سولارابيك – بلجيكا – مارس 2022: وصلت سفينة «2.0 Mahi» ذاتية القيادة إلى جزيرة المارتينيك، بعد السفر لمسافة 8000 كم في أقل من ستة أشهر، حيث أصبحت أول سفينة ذاتية القيادة في العالم تعبر المحيط الأطلسي باستخدام الطاقة الشمسية فقط.
سفينة «ماهي – Mahi» ذاتية القيادة
مشروع «Mahi» هو مشروع يهدف لتطوير وبناء وإطلاق سفينة ذاتية القيادة تعمل بالطاقة الشمسية لعبور المحيط الأطلسي. حيث تقوم السفينة بجمع بيانات الغلاف الجوي وبيانات المحيطات أثناء عبورها المحيط من أوروبا إلى منطقة البحر الكاريبي، ثم يتم إرسالها عبر اتصال القمر الصناعي إلى موقع المشروع على الإنترنت، وتمت تسمية سفينة «Mahi» على اسم سمكة مفترسة موجودة في المياه المعتدلة والاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم.
قام بتطويرها أربعة مهندسين من لوفين، بلجيكا، وهي عبارة عن قارب ذاتي القيادة وذاتي الملاحة، أحادي الهيكل بقياسات 4 × 1.2 × 0.5 متر، مكون من مواد مركبة وتم تصميمه بشكل خاص ليكون انسيابياً وقوياً وخفيف الوزن، وتم تغطية سطحه بالكامل بالخلايا الشمسية، حيث تعمل سفينة «Mahi» على الطاقة الشمسية والبطارية، وهي مجهزة بمجموعة من مستشعرات البيانات والكاميرات، وبذلك يمكنها جمع جميع تفاصيل الرحلة المرتقبة ونقلها.
أهمية مشروع سفينة «Mahi»
تنبع أهمية مشروع سفينة «Mahi» من المخاوف الحقيقية بشأن ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب الاحتباس الحراري، إلى جانب تطور مشكلة تراكم مساحات شاسعة من النفايات البلاستيكية في المحيطات، حيث يوفر المشروع إمكانيات هائلة في التقاط وتتبع البيانات وإيصال المعلومات، في إطار الجهود المبذولة لعكس هذه الاتجاهات الخطيرة غير المرغوب فيها.
وفي تطبيق أكثر إثارة للإعجاب، يمكن أن يساعد ابتكار سفينة مثل «Mahi» في مزارع العنفات الريحية التي يصعب الوصول إليها أو المناطق ذات نظام بيئي حساس، التي تتطلب فترات منتظمة من المراقبة وجمع البيانات.
يتلقى المشروع الدعم من شركة «داتيلون – Datylon»، وتعمل الشركة على مساعدة المشروع لتتبع عملية تجميع البيانات، وتقديم تصورات حقيقية حول مجموعة من مقاييس الغلاف الجوي وعلوم المحيطات، حيث تم تطوير لوحة قيادة عبر الإنترنت للتمكن من متابعة رحلة السفينة.
رحلة سفينة «ماهي – Mahi»
انطلقت سفينة «Mahi 1» رحلتها في مايو 2019، حيث تم التخطيط للطريق المتوقع من أوروبا إلى منطقة البحر الكاريبي التي تقع على بعد 6800 كيلومتر من نقطة البداية،تم إيقاف هذه الرحلة الاستكشافية بعد فترة قصيرة من مغادرة السفينة من فرنسا، بسبب الظروف الجوية الصعبة، حيث واجهت «Mahi 1» عاصفة شديدة مما تسبب في انقلابها، وكان لا بد من إيقاف الرحلة بعد قطع مسافة 370 كم.
بعد أشهر من الاختبارات والتحسينات، أطلق مشروع «Mahi» محاولته الثانية لعبور المحيطات في سبتمبر 2021، حيث غامرت «Mahi 2.0» بالدخول إلى معبر الأطلسي، بعد أن أجرى الفريق اختبارات وتجارب كاملة، وتم تحسين التصميم لزيادة الاستقرار والمتانة استعداداً للإطلاق الجديد، بالإضافة إلى تحديث السفينة بميزات جديدة تمنعها من الغرق وتضمن بقاءها في المسار الصحيح.
واصلت السفينة رحلتها بشكل مستقل حتى النهاية أثناء انقطاع الاتصال عبر الأقمار الصناعية، حيث كان من المستحيل تعقبها، ووصلت إلى شاطئ جزيرة المارتينيك بعد السفر لمسافة 8000 كم في أقل من ستة أشهر.
تعد هذه الرحلة الرائعة الأولى من نوعها في العالم، ويعتبر نجاح الرحلة والبيانات المنتجة مؤشراً لقدرة الفريق الهندسي على إجراء مزيد من الدراسات، والتحقق من فعالية التطبيقات العديدة المتاحة باستخدام السفن الآلية، وأصبح هذا المشروع رائداً لابتكاره طريقة جديدة تماماً لجمع بيانات المحيطات، وخلق فرص لا تصدق للتطبيقات التجارية.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: Datylon