تبرز الحاجة لفهم كيفية شحن المركبات الكهربائية بطريقة فعالة وآمنة، في ظل التوجه العالمي نحو التنقل المستدام، خاصةً عند الرغبة في تركيب نقطة شحن منزلية. وفي هذا الصدد، أجرى فريق “سولارابيك” مقابلة مع المهندس أحمد الحلواني، خبير شحن المركبات الكهربائية، للإجابة عن الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تراود المستخدمين وأصحاب المنازل.
في هذه المقابلة، ناقشنا أهم الأمور الواجب مراعاتها قبل اختيار الشاحن المنزلي، متطلبات البنية التحتية الكهربائية، تأثير الشحن على فاتورة الكهرباء، إضافةً إلى إمكانية الاعتماد على الطاقة الشمسية لشحن المركبات الكهربائية، مع تسليط الضوء على إجراءات الأمان الضرورية.
إذا كنت تفكر في اقتناء شاحن منزلي لمركبتك الكهربائية، فهذه المقابلة ستكون دليلك الأول، لاختيار الحل الأمثل. تابع القراءة لمعرفة التفاصيل:
بدايةً، ما أهم الأمور الواجب مراعاتها قبل اقتناء الشاحن المنزلي للمركبة الكهربائية، أي في مرحلة الاختيار؟
حسناً، يمكننا توضيح أهم هذه الأمور في ثلاث خطوات رئيسية. دائماً نوصي بالبدء بتحديد أقصى استطاعة تتحملها سيارتك الكهربائية بمدخل شحن التيار المتردد AC. إذ يوجد عدة استطاعات متوافرة للشواحن في الأسواق (7، 11، 22) كيلوواط، بمعنى آخر عليك أن تحذر من اختيار شاحن باستطاعة أعلى من استطاعة الشحن القصوى لسيارتك الكهربائية، ويمكنك معرفة أعلى سعة تتحملها سيارتك بالرجوع إلى دليل المستخدم للسيارة او الاستفسار من الموزع الرسمي للسيارة أو البحث عن هذه المعلومة على الانترنت.
وبعد تحديد سعة الشاحن المناسبة لسيارتك، اذهب لتحديد الطور المستخدم، فلو افترضنا أن كهرباء منزلك أحادية الطور فقط، إذن هنا يمكنك فقط استخدام شاحن بسعة 7 كيلوواط، أما للكهرباء ثلاثية الطور فيمكن التركيب بجميع السعات (7 أو 11 أو 22) كيلوواط.
تتمثل الخطوة الثالثة بالتأكد من أن بنية الكهرباء في منزلك معدّة لإضافة سعة الشاحن إلى مجموع الأحمال، إذ إن الأمر أشبه بإضافة مكيفات إلى المنزل، فعند ذلك يتم حساب ما إذا كان حمل التكييف أو الشاحن ستتحمله الكهرباء الموجودة في المنزل أم أن ذلك سيتطلب زيادة الكابلات المغذية لعداد منزلك.
وكخطوة مكمّلة وبعد الاستقرار على سعة الشاحن، أُوصي ببدء البحث عن شواحن من علامات تجارية موثوقة، وشواحن ذات سمعة طيبة بالسوق، بضمان لا يقل عن سنة، ومن وكيل أو موزع يضمن لك صيانة الشاحن أو توفير قطع الغيار له إذا لزم الأمر.
ذكرت ضرورة التأكد من بنية الكهرباء في المنزل، وأنها جاهزة لتحمل سعة الشاحن، هل يوجد أي ترقيات أو تعديلات محددة على الكابلات والأسلاك قبل اقتناء الشاحن؟
نعم يوجد؛ لأنه فى بعض الأحيان، يكون عدّاد الكهرباء الموجود في المنزل لا يتحمل إضافة أحمال جديدة مثل حمل الشاحن، ولذلك يجب إجراء ترقية لهذا العدّاد وزيادة سمك الكابل من المصدر إليه؛ لكي يتحمل مجموع الأحمال الجديدة بعد إضافة الشاحن. من الممكن أيضاً مدّ كابل منفصل من العدّاد الكهربائي إلى النقطة المراد تركيب الشاحن فيها.
بعد اختيار الشاحن واقتنائه، وبالحديث عن عملية الشحن، يتساءل الكثيرون، ما إذا كانت عملية الشحن تتأثر بساعات النهار المختلفة؟
تعتمد الإجابة بشأن هذا السؤال على درجة الحرارة المحيطة بمكان شحن السيارة؛ وذلك لأن البطارية يجب أن يتم شحنها في درجات حرارة معتدلة. للتوضيح، لندرس هذه السيناريوهات:
إذا كانت درجة الحرارة في مكان الشحن معتدلة مثلاً 25 درجة مئوية بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة، ففي هذه الحالة لا يوجد مشكلة، إن تم شحنها خلال ساعات الصباح أو المساء.
– أمّا أثناء الصيف حيث درجات الحرارة المرتفع، مثلاً أعلى من 28 درجة مئوية، فيفضل شحن السيارة مساءً؛ بهدف التقليل من طاقة الشحن المهدرة التي تُستهلك على شكل تبريد لبطارية السيارة أثناء عملية الشحن.
وأمّا في فصل الشتاء وأثناء درجات الحرارة المنخفضة فيفضل شحنها خلال ساعات النهار، تحديدًا أثناء الظهيرة، بهدف التقليل من الطاقة المهدرة التي يتم استهلاكها لتسخين البطارية أثناء الشحن، إذ لا يمكن شحن البطارية تحت درجات الحرارة المنخفضة.
تؤثر درجة الحرارة في كل من كفاءة وزمن شحن بطارية المركبة الكهربائية، فمثلاً لو قلنا أننا سنشحن بطارية ليثيوم أيون لمركبة كهربائية لتصل إلى 80% من سعتها، فإن هذه العملية ستستغرق ساعة وعشرين دقيقة تحت درجة حرارة 25 درجة مئوية، في حين ستستغرق تقريباً 3 ساعات حتى تصل لهذه السعة، تحت درجة حرارة 45 درجة مئوية.
ومن الجدير بالذكر أنه حالياً يوجد سعي كبير من مصنّعي السيارات للخروج بحلول أكثر كفاءة عند تبريد وتسخين البطارية لتقليل الضياعات في الطاقة، وزيادة كفاءة الطاقة أثناء الشحن.
نعلم أن فاتورة الكهرباء إحدى الأمور التي تؤرق مستخدمي المركبات الكهربائية، ما أثر الشحن المنزلي على فواتير الكهرباء؟
شحن السيارة الكهربائية في المنزل حتماً سيزيد من فاتورة الكهرباء، فهو في نهاية الأمر أحمال إضافية، خاصةً إذا كان استهلاك المستخدم قبل الشحن في الشرائح الأولى من دعم شركة الكهرباء المحلية، بمعنى أنه إذا قمنا بمقارنة فاتورة الكهرباء قبل وبعد اقتناء الشاحن سنرى زيادة ملحوظة، ولربما يصبح تسعير الكهرباء لدى المستخدم ضمن شرائح أعلى. وهنا دائمًا نقترح على المستخدم أن يقوم بتركيب نظام شمسي كهروضوئي؛ بهدف توفير الاستهلاك وتفادي الانتقال إلى شرائح استهلاك أعلى.
بالحديث عن النظام الكهروضوئي، ما أهمية الشحن بالاعتماد على الطاقة الشمسية، كيف ينعكس ذلك على الفواتير وما هي أبرز الخيارات المتاحة؟
نعم يمكن للمستخدم شحن مركبته الكهربائية بواسطة النظام الكهروضوئي ويكون ذلك بخيار من اثنين:
يتمثل الخيار الأول بتركيب نظام منفصل عن شبكة الكهرباء الوطنية ومتصل بالبطاريات، حيث تقوم الألواح بإنتاج الكهرباء، ومن ثم ومن خلال العاكس الشمسي وصولاً إلى البطاريات، يتم شحن بطارية السيارة بواسطة بطاريات النظام الكهروضوئي.
أمّا الخيار الثاني فيتمثل بتركيب نظام متصل بالشبكة، وفيه يتم توصيل الألواح الكهروضوئية بالعاكس الشمسي، ومن ثم يتم ضخ الكهرباء إلى المنزل عن طريق شبكة الكهرباء الوطنية، بدون الحاجة إلى البطاريات، ثم من الكهرباء المُزودة إلى المنزل يتم شحن السيارة الكهربائية عن طريق تركيب شاحن، والميزة في هذا النظام أنه لا يحتاج إلى بطاريات داخل النظام الكهروضوئي وأيضا يساعد في تقليل الفواتير وتخفيض شريحة الاستهلاك.
هل من الممكن تركيب محطة شحن للسيارات الكهربائية في شقة أو مسكن مشترك، وما هي التحديات التي قد تواجه المستخدمين عند التوجه لمثل هذا السيناريو؟
نعم بالطبع، توجد هكذا حالات، مثلاً يمكن مشاركة شقتين في شاحن واحد بمخرجين ومن ثم يتم مشاركة فاتورة استهلاك الشاحن بالتساوي على الشقتين ، ولكن تواجه العملاء عدة تحديات من أهمها أن الشقق قد تكون بالطوابق العُليا؛ مما يجعل من الصعب تمديد كابل الشحن إلى الأسفل، كما وغالبًا، ما تكون تكلفة مدّ كابل للشحن مرتفعة.
تعد إجراءات الأمان والسلامة ضرورية عند الحديث عن أي نظام كهربائي داخل المنزل، هل يوجد أية مخاوف تتعلق بسلامة المستخدم عند شحن المركبة الكهربائية منزلياً؟
بالطبع! يجب على المستخدم أن يولي الاهتمام لعدة أمور عند اقتنائه شاحنًا منزليًا، للحفاظ على سلامته ومنع حدوث أية كوارث قد تلحق الضرر بالأفراد والممتلكات داخل منزله. فمثلاً يجب تركيب قاطع دائرة مناسب لحمل الشاحن للحماية عند حدوث أي زيادة في التيار. كما يجب تركيب جهاز الحماية من التيارات المتبقية؛ وذلك لأنه يقوم بقطع الدائرة الكهربائية حمايةً للأفراد. إضافة إلى ضرورة تركيب أرضي “إيرث” لأن الشاحن يقوم بتفريغ الكهرباء الزائدة إلى الأرضي عند حدوث أية مشكلة مع ضرورة رفع الشاحن مسافة آمنة لمنع وصول الأطفال للشاحن.
الخبير أحمد الحلواني
صاحب خبرة في شحن السيارات الكهربائية وداعم كبير للتنقل المستدام. مع خبرة واسعة في تصميم ونشر وتحسين بنية شبكة شحن السيارات الكهربائية، وقد لعب دورًا رئيسيًا في تطوير الصناعة في كل من مصر والسعودية. خلال فترة عمله في شركة “شاحن”، إحدى أكبر مشغلي نقاط الشحن في مصر والتي تمتلك شبكة شواحن واسعة النطاق للسيارات الكهربائية، اكتسب خبرة عملية قيّمة في فهم التحديات التي يواجهها مستخدمو السيارات الكهربائية، وعمل على تطوير حلول فعالة لتعزيز تجاربهم في الشحن. طوال مسيرته المهنية، قاد أحمد فرقًا متعددة الوظائف، وضَمَنَ الامتثال لمعايير الصناعة، كما لعب دورًا عمليًا في استكشاف الأخطاء وإصلاحها. مدفوعًا بالابتكار والالتزام بحلول الطاقة النظيفة، فإنه يواصل دعم توسع الاعتماد على السيارات الكهربائية والتشجيع على اقتنائها في جميع أنحاء منطقة الخليج العربي.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!