سولارابيك- الجزائر – 8 فبراير 2025: في الشهر الماضي أعلن وزراء من الجزائر وتونس وألمانيا والنمسا وإيطاليا، عن تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر في ممر نصف الكرة الجنوبي (SoutH2) بطول 3300 كيلومتر. يهدف المشروع إلى إعادة استخدام خطوط أنابيب الغاز الطبيعي لنقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى الأسواق الأوروبية، وهو جزء من هدف الجزائر لتلبية 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040.
يعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو تسريع إستراتيجية الجزائر لإزالة الكربون وانتقال أوروبا إلى الطاقة النظيفة. بالإضافة إلى ذلك، تخطط الجزائر لاستثمار حوالى 50 مليار دولار في مشاريع الهيدروكربون خلال السنوات الأربع المقبلة، مع تخصيص 71% منها للاستكشاف والإنتاج. تهدف هذه الاستراتيجية المتعددة الأوجه إلى استغلال جميع الموارد المتاحة في البلاد لتعزيز إنتاج الطاقة وزيادة الصادرات وتحفيز النمو الاقتصادي.
ضمن رؤية الجزائر لاستثمار 50 مليار دولار في مشاريع الهيدروكربون، قامت البلاد بعرض ستة حقول برية على شركات الطاقة الدولية والمحلية. افتتحت جولة التراخيص في نوفمبر الماضي وحددت الوكالة الوطنية لتثمين موارد الهيدروكربون حقول إمزيد وأهارة ورقان 2 وزرافة 2 وتوال وكرن الكسا كمواقع للتطوير. تُقدَّم الحقول عبر عقود تقاسم الإنتاج واتفاقيات المشاركة، مما يمثل فرصة مهمة للاستكشاف والتطوير.
تعد جولة التراخيص لحظة محورية في إستراتيجية الجزائر لزيادة إنتاج الهيدروكربون وتعزيز الاستثمار الأجنبي. بتقديم مساحة شاسعة تقدر بحوالي 152,000 كيلومتر مربع مدعومة ببيانات زلزالية عالية الجودة، تتجه الجزائر لتكون وجهة رئيسية للاستثمارات في مجال الطاقة والأنشطة الاستكشافية.
حددت الحكومة الجزائرية قطاع الطاقة كمحرك استراتيجي للنمو الاجتماعي والاقتصادي، وذلك من خلال تنفيذ سياسات وآليات مثل إنشاء وزارة جديدة للانتقال الطاقي لتحفيز الاستثمار الأجنبي وتنويع مزيج الطاقة.
تهدف الجزائر، عبر برنامجها الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، إلى تحقيق حصة 30% من الطاقة المتجددة (أي ما يعادل 15 جيجاواط) بحلول عام 2035. كما تخطط لإضافة 22 جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة بحلول عام 2030، مستفيدة من إمكاناتها الشمسية الهائلة.
أحد العناصر الطموحة في إستراتيجية التنويع الجزائرية هو أن تصبح مركزًا عالميًا لتطوير الهيدروجين. أُبرِمت مذكرة تفاهم بين شركة سوناطراك المملوكة للدولة الجزائرية وسونلغاز واتحاد من الشركاء الأوروبيين، يشمل VNG وSnam وSeacorridor وVerbund Green Hydrogen، لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة المنخفضة الكربون.
تظل موارد الهيدروكربون في الجزائر ركيزة حيوية لاقتصادها، حيث تقدر احتياطياتها من الغاز الطبيعي بنحو 159 تريليون قدم مكعب و12.2 مليار برميل من النفط الخام.
يعزز خطا أنابيب الغاز الرئيسيان – خط أنابيب ميدغاز إلى إسبانيا وخط أنابيب عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا – دور الجزائر كمورد أساسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا. تشمل الشراكات الأخيرة مع الشركات الأوروبية تعاوناً بين سوناطراك وشركة إيني الإيطالية وإكوينور النرويجية وتوتال إنرجيز الفرنسية لاستكشاف وتطوير موارد الغاز في مناطق مثل عين صالح وعين أميناس وتيميمون.
تخطط الجزائر لزيادة إنتاج الهيدروكربون بنسبة 2.5% في عام 2025، مستهدفة إنتاج حوالي 26 مليون طن من المكافئ النفطي. بين عامي 2020 و2024، ارتفعت مبيعات الغاز في الجزائر بنسبة 25%، في حين زاد إنتاج المكافئ النفطي بنسبة 3.5% مقارنة بالعام السابق. تؤكد هذه الجهود التزام الجزائر بتعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية وتحقيق النمو الاقتصادي من خلال مواردها الطبيعية الواسعة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
المصدر: Energy Capital Power