سولارابيك–الإمارات العربية المتحدة–27 نوفمبر 2023: زخر معرض الويتيكس بنخبة من العاملين في قطاع الطاقة الشمسية ورواده. وسعدنا بلقاء الدكتور أمير الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة ” الشجرة للحلول المستدامة ” إذ تشرفنا بلقاء حصري خلال المعرض تحدث فيه المضيف عن بداياته في مجال الطاقة الشمسية ورؤيته للأعوام القادمة لهذا القطاع الحيوي، وبالأخص في الخليج العربي.
الطب والطاقة الشمسية
تفاجأنا عند استفسارنا عن الخلفية العلمية للدكتور الهاشمي بأنه طبيب خريج من جامعة ليفربول في بريطانيا، وبأنه مارس مهنة الطب قبل وظيفته الحالية كمدير تنفيذي لأحد أسرع شركات الطاقة المحلية نمواً في المنطقة، فما السر؟
- ما هو سبب شغفك الكبير بالطاقة الشمسية على الرغم من صعوبة وأهمية مهنتكم في الطب البشري؟
* الهاشمي:” لا شك بأن مهنة الطب من أنبل المهن في العالم، ولكن هنالك محدودية لعدد الأشخاص الذين يمكنني مساعدتهم؛ فأنا أستطيع معالجة مجموعة محدودة في وقت محدود، أما عبر تطوير سوق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط؛ فيمكنني مساعدة الأجيال المستقبلية. كما أنني من أسرة متعددة النشاطات في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والعقارية، ومن الطبيعي بالنسبة لي التشعب بالأعمال في التقنيات التي تثير شغفي مثل الطاقة الشمسية”.
وبهذا دخلنا في نقاشات عن أهمية الطاقة المتجددة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدول والتعامل مع أزمة التغير المناخي بشكل فعال وخلق فرص عمل جديدة للشباب العربي.
أستطيع معالجة مجموعة محدودة في وقت محدود، أما عبر تطوير سوق الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط فيمكنني مساعدة الأجيال المستقبلية.
الدكتور أمير الهاشمي
سوق الطاقة الشمسية في منطقة الخليج العربي
يقول د. الهاشمي: “إن مستقبل المنطقة العربية مرهون بنجاح التحول نحو الطاقات المتجددة وأهمها الطاقة الشمسية. تأتي أهمية الطاقة الشمسية من ارتفاع معدل الشدة حيث تتوفر بقوة وكثرة على مدار السنة وكما تتوافق ساعات ذروة إنتاجها مع ساعات ذروة الطلب على الطاقة في المنطقة العربية، وبذلك؛ فان الطاقة الشمسية أصبحت عملية، ومجدية اقتصادياً، وتعتبر من الوسائل النظيفة والمجدية لإنتاج الطاقة”.
كانتا الثقة والتفاؤل واضحتين على مُحيّا د. الهاشمي أثناء التحدث عن المستقبل المشرق للطاقة الشمسية في المنطقة، وبما أن مقر شركة ” الشجرة للحلول المستدامة ” في الكويت، سألته عن رؤيته بالنسبة لسوق الطاقة الشمسية في الكويت، حيث أجاب قائلاً:
“تأخر السوق الكويتي قليلاً عن نظرائه في منطقة الخليج العربي لعوامل عدة. لكنه بدأ بالانتقال السريع نحو دعم الطاقة الشمسية في القطاع الصناعي والتجاري والسكني على وجه الخصوص. وشهد الأسبوع الماضي قانوناً جديداً يقضي بالسماح لوزاوة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بشراء الطاقة الكهربائية من المولدين المستقلين للطاقة مما سيسمح للمطورين بالقيام بتطوير مشاريع الطاقة الشمسية بجوار أو على أسطح المباني وبيع الكهرباء وفق عقود شراء الطاقة”.
التواجد الإقليمي لشركة “ الشجرة للحلول المستدامة “
وبما أن هذا اللقاء كان الثاني مع الدكتور الهاشمي خلال الشهر الحالي، قلت متسائلًا: لا يسعني سوى الإطراء على النشاط الإقليمي لشركة ” الشجرة للحلول المستدامة “، فسألته: التقينا في الرياض منذ أسبوعين في معرض الطاقة الشمسية في الرياض ومن ثم نلتقي في معرض الطاقة الشمسية في دبي، وبحضور لافت لشركتكم دائماً، فما هي فلسفة الشركة؟
أجاب د. الهاشمي:” بالفعل، لقد شاركنا بجناح خاص بنا في معرض الطاقة الشمسية في الرياض وكذلك في دبي الآن وذلك لأن شركة ” الشجرة للحلول المستدامة ” تأسست كشركة ذات إرث محلي في الكويت، ونشاط إقليمي في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث ندعم الانتقال نحو الطاقة المتجددة في جميع دول الخليج العربي. كما أن لدينا مكاتب فرعية في مدن مثل الرياض ووسلطنة عمان وقطر، وهذا يستدعي اهتمامنا الدائم بالنشاطات الهادفة في المنطقة”.
“كما يسعدنا التواجد مع إدارة شركة AEPCO الكويتية حيث قمنا بتوقيع اتفاقية توريد مواد اساسية للمحطات. وسيتم توقيع اتفاقيات مشابه مع شركات متخصصة في القطاع في المنطقة لغرض التوسع في السوق ودعم سوق الطاقة الشمسية”.
“ومن جهة أخرى، نعمل على تشيد مصنع للألواح الشمسية في منطقة صحار في سلطنة عمان بقدرة إنتاجية سنوية 500 ميجاواط”.
وهنا بادرت بسؤال د. الهاشمي عن سبب اختيار عمان لهذا المصنع، وأجاب كالتالي:
“يعود سبب اختيارنا لسلطنة عمان بسبب الموقع الاستراتيجي لميناء صحار والذي يدعم تقوية خطوط التوريد ويسمح بالتصدير المباشر للنصف الغربي من الكرة الأرضية. كما أن التسهيلات الضريبية ستلعب دوراً كبيراً لضبط تكاليف الإنتاج والقدرة على منافسة المنتج المستورد عامة. كما أن الحكومات الخليجية تدعم المنتج الخليجي للمشاريع الحكومية بالذات وهذا ما سيمكننا من النجاح في المنطقة”.
الهدروجين في المنطقة العربية
التفتُ خلال حديثي مع الدكتور الهاشمي إلى تطرقه للتقنيات الأخرى مثل البطاريات الكبيرة لتخزين الطاقة، فسألته عن رؤيته عن الهدروجين، فأجاب:” بنظري فان الهدروجين الأخضر سيكون الوسيلة الأكثر فعالية لتوفير الحل الأفضل كوقود بيئي نظيف يستخدم بالتزامن مع انظمة الطاقة المتجددة لتوفير احتياج العالم من الطاقة النظيفة على غضون الساعة. كما أن المنطقة سيكون لديها سلسلة القيمة المتكاملة لتوليد والنقل وتخزين وتحويل الهدروجين الأخضر. كما نعلم جميعاً، سنحتاج لكمية كبيرة من الطاقة لتوليد الهدروجين، وهذا ما سيُعطي أهمية أكبر للطاقة الشمسية مع الوقت”.
نشكر الدكتور أمير الهاشمي لمشاركته الإيجابية وللمعلومات القيمة التي قدمها وهي تبعث بالتفاؤل بالنسبة لمستقبل الطاقة الشمسية، في منطقة الشرق الأوسط.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصدر: أجرى الحوار المهندس منيف بركات