سولارابيك – القاهرة، مصر – 30 أغسطس 2023: أعلن البنك الدولي عن دعمه لمشروع تجريبي لاستخدام حافلات كهربائية من الجيل الأحدث، لمساعدة العاصمة المصرية القاهرة على معالجة قطاع النقل الذي يواجه اختناقات “سيئة السمعة”.
وقال البنك الدولي الدولي في بيان نشره على موقعه إن “القاهرة إجراءات ملموسة لمعالجة اختناقات الحركة المرورية السيئة السمعة وتوفير وسائل نقل أسرع وأنظف وأكثر تكلفةً مناسبة لسكانها”، مؤكداً أن “إعادة ابتكار وسائل نقل في مدينة عملاقة متشعبة مثل القاهرة تُعد تحديًا معقدًا”.
وأوضح أن الخطوة الجديدة على طريق حل مشكلة النقل العام في القاهرة تتمثل بتجربة استخدام حافلات كهربائية من الجيل الأحدث، بدايةً من أسطول يضم حوالي مئة حافلة كهربائية.
تلوث كبير
وقال المدير العالمي للنقل في البنك الدولي، نيكولا بلتييه تيبرج، إن “هذا المشروع يُعتبر اختبارا مهما للحافلات الكهربائية، وهو خطوة أولى رئيسية في الانتقال نحو نظام للنقل العام حديث ومستدام في منطقة القاهرة الكبرى”.
وأضاف: “هدفنا هو مساعدة تفعيل كهربة وتحديث نظام النقل العام في القاهرة. لكن أولاً نحن بحاجة لمعرفة كيف يمكن للحافلات الكهربائية أن تعمل في بيئة مزدحمة، وجعل الركاب متحمسين لاستخدام الحافلات الكهربائية، وتقييم استجابة المستخدمين، ومعالجة التحديات غير متوقعة، بما في ذلك ما يتعلق بشحن وصيانة الحافلات.”
وتشكل هذه الحافلات الكهربائية جزءاً من مشروع البنك الدولي لمواجهة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى، الذي يهدف إلى جعلها مدينة أكثر خضرة وقابلة للعيش.
بحسب البيان “يعتبر النقل ثاني أكبر منتج لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مصر”.
وذكر البيان أن ” مستويات المواد الجسيمية الدقيقة، التي تشكل أكبر مخاطر صحة الإنسان، تزيد عدة مرات أعلى من المستويات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية في القاهرة”، ما يكلف الحكومة المصرية تكاليف تصل 1.4 بالمئة من الناتج المحلي، لعلاج الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء لنحو مليوني شخص.
وقال إبراهيم دجاني، مدير الممارسة في مجال النقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي إن “حوالي 63 في المئة من الرحلات التي يقوم بها سكان القاهرة، البالغ عددهم 22 مليون نسمة يومياً، تتم عبر وسائل النقل العام”.
وأضاف:” تعد الحافلات العامة في القاهرة، التي تعمل بالديزل ذي الجودة المنخفضة، مسؤولة عن ثلث انبعاثات التلوث الجوي من المواد الجسيمية. بينما الحافلات الكهربائية، التي لا تطلق أي انبعاثات مباشرة إلى الغلاف الجوي، قد تسهم بشكل كبير في التصدي لأزمة تلوث الهواء في المدينة”.
حماية شخصية للنساء
وستمنح الحافلات للركاب تجربة جديدة تتضمن انترنت لاسلكي مجاني ومنافذ شحن للهواتف الخلوية “USB”، إضافة لتمتعها بمزايا لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلاً عن وجود كاميرات مراقبة ومنطقة مخصصة للنساء والفتيات اللاتي يعبرن عن مخاوف شخصية عند استخدام وسائل النقل العام.
وأظهرت دراسة أجراها البنك الدولي نشرت خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 في شرم الشيخ، أن الحافلات الكهربائية رغم ارتفاع سعرها إلا أنها ذات جدوى اقتصادية أعلى نظراً لعدم احتياجها للصيانة والوقود التقليدي.
دراسات مسبقة
لكن البنك الدولي أشار إلى كهربة أسطول الحافلات في القاهرة يتطلب تخطيطًا وتنسيقًا مكثفين.
تشمل الخطوات الأولى شراء الحافلات الكهربائية، وتركيب المعدات، وتخطيط المسارات لتحديد أماكن تشغيل الحافلات، كما ستحتاج الجهات الحكومية المختلفة للتعاون من أجل وضع اللوائح والتنظيمات المتعلقة بالمركبات الكهربائية.
زقالت سوزان ليم، أخصائية النقل في البنك الدولي التي تعيش في مصر وتعمل في هذا المشروع: “عندما تبدأ في الاستثمار في النقل الكهربائي، يجب أن تفكر ليس فقط في المركبات نفسها ولكن أيضًا في البنية التحتية الداعمة، مثل نظام توريد الكهرباء ومحطات الشحن.”
وأضافت: “مع التحضير لإطلاق حافلات الكهرباء في القاهرة، من الأمور الأساسية أن ينسق قطاعا النقل والطاقة عن كثب لمراعاة كل هذه الجوانب معاً لضمان تنفيذ المشروع بشكل سلس.”
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن المركبات الكهربائية …
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: البنك الدولي