سولارابيك، سوريا- 25 مايو 2025: افتتحت السلطات في إدلب، برعاية وزير الطاقة محمد البشير ومحافظ إدلب محمد عبد الرحمن، أكبر محطة للطاقة الشمسية مخصصة لتزويد محطات المياه في المنطقة، وذلك في موقع محطة العرشاني غربي المدينة. يمثل هذا المشروع، الذي تبلغ استطاعته الحالية 1.5 ميجاواط، خطوة محورية نحو تأمين إمدادات مياه شرب مستدامة ومستقرة لمدينة إدلب وريفها المجاور، وتعزيز الأمن المائي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المحافظة.
تفاصيل المشروع وأهميته المباشرة
تضم المحطة الشمسية الجديدة ما يقارب 2300 لوح طاقة شمسية، ويُعد الأكبر من نوعه المخصص لدعم قطاع المياه في المنطقة. وقد نُفذ المشروع بجهود مشتركة بين المؤسسة العامة لمياه الشرب ومنظمتي “world vision” التي ساهمت بنحو 1185 كيلوواط، و”IYD” التي نفذت استطاعة 340 كيلوواط، ويعمل المشروع بنظام الربط مع الشبكة (On-Grid) لضمان الاستفادة القصوى من الطاقة المولدة. يؤكد المسؤولون أن هذا الحقل سيؤمن جزءاً كبيراً من الطاقة اللازمة لتشغيل محطتي سيجر والعرشاني، كما أنه سيساهم في تخفيف العبء المالي عن المواطنين من خلال توفير المياه بتكاليف أقل مستقبلاً، وهو أمر بالغ الأهمية لسكان عانوا من ويلات الحرب والتهميش لسنوات طويلة.
خطط مستقبلية طموحة لتعزيز الأمن المائي
لا تتوقف الطموحات عند هذا الحد، إذ كشف وزير الطاقة عن خطط لتوسيع محطة العرشاني لتصل استطاعتها إلى 4 ميجاواط في الفترة القادمة، مما سيؤمن الاحتياج الكامل من الطاقة الكهربائية لتشغيل المحطات بكفاءة تامة. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على مشاريع استراتيجية أخرى ذات أهمية قصوى، أبرزها مشروع محطة اللج الذي يهدف إلى إيصال المياه إلى ريف إدلب الجنوبي ومنطقة جبل الزاوية التي تعاني من شح كبير في المياه يعيق عودة الأهالي. من ناحية أخرى، يُعلق أمل كبير على مشروع محطة عين الزرقاء الاستراتيجي، الذي يُقدر أن يغطي، في حال تشغيله، ما يزيد عن 70% من احتياجات محافظة إدلب وأريافها من مياه الشرب، مما سيقلل الاعتماد على المياه الجوفية ويحافظ عليها للأجيال القادمة.
مواجهة التحديات ورؤية للمستقبل
يأتي إنجاز محطة العرشاني في حين أنه يعكس الجهود المبذولة للتغلب على واقع صعب، حيث عانت إدلب من تدمير ممنهج للبنى التحتية خلال 14 عاماً من الصراع، بما في ذلك محطات المياه والكهرباء والمدارس. ويشير المسؤولون إلى وجود ما يقارب 107 محطات مياه خارج الخدمة في المناطق المحررة حديثاً، وهي بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل. ويؤكدون أن السعي نحو الطاقة الشمسية هو خيار استراتيجي لمواجهة واقع الطاقة السيء في سوريا، مع بذل جهود موازية لتحسين قطاع الكهرباء بشكل عام. تتطلب هذه المشاريع إمكانيات كبيرة ووقتاً، لكنها تمثل الأمل في تحقيق استقرار حقيقي وخدمة مستدامة للمواطنين في مختلف المجالات.
تابعونا على لينكيد إن Linked–in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: الجزيرة