تعاني سوريا منذ سنوات طويلة من أزمة حادة في قطاع الكهرباء. إذ يعاني المواطنون من انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي وتقلبات في التزود بالطاقة الكهربائية. وتُعزى أزمة الكهرباء هذه إلى عدة عوامل منها تدهور البنية التحتية للكهرباء والضرر الذي لحق بمحطات توليد الطاقة الكهربائية وبالشبكات. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وصعوبة الحصول عليها في ظل الأزمة والحروب التي تعاني منها البلاد والعقوبات المفروضة عليها.
ولكن! كان للشعب السوري رأيٌ آخر لاستمرار العمل والحياة. وكان لا بدّ من التوجه إلى حلول بديلة للتغلب على مرارة الظروف وقسوتها. فكانت الطاقة المتجددة هي الملاذ الآمن والحل الجذري لأزمة الكهرباء في سوريا.
الطاقة المتجددة في سوريا
تعد أزمة انقطاع الكهرباء معضلة كبيرة إذ أنها تشل حركة المواطنين فقد تؤدي إلى توقف الصناعات والشركات عن العمل. كما أنها قد تؤثر على فقدان البيانات والمعلومات والملفات الهامة. ومع ازدياد ساعات التقنين الكهربائي ووصولها في بعض المناطق إلى 12 ساعة قطع مقابل ساعة وصل كان لا بد من إيجاد حل بديل للكهرباء. لذلك توجه معظم المواطنين إلى الطاقة المتجددة وخصوصاً الطاقة الشمسية.
فمنهم من ركب منظومة شمسية على سطح منزله لتأمين الطاقة الكهربائية بغية تشغيل الأجهزة في المنزل من إنارة وتلفاز وبراد وغسالة وغيرها. وأمّا من قلت ذات يده فقد توجه لشراء لاقط شمسي صغير موصول مع جهاز يشحنه لإنارة المنزل بليدات موصولة مع الجهاز.
بالإضافة إلى ذلك فقد ساعدت العقوبات المفروضة على سوريا على انتشار الطاقة البديلة والمتجددة. إذ توجه السكان إلى استخدام السخانات الشمسية لتأمين حاجياتهم من المياه الساخنة صيفاً وشتاءً بدلاً من استخدام المدافئ التي تعمل على الكهرباء أو تلك التي تعمل بالوقود.
ولم يقتصر الأمر على استخدام الطاقة المتجددة في القطاع المنزلي وحسب. بل تم تركيب منظومات شمسية على أسطح المباني الحكومية كالمدارس والمراكز الصحية والمستوصفات والمشافي والدوائر الحكومية. كما توجه القطاع الخاص كالمعاهد الخاصة وعيادات الأطباء وغيرهم الكثير للاعتماد على الطاقة الخضراء في تأمين حاجياتهم من الكهرباء النظيفة سواء نهاراً من أشعة الشمس مباشرة أو ليلاً من تخزينها بالبطاريات واستخدامها عند الحاجة إليها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد انتشرت ظاهرة استخدام وسائل النقل الكهربائية والتي أُطلق عليها اسم “التكتوك”. وهي عبارة عن عربة كهربائية مزودة بثلاث عجلات ومنهم من يستغل ساعة الوصل لشحن البطارية ومنهم من وضع على سقف التكتوك لوحاً شمسياً ليشحن البطارية أثناء تنقله في ارجاء المدينة.
كما كان للطاقة الشمسية دور كبير في إنارة الطرق ليلاً وتأمين المياه لسكان بعض المناطق. فقد تم تدشين مشروع سقيا الماء في بئر وادي الشعب في مدينة دير عطية. إذ يعمل المشروع على ضخ الماء بالاعتماد على الطاقة الشمسية. حيث أنه يتألف من 458 لوح شمسي. وتبلغ طاقته الإنتاجية حوالي 50 متر مكعب من المياه في الساعة.
إجراءات حكومية للتشجيع على الانتقال للطاقة النظيفة
إن الاعتماد على المصادر المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح قد يكون حلاً مثالياً لأزمة الكهرباء في سوريا. وخصوصاً وأنها تتمتع بساعات شمس سنوية كبيرة ورياح قوية. لذلك شجعت الحكومة السورية مواطنيها على الانتقال للطاقات المتجددة حيث أنها منحت قروضاً لتركيب أنظمة متجددة للقطاعات المنزلية والزراعية والصناعية والخدمية والتجارية. فقد حدد المصرف التجاري السوري سقف قرض مشروع المنظومة الكهروضوئية أو العنفة الريحية بـ 25 مليون ليرة سورية بمدة سداد لا تتجاوز 15 سنة. وقرض مشروع منظومة السخان الشمسي بسقف 5 ملايين ليرة ومدة سداد لا تتجاوز 5 سنوات. كما حدد المصرف قيمة الفوائد على قروض القطاع المنزلي بـ 0% مع عدم تحميل المقترض أي عمولات مصرفية أو طوابع أو رسوم على العقد.
أما في القطاع الزراعي فقد تم تحديد سقف قرض مشروع المنظومة الكهروضوئية أو العنفات الريحية 20 كيلوواط ساعي كحد أقصى بـ 75 مليون ليرة وبمدة سداد لا تتجاوز 10 سنوات. في حين أن الحد الأقصى لقروض القطاعات الصناعية أو التجارية أو الخدمية لمشروع المنظومة الكهروضوئية أو العنفات الريحية 20 كيلوواط ساعي كان ذاته في القرض الممنوح للقطاع الزراعي مع اختلاف مدة السداد لألا تتجاوز 5 سنوات.
ومع ذلك، لا يزال قطاع الطاقة المتجددة في سوريا يواجه العديد من التحديات بما في ذلك نقص التمويل والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية الضعيفة والحروب التي تؤثر على تطوير هذا القطاع بشكل كامل.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: سولارابيك