سولارابيك- واشنطن، الولايات المتحدة، 8 مايو 2023: لم تستثن الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قطاع الطاقة الشمسية، الذي تشتبك فيه المصالح التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وتتواصل الخلافات بين البلدين منذ سنوات، خاصة بعد أن أعلنت واشنطن في عام 2018 فرض رسوم جمركية على واردات ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية من الصين، مما أثار غضب بكين التي ردت بفرض رسوم جمركية على واردات منتجات أمريكية.
ولم تتوقف حالة الاشتباك بين واشنطن وبكين هنا، إذ تبادل البلدين اتهامات بانتهاز فرص التجسس في هذا المجال، حيث اتهمت الولايات المتحدة شركات صينية بسرقة التكنولوجيا، في حين نفت الصين هذه التهم.
مجدداً طفت الخلافات في قطاع الطاقة النظيفة مجدداً إلى السطح، مع سعي الجمهوريين في مجلس الكونغرس الأمريكي إلى تمرير قانون يفرض رسوماً جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية المرتبطة بالصين التي تسيطر على هذا القطاع في السوق العالمي.
رسوم جديدة
ويهدف القانون إلى فرض رسوم جمركية جديدة على ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية المستوردة من أربع دول آسيوية هي ماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، وكمبوديا، تتهمها الولايات المتحدة باستخدام تكنولوجيا ومعدات صينية للتحايل على الرسوم الأمريكية، بعد تحقيق أطلقتها الإدارة الأمريكية
وترى الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، ضرورة في فرض رسوم فورية على الاستيراد من آسيا، لوضع حد لهيمنة الصناعة الصينية على السوق العالمية لقطاع الطاقة الشمسية.
لكن في مقابل هذه الدعوات، ينتظر المهتمون بالقطاع من الرئيس جو بايدن تنفيذ وعده الذي قطعه باستخدام حقه (الفيتو) في رفض مشروع القانون، للتأكيد على أن الإجراءات الحمائية في قطاع الطاقة الشمسية لدى الولايات المتحدة ما زالت قوية.
ويفرض مشروع القانون الذي أقره مجلس النواب رسوماً تتراوح بين 35 و254% على حوالي 80% من ألواح الطاقة الشمسية التي تباع في الولايات المتحدة، وهو ما يفرض أعباء على قطاع إنتاج الطاقة الشمسية بأكثر من مليار دولار، إضافة لتهديدها بشطب حوالي 34 ألف وظيفة نتيجة تأجيل أو إلغاء مشروعات لتركيب الألواح الشمسية.
طريق طويل
ويعني ذلك زيادة استخدام الوقود الأحفوري، وعرقلة جهود الحد من الاحتباس الحراري، وإبطاء التحول نحو الطاقة النظيفة، وهو أحد أهم أهداف إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وتعليقاً على ذلك، تقول كبيرة المحللين لدى مجموعة العالمية لأبحاث واستشارات الطاقة، وود ماكنزي (Wood Mackenzie)، سيلفيا ليفا مارتينيز إن “بايدن يريد الانتقال نحو الانتقال السلس للتصنيع الأمريكي لألواح الطاقة الشمسية”.
واستدركت “لكن هذا الرأي لا يشاركه الجميع في الكونغرس”.
وترى وود ماكنزي، أن الولايات المتحدة ما تزال أمام طريق طويل جداً لمنافشة الصين في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية، إذ تبلغ حصتها في السوق نحو 2% مقابل 70% للصين، وتوقعت أن يستمر القطاع في الاعتماد على الألواح الشمسية رغم الحوافز الموجودة.
ويتفق الحزبان الديمقراطي والجمهوري على فرض الرسوم على معدات الطاقة الشمسية الصينية، إذ فرض الديمقراطي باراك أوباما رسوماً في 2012، ثم فرض الجمهوري دونالد ترامب رسوماً أخرى في 2018، قبل أن يمددها جو بايدن لمدة 4 سنوات مع منح استثناءات للألواح ذات الوجهين الرئيسية في الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة والذي منحته في البداية إدارة ترمب.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: وود ماكنزي