سولارابيك – 9 فبراير 2025: كشف تقرير “آفاق الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025” الصادر عن مركز Dii Desert Energy، أن المنطقة تتجه نحو تحقيق إنجاز تاريخي في مجال الطاقة المتجددة، إذ أنه من المتوقع أن تصل القدرة الإجمالية للطاقة المتجددة في المنطقة إلى 131 جيجاواط في عام 2030 منها 75 جيجاواط من الطاقة الشمسية وذلك في حال استكمال المشاريع الحالية قيد الإنشاء والتطوير.
ويشير التقرير إلى أن الطاقة الشمسية أصبحت الخيار الأمثل لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المنطقة، وذلك بفضل التطور التكنولوجي الذي أدى إلى انخفاض تكاليف الإنتاج بشكل ملحوظ. فقد بلغت الاستطاعة الإجمالية المركبة ف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 22.3 جيجاواط بعد إضافة 2.6 جيجاواط في عام 2024.
تتصدر الإمارات العربية المتحدة الطريق بأكبر عدد من مشاريع الطاقة الشمسية المركبة حتى الآن، متجاوزة 5 جيجاواط، تليها المملكة العربية السعودية ومصر. ويُشار إلى أن السعودية تقود الطريق من حيث المشاريع قيد التنفيذ وفي مقدمتها مشروع الشعيبية 2 في باستطاعة 2 جيجاواط.
تحديات تواجه تحقيق الأهداف الطموحة
من ناحية أخرى، يشدد التقرير على أن تحقيق الأهداف الطموحة التي وضعتها دول المنطقة للطاقة المتجددة، والتي تصل إلى 236 جيجاواط من القدرة الجديدة بحلول 2030 بما في ذلك 115 جيجاواط من الطاقة الشمسية، يتطلب جهودًا مضاعفة وتنسيقًا فعالًا بين مختلف الأطراف المعنية.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن هناك فجوة كبيرة بين المشاريع الحالية والأهداف المعلنة، حيث لا يزال هناك حاجة إلى تخطيط وتنفيذ 40 جيجاواط إضافية من مشاريع الطاقة الشمسية في السنوات الخمس المقبلة لتحقيق هذه الأهداف وكذلك هناك حاجة لتخطيط وتنفيذ 23 جيجاواط إضافية لتلبية الأهداف المتعلقة بطاقة الرياح. وفي حين أن هناك تحديات كبيرة، إلا أن المنطقة تملك الإمكانات والموارد اللازمة لتجاوز هذه العقبات وتحقيق طموحاتها في مجال الطاقة المتجددة.
أهداف متباينة
تتباين الطموحات والأهداف المعلنة للطاقة المتجددة بشكل ملحوظ بين دول المنطقة. ففي حين تستحوذ المملكة العربية السعودية على حصة الأسد من هذه الطموحات، حيث تهدف إلى توليد ما بين 100 و130 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، نجد دولًا أخرى مثل الأردن وعُمان تقترب من تحقيق أهدافها المتواضعة نسبيًا.
فالأردن، على سبيل المثال، نجح بالفعل في نشر 2.6 جيجاواط من أصل 3.2 جيجاوات مستهدفة، في حين أن سلطنة عُمان تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها البالغ 3.8 جيجاواط بحلول عام 2028.
يعكس هذا التباين في الأهداف والطموحات اختلاف الإمكانات والموارد المتاحة لكل دولة، بالإضافة إلى اختلاف الرؤى والاستراتيجيات المتبعة لتحقيق التنمية المستدامة.
الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتخزين: رؤى مستقبلية
كما يسلط التقرير الضوء على أهمية تطوير قطاعات الطاقة المتجددة الأخرى، مثل طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة، لتحقيق تحول شامل في قطاع الطاقة. ويشير إلى أن هذه القطاعات تشكل جزءًا أساسيًا من رؤية المنطقة لمستقبل الطاقة المستدامة، حيث تساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ويوضح التقرير أن هناك إمكانات كبيرة لتطوير هذه القطاعات في المنطقة، وذلك بفضل الإمكانات الطبيعية الوفيرة والتطور التكنولوجي المستمر. ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه الإمكانات استثمارات كبيرة وجهودًا متواصلة في مجال البحث والتطوير والبنية التحتية.
خلاصة
في الختام، يمكن القول إن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد تحولًا كبيرًا في قطاع الطاقة، حيث تتجه نحو تبني الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة والمستدامة. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي يجب لتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعتها دول المنطقة. ومن خلال التخطيط السليم والتنسيق الفعال والتعاون الدولي، يمكن للمنطقة أن تحقق رؤيتها لمستقبل الطاقة المستدامة وتصبح رائدة في مجال الطاقة المتجددة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: prometheus