الطاقة الكهربائية المنتجة بحلول عام 2030، وسيصل إلى 75% بحلول الـ 2050، وذلك بفضل كونهما الخياران الأقل تكلفة في البلد لتوليد الطاقة.
– وأظهر سيناريو الحالة الأساسية في تشيلي أن التوليد من كلا طاقة الرياح والطاقة الشمسية والذي يبلغ حالياً 13% التوليد الإجمالي في البلاد، قد يصل إلى 40% بحلول 2030 و67% بحلول عام 2050. ويتوقع أن يصبح 93% من السوق مزوداً بالطاقة من مصادر متجددة في العام نفسه بسبب مصادر التوليد المائية المرتفعة. وفي سيناريو التخلص التدريجي من الفحم يرتفع الرقم إلى 98%.
– في سيناريو أخر لإسبانيا حيث تكون تكلفة التخزين بالبطاريات (الأصول المرنة) تنخفض بسرعة أكبر من المتوقع، وقد ينخفض احتياج الشبكة الكهربائية للدعم بواسطة الغاز بنسبة 13%، وتقليل الانبعاثات بنسبة 12% وتحقيق ما يصل إلى 94 ٪ من توليد الطاقة بدون انبعاثات كربونية.
– وفي سيناريو آخر لإسبانيا، حيث يمكن للسيارات الكهربائية أن يتم شحنها بطرق مرنة (استغلال الساعات التي تكون فيها أسعار الكهرباء منخفضة)، يمكن تخفيض التكاليف المضافة لنظام الطاقة إلى النصف أثناء الانتقال من وسائل النقل التقليدية إلى وسائل النقل الكهربائية. ويمكن أن تقود أيضاً إلى تقليل الانبعاثات بنسبة 9% عن الحالة الأساسية المختارة.
– إن زيادة سعة الطاقة المتبادلة بين اسبانيا وفرنسا قد تمكن من زيادة نسبة الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية نسبة إلى الحالة الأساسية، وتقليل التكلفة الإجمالية بشكل طفيف. ولكن تكون المنافع أقل وضوحاً على المدى الطويل حيث ينخفض استخدام تبادل الطاقة بسبب كون التوليد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية يتم في كلا البلدين في وقت متزامن.
– وفي سيناريو أخر حيث تفشل تكاليف التخزين بأن تنخفض بالسرعة المتوقعة فإن هذا سيقود إلى زيادة الانبعاثات بنسبة 11% بحلول عام 2050، وارتفاع تكاليف النظام بنسبة 3% بالنسبة للحالة الأساسية.
– تمثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية افي تشيلي فرصاً للاستثمار بقيمة 35 مليار دولار بين وقتنا هذا وعام 2050، وتعد البطاريات بفرصة استثمار بقيمة 8 مليار دولار.
– يشكل الفحم حوالي 39% من مصادر التوليد في تشيلي اليوم بينما تهبط هذه القيمة إلى 6% في سيناريو الحالة الأساسية حيث تخسر محطات توليد الطاقة من الفحم مكانها لطاقة الرياح والطاقة الشمسية الأقل ثمناً.
– لتقليل التوليد من الفحم بشكل أكبر وتخفيض الانبعاثات الكربونية في تشيلي، فإن هذا يتطلب تعديل على سياسة الحكومة وزيادة الاستثمارات في طرق التوليد الجديدة عن الحالة الأساسية بنسبة 25%.
تصريحات عن التقارير
لقد اختبرنا عدة سيناريوهات لكيفية تطور التوليد المختلط (طاقة متجددة وغير متجددة معاً) في العقود الثلاث القادمة، ويعد هذا الأمر مهماً للاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، وللانبعاثات أيضاً لأنه كلما زاد اعتماد البلدان على محطات التوليد الغازية كلما زاد كمية غاز ثنائي أوكسيد الكربون المنبعث في عام 2050.
ديغو ماركوينا، محلل في مجال الطاقة من BNEF والكاتب الرئيسي لتقرير اسبانيا.
لتعظيم دور الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية، وتقليل دور الفحم، يجب على الحكومة في التشيلي أن تستمر ببناء البنية التحتية لشبكة النقل، والنظر في إدخال سعر قوي للكربون وجلب الحوافز لبناء مشاريع تخزين البطارية.
جيمس ايليس، رئيس قسم أمريكا اللاتينية في BNEF والكاتب الرئيسي لتقرير تشيلي.
تظهر هذه التقارير أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية هما شكلي التوليد الأكثر فعالية اقتصادية لكلا البلدين وسوف تسيطران على الكهرباء المختلطة (المولدة من طاقة متجددة وغير متجددة في وقت واحد) في العقود القادمة.وإن تخزين الطاقة والشواحن الذكية للسيارات الكهربائية ومصادر أخرى للمرونة النظيفة ستمنح كلاً من اسبانيا وتشيلي الفرصة لتقليل كل من التكلفة والانبعاثات.
رافييل ماتيو، المدير التنفيذي للطاقة في مجموعة ACCIONA.
خلاصة
إن كلا من اسبانيا وتشيلي بلدان مميزان بالإمكانيات الممكن استغلالها من طاقة الرياح والطاقة الشمسية وقد تكون هذه التقارير مسرعة لتبني الأصول المرنة و بداية لمشاريع جديدة تهدف لزيادة الاستثمارات وتقليل الانبعاثات في المستقبل.
و يمكنكم هنا قراءة التقرير الكامل عن إسبانيا، و هنا قراءة التقرير الكامل عن تشيلي.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوما مشمساً!