سولارابيك – عدن، اليمن – 7 سبتمبر 2024: تعد الطاقة الشمسية طوق نجاة لليمن في أزمتها مع انقطاعات الكهرباء وضعف شبكتها، ولاسيما في ظل نقص إمدادات الوقود الأحفوري في بلد عانى طويلًا من تبعات الأوضاع غير المستقرة.
ومن هنا، برزت الحاجة إلى بدائل تغطي احتياجات اليمنيين من الكهرباء، ولا سيما في مرافقهم الحيوية كالمستشفيات والمدارس والمزارع وغيرها؛ فكان للطاقة الشمسية سبقٌ في هذا المجال، من خلال جهود عدد من المخلصين لليمن الذين عملوا على إيجاد هذه البدائل التي تحتاج البناء عليها ومواصلتها والتوسع بها.
شركة النصر سولار لحلول الطاقة واحدة من الشركات ذات الطليعة في اليمن، بالعمل على توفير بدائل خضراء للطاقة في البلاد، وهي الموزع المعتمد لشركة Jinko solar “جينكو سولار” العملاقة الصينية في صناعة الألواح الشمسية، ومكونات الطاقة المتجددة.
“سولارابيك”، التقت المدير التنفيذي لشركة النصر سولار لحلول الطاقة، ونائب رئيس لجنة الطاقة المتجددة في الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في الجمهورية اليمنية، المهندس شايف جار الله؛ للحديث عن حجم سوق الطاقة الشمسية في اليمن وتطورها، والجهود المبذولة في الوطن العربي لتحسين مستقبلها، والاعتماد عليها باعتبارها طريقًا بمسرب عريض نحو الاستدامة.
إلى جانب ذلك، تطرق الحوار مع المهندس شايف جار الله، الحاصل على جائزة أفضل شخصية مؤثرة في قطاع الطاقة المتجددة في اليمن للعام 2024، عن خطط شركة النصر سولار في التوسع بأسواق الطاقة الشمسية، سواء محليًا وإقليميًا، وغيرها من شؤون مجال الطاقة المتجددة.
إلى الحوار:
- كيف ترون سوق الطاقة الشمسية في اليمن؟
سوق الطاقة الشمسية في اليمن كبير مقارنة مع عدد من دول المنطقة، وهذا يعود إلى الأحداث التي شهدتها اليمن في السنوات العشر السابقة، وأدت إلى توقف محطات الكهرباء العاملة في اليمن، ومنها محطة مأرب الغازية؛ لذلك أصبحت الطاقة الشمسية والمتجددة في اليمن هي الحل الرئيسي، منذ العام 2015 إلى الآن.
يصل الاحتياج الكلي المتوقع للطاقة في اليمن إلى 10 جيجاواط ساعة، بحلول العام 2030، ويعد القطاع الزراعي والسكني ومشاريع المياه، أهم القطاعات المستفيدة من الطاقة الشمسية في اليمن. وتصل فيها القدرات إلى ما يصل 2 جيجاواط ساعة. كما دخلت حاليا الطاقة الشمسية لبقية القطاعات الأخرى، كالقطاع الصناعي والتجاري والخدمي والكهرباء والاتصالات والصحة والتعليم.
لعل أبرز مشاريع الطاقة الشمسية في اليمن هي محطة عدن بقدرة 120 ميجاواط، كذلك محطة الحسين في مدينة الحديدة، بقدرة 40 ميجاواط، ومحطة المخا، وجار الآن تنفيذ 200 ميجاواط في محافظة شبوة وحضرموت.
“قوانين ولوائح لتنظيم عمل الطاقة”
- ماذا عن التطور في مجال الطاقة المتجددة في اليمن وكيف يمكن التطوير أكثر؟
التطور الجديد الذي يحدث في مجال الطاقة المتجددة باليمن، هو دخول أنظمة تخزين الطاقة، وبطاريات الليثيوم، وقد شهد ذلك تسارعًا كبيرًا، منذ بداية العام 2024.
إن تطور مجال الطاقة المتجددة في اليمن يتطلب الكثير من الجهود، من قبل الدولة والقطاعين العام والخاص، عبر إصدار العديد من القوانين واللوائح التي تنظم عمل الطاقة، مع تعاون القطاع المصرفي، فيما يخص تمويل مشاريع الطاقة، وتعاون قطاع التعليم، بتدريب وتأهيل الكوادر الفنية.
كما لا ننسى أن هنالك جهودًا بذلت من قبل الدولة في مجال الإعفاءات الجمركية على مدخلات الطاقة الشمسية وملحقاتها. كذلك تم إنشاء لجنة الطاقة المتجددة بالاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية. كما فتحت عدد من الجامعات تخصصات للطاقة المتجددة، إلى جانب عدد من الجهود التي تبذل بهذا المجال.
مشروعات كبيرة
- تشهد المنطقة العربية اهتمامًا ملحوظًا بالطاقة المتجددة بجهود عدد من الدول.. كيف ترون مستقبل الطاقة المتجددة في العالم العربي؟
هناك تطور كبير وملحوظ، على مستوى أغلب الدول العربية في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما نشاهده بالإعلان عن تشغيل العديد من المشروعات الكبيرة. كما شاهدناه في الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وسلطنة عُمان، والمغرب.
كما أن هناك العديد من المشاريع، كما في اليمن ولبنان وبعض الدول التي تسعى إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية والوصول إلى طاقة نظيفة. كما أصبحت الطاقة المتجددة حاجة ملحة في عدد من الدول العربية، لتوفير الطاقة، بعد توقف مشروعات الطاقة التقليدية، (السولار والمازوت وغيرها)؛ نظرًا للأحداث التي تشهدها دول كاليمن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها.
أرى أن هناك مستقبلًا كبيرًا للطاقة المتجددة على مستوى الوطن العربي، من خلال العديد من المصانع كما هو موجود في تونس، والأردن، وقريبا سيكون هناك أكبر مصنع للألواح الشمسية في السعودية، بالتعاون مع شركة جينكو سولار؛ حيث سيكون أول مصنع لألواح جينكو سولار في الشرق الأوسط؛ مما سيسهم بشكل كبير، في دخول قطاع الطاقة الشمسية والمتجددة في الوطن العربي، وخاصة دول الخليج واليمن.
“تغطية اليمن بالكامل”
ما هي خطط شركة النصر بالتوسع في أسواق الطاقة الشمسية المحلية والعربية كذلك؟
لدينا في شركة النصر سولار، مشروعات كثيرة، وخططنا (في السابق) أن تكون مشروعاتنا على مستوى اليمن بالكامل؛ والآن نغطي كل محافظات الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب والشرق والغرب، من خلال جميع منتجاتنا، بالأخص منتجات جينكو سولار.
وصلت القدرات التي تم إدخالها من ألواح شركة جينكو سولار إلى اليمن، عبر شركة النصر سولار وموزعينها الذين يزيد عددهم عن 35، لأكثر من 600 ميجاواط، خلال الأربع سنوات الماضية، في كل محافظات الجمهورية اليمنية.
كما أن هناك توجهًا لإنشاء مشروعات، خارج اليمن، وبدأنا أول مشروع، بهذا الخصوص، في دولة جيبوتي، عبر إنشاء وتركيب منظومتين شمسيتين. تم تشغيلهما هذا الأسبوع. ولنا أهداف كبيرة للوصول لأكثر من دولة عربية، بإذن الله.
جائزة “جينكو سولار”
- كيف استطعتم الحصول على جائزة أكبر الموزعين في الشرق الأوسط لمنتجات جينكو سولار، مع بداية العام الحالي 2024؟
حصلنا في شركة النصر سولار على الجائزة؛ بسبب ما بذلناه من جهود لإدخال منتجات جينكو سولار إلى اليمن، حيث زادت مبيعاتها في البلاد بأكثر من 800%، مقارنة بالعام 2020 التي كانت 20 ميجاواط، ووصلت في 2023 لأكثر من 200 ميجاواط من الألواح الشمسية.
كانت شركة النصر أول شركة يمنية قامت بإدخال الألواح Topcon N-Type إلى اليمن في 2022، وأول شركة يمنية أدخلت بطاريات الليثيوم من شركة جينكو سولار في 2023، وأول من أدخل نظام تخزين الطاقة المتكامل بنظام الحاويات في 2023.
وجاءت الجائزة أيضًا لجهودنا بتزويد أكثر من 8 آلاف مضخة مياه زراعية ومشروع مياه، وجميعها تعمل بألواح جينكو سولار، وقمنا بتركيب وتزويد أكثر 75 محطة كهرباء تجاري، وتزويد أكبر محطة طاقة كهربائية في اليمن، (محطة عدن الكهربائية) بقدرة 120 ميجاواط، بألواح جينكو.
كما أننا في شركة النصر سولار نسعى حاليا إلى تجهيز أكبر مركز خدمة عملاء وتدريب في اليمن لتزويد عملائنا ومهندسيهم، بالخدمات الفنية كافة، والتدريب والتأهيل في مجال الطاقة المتجددة.
إقبال كبير
- كيف ترون الإقبال على منتجات شركة جينكو.. وكيف ترون مميزاتها؟
نعم، هناك إقبال كبير على منتجات شركة جينكو سولار، كألواح شمسية وأنظمة تخزين وبطاريات ليثيوم في اليمن؛ حيث أصبحت تمثل أكثر من 35% من منتجات الألواح الشمسية التي تدخل البلاد الآن، إلى جانب أنظمة تخزين الطاقة وبطاريات الليثيوم.
يأتي حصول منتجات شركة جينكو سولار على ما يزيد عن ثلث الحصة السوقية في اليمن؛ نظرًا لجودتها، وأسعارها المنافسة، ومناسبتها للمنطقة العربية، وخاصة فيما يتعلق بمعامل الحرارة الذي تتطلب أغلب مشاريع اليمن والمنطقة العربية وجود هذه التقنية.
حلول مستدامة
كيف يمكن للطاقة الشمسية تقديم الحلول في البلاد العربية التي تعاني انقطاعات مستمرة في الكهرباء؟
كما أسلفت سابقًا، حلّت الطاقة الشمسية مشاكل كثيرة بانقطاعات الكهرباء في اليمن، وكذلك في لبنان وسوريا والعراق وغيرها من الدول التي شهدت توقف العديد من محطات الكهرباء العاملة بالمازوت. ففي اليمن قدمت الطاقة الشمسية حلولا خاصة فيما يتعلق بالقطاع الزراعي ومشاريع المياه وتشغيل المستشفيات والاتصالات، بعد توقف المحطات الغازية والأخرى؛ فكانت المحطات الشمسية الملاذ الأول التي حلّت جزءًا كبيرًا من المشكلة، بعد أن كادت أن تنتهي المشاريع الزراعية التي يعتمد عليها مواطنو اليمن.
توقفت مئات الآلاف من المزارع. والآن، عادت إليها الحياة من جديد عبر الآبار التي تقارب 40 ألف بئر ومضخة تعمل بالطاقة الشمسية. كما أن الطاقة الشمسية في اليمن وغيرها من الدول، ساعدت بالتخفيف من الفقر وارتفاع الأسعار.
هنا في اليمن، انخفضت أسعار تكاليف الكهرباء بعد أن وصل سعر الكيلوواط إلى دولار واحد، والآن أصبح 40 سنتًا الآن. ومن المتوقّع في نهاية 2025 أن يصل إلى 20 سنتًا. كما تم تخفيض أسعار المياه والكهرباء، بعد دخول أنظمة الطاقة الشمسية لهذه المجالات.
كلمة أخيرة:
أشكركم على استضافتي في هذا الحوار عبر منصتكم، وعلى جهودكم المتواصلة في الدورات التدريبية والندوات العلمية التي استفاد منها الكثيرون من مهندسين وفنيين عاملين في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، كذلك أشكر الأخوة في قطاع التعليم من أساتذة الجامعات، وكل من له علاقة بالطاقة المتجددة.
كما أشكر شركاءنا في شركة جينكو سولار، وخاصة مكتبهم في دبي والقائمين عليه؛ لما يبذلونه من جهود بالدعم وتزويدنا بأحدث التقنيات، ولا أنسى شكر جميع المهندسين كذلك الموزعين وعملائنا والقطاع الفني الذين يقومون بنشر الطاقة المتجددة؛ لما لها من أثر كبير على المواطن العربي، والإسهام بتخفيض الأسعار عامة؛ لأن الطاقة المتجددة استثمار، وأيضًا تخفض من نفقات التشغيل في المنشآت الصناعية والتجارية.
وأدعو، أخيرًا، جميع الحكومات العربية إلى تسهيل عملية إدخال الطاقة المتجددة، وخاصة عبر التعرفات الجمركية والضرائب، بما يسهم في نشرها.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..