في رحلة نحو مستقبل مستدام وأخضر تبرز الطاقة الشمسية بصفتها خياراً رائعاً لمصادر الطاقة النظيفة والمستدامة ولكنّ هذه الرحلة لا تنجح دون الجهود الدؤوبة التي يبذلها مهندسو الصيانة والتشغيل لمحطات الطاقة الشمسية الذين يلعبون دورًا حاسمًا في ضمان أداء مستدام وفعال لهذه الأنظمة.
في هذا المقال، سنُسلّط الضوء على يومياتِ مهندسِ صيانة وتشغيل في محطة طاقة شمسية ونلقي نظرة على المهام والأنشطة التي يقوم بها، ونُكتشفُ معاً أهميةَ دورهِ في ضمانِ استمراريةِ عملِ محطات الطاقة الشمسية، وتحقيقِ أقصى استفادةٍ من طاقةِ الشمسِ النظيفة.
من هو مهندس الصيانة والتشغيل؟
يُمثّلُ مهندس صيانة وتشغيل محطة الطاقة الشمسية حجرَ الزاويةِ في ضمانِ سلامة وسلاسة عمل تلك المحطات فهو بمثابةِ الطبيب المُختصّ الذي يُشخّصُ الأمراض ويُعالِجُها، والراعيِ الأمينِ الذي يُحافظُ على سلامةِ وصحة المنظومة بأكملها. ولكن ما هي المهام الرئيسية لهذا المهندس؟ لنستكشف ذلك معاً
مسؤوليات مهندس التشغيل والصيانة الشمسية
يبدأ اليوم النموذجي لمهندسي التشغيل والصيانة لمحطات الطاقة الشمسية في وقت مبكر فهم يستمتعون بالاستفادة من ساعات النهار لإجراء فحوصات دقيقة وشاملة للنظام ولإجراء عمليات الصيانة اللازمة. وأما عن روتينهم اليومي فهو بمثابة رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات فقد يشمل:
1. الوصول إلى الموقع وإجراء فحوصات السلامة
عند وصول المهندس إلى محطة الطاقة الشمسية، يبدأ يومه بإجراء فحوصات السلامة لضمان بيئة عمل آمنة. كما يقوم بدراسة وتقييم بروتوكولات السلامة المعمول بها، ومن ثم يعمل على تحليل أية مخاطر محتملة، ويقوم باتخاذ التدابير الضرورية لضمان الامتثال لأعلى معايير السلامة.
2. رصد البيانات وتحليلها
قبل بدء العمليات الفعلية في محطة الطاقة الشمسية، يقوم مهندس الصيانة والتشغيل بفحص البيانات الواردة من أنظمة المراقبة لليوم السابق. بعد ذلك، يحلل البيانات المتعلقة بإنتاج الطاقة وأنماط الطقس، ويبحث عن أي مخالفات أو انحرافات في الأداء عما هو متوقع. حيث يساعد هذا التحليل على تحديد المشاكل المحتملة واتخاذ التدابير الوقائية قبل بدء العمليات اليومية.
3. التفتيش البصري
يعد التفتيش البصري أداة قيمة تساعد في كشف أسباب فشل الألواح الكهروضوئية والتنبؤ بالمشاكل المستقبلية. يهدف هذا الفحص إلى اكتشاف العيوب على الفور التي قد تؤثر على أداء ألواح الطاقة الشمسية وتعرض سلامتها للخطر على المدى الطويل. يقوم مهندسو التشغيل والصيانة بفحص العواكس والألواح الشمسية بحثًا عن أي أضرار مادية محتملة مثل الأسلاك المتآكلة أو الحطام المتراكم. ومن ثم يعمل المهندسون على توثيق أي مشاكل تم اكتشافها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
4. الفحوصات الكهربائية
يتولى مهندسو الصيانة والتشغيل في محطات الطاقة الشمسية مسؤولية الحفاظ على أداء النظام الشمسي بسلاسة من خلال قيامهم بفحوصات كهربائية منتظمة تساهم في تجنب انخفاض إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بشكل كبير.
فمن خلال فحوصاتهم المتقنة، يضمن المهندسون سلامة علب التوصيل والتوصيلات والأسلاك. كما أنهم يستطيعون الكشف عن أي مشاكل كهربائية باستخدام تقنيات متطورة مثل مراقبة الجهد والتيار والمقاومة.
5. التنظيف والصيانة
يعتني مهندسو الصيانة والتشغيل بالنظام الشمسي من أجل ضمان استمرارية عمل النظام بكفاءة عالية ودون توقف، والمحافظة على أدائه بأقصى قدر من الكفاءة. إذ يقومون بتنظيف الألواح الشمسية باستمرار وذلك لأنه وفقاً لدراسات حديثة فإن كفاءة الألواح الشمسية تنخفض بنسبة تتراوح بين 1% و5% بسبب تراكم الغبار لذلك لا بد من تنظيف الألواح الشمسية للحفاظ على كفاءتها وإنتاجيتها طيلة عمرها الافتراضي.
بالإضافة إلى ذلك يعمل المهندسون على تنفيذ إجراءات الصيانة الضرورية مثل شد البراغي وتشحيم المكونات المتحركة في أنظمة التتبع، إذا لزم الأمر.
6. استكشاف الأخطاء وإصلاحها
يقوم مهندسو الصيانة والتشغيل بإجراء فحوصات دقيقة للتأكد من سلامة المعدات وأدائها المثالي. وقد يتطلب ذلك إعادة برمجة العواكس، استبدال المكونات التالفة، أو حل مشاكل الاتصال بأنظمة المراقبة.
وأما عن الفترة المتبقية من النهار فعادة ما يقضيها المهندسون في الأعمال الإدارية والتوثيق حيث يقومون بإعداد تقارير الأداء التي تساعدهم في تحليل أداء نظام الطاقة الشمسية بشكل شامل وذلك باستخدام البيانات المجمعة من عمليات التفتيش اليومية وتحليلها.
يتمثل الهدف من هذه التقارير في اكتشاف الأنماط والفرص المحتملة لتحسين الأداء من خلال مقارنة البيانات الحالية بالمعايير السابقة. وأما عن المعلومات التي تتضمنها هذه التقارير فإنها تمثل 6 عناصر رئيسية: توفر الشبكة (Grid availability)، توفر المحطة (Plant availability)، العائد، نسبة الأداء (performance ratio)، نسبة أداء الاستثمار (investment Performance ratio)، ونسبة أداء الطقس (Weather Performance Ratio) ونسبة أداء التشغيل (Operating Performance Ratio).
وبعد ذلك، يتولى المهندسون مهمة مراقبة وإدارة مخزون قطع الغيار والأدوات بعناية ويتخذون إجراءات سريعة لتأمين طلبات استبدال القطع حسب الحاجة. بغية ضمان سلاسة العمل وتجنب التوقفات غير المخطط لها ومن أجل التفاعل بسرعة مع أي مشكلة تتطلب تدخل فوري، مما يضمن استمرارية العمل بكفاءة عالية ودون توقف.
وأما بعد فيتواصل المهندسون مع العملاء أو أصحاب المنشآت بشكل منتظم. يناقشون اقتراحات التحسينات ويحددون أي مشكلات، ويقدمون تحديثات حول أداء النظام ويهدف هذا التفاعل الدائم إلى ضمان رضا العملاء وتحقيق أقصى استفادة من نظام الطاقة الشمسية الخاص بهم.
ومع انتهاء اليوم يواصل المهندس أداء مهامه بكفاءة واهتمام. إذ يقوم بتخطيط الصيانة الوقائية، حيث يضع خططًا دقيقة لعمليات الصيانة المستقبلية وبرامج الفحص الروتينية، بهدف تعزيز عمر النظام الشمسي وتقليل أوقات التوقف عن العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يولي المهندس اهتمامًا كبيرًا للتعليم المستمر، حيث يسعى جاهدًا لمواكبة أحدث التطورات في تكنولوجيا الطاقة الشمسية وقوانين السلامة وأفضل الممارسات.
الخاتمة
بشكل عام، يمكننا القول إن مهندسي التشغيل والصيانة في محطات الطاقة الشمسية هم أحد الأبطال الخفيين والجنود المجهولين الذين يعملون بصمت ودون كلل للحفاظِ على استمراريةِ عملِ محطاتِ الطاقة الشمسية. كما أنهم أحد العناصر الأساسية في تطوير وتعزيز استدامة الطاقة الشمسية من خلال ضمانهم الأداء الموثوق والفعال لمشاريع الطاقة الشمسية، وذلك من خلال إجرائهم فحوصات دورية، تحليل البيانات، حل المشاكل، والتفاعل مع العملاء.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: asone