تشكل الشركات قوة دافعة للاقتصاد العالمي فهي تمتلك القدرة على تغيير العالم. ومع اقترابنا من منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، تبرز مبادرة “المضي قدماً بشكل أسرع” كدعوة ملحة للشركات للارتقاء بمستويات طموحاتها وتحفيزها على اتخاذ إجراءات ملموسة في خمسة مجالات حيوية: أجور المعيشة، والمساواة بين الجنسين، والعمل المناخي، والمياه، والتمويل المستدام.
يسلط هذا المقال الضوء على مبادرة المضي قدماً بشكل أسرع Forward Faster وأهدافها:
مبادرة المضي قدماً بشكل أسرع “Forward Faster”
أطلق الميثاق العالمي الأمم المتحدة مبادرة “المضي قدماً بشكل أسرع” في 18 أيلول\سبتمبر 2023، والتي كانت بمنزلة دعوة عالمية للعمل موجهة للشركات؛ لتسريع التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر الواردة في أجندة الأمم المتحدة لعام 2030 وتحديد أهداف طموحة وقابلة للقياس في خمسة مجالات عمل رئيسية: العمل المناخي والمساواة بين الجنسين والأجر المعيشي ومرونة المياه والتمويل والاستثمار.
وقد صُمّمت هذه المبادرة لتكون مرجعًا للشركات، وتزودها بأفضل الممارسات والموارد والأدوات التشغيلية المفيدة لتنفيذ إستراتيجية أعمال مستدامة
أهداف مبادرة Forward Faster
تهدف المبادرة إلى تعزيز المساءلة والشفافية في عالم الأعمال من خلال دعوة الشركات للإفصاح علناً عن التزاماتها. فبدلاً من أن تبقى الجهود خلف الأبواب المغلقة، سيتم تسليط الضوء على الإجراءات التي ستتخذها هذه الشركات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولإضفاء طابع رسمي على هذه الالتزامات، سيتعين على الشركات التي تنضم إلى هذه المبادرة تقديم تقرير سنوي يوضح التقدم المحقق للأمم المتحدة. كما تهدف المبادرة إلى توجيه الشركات نحو الأماكن التي يمكنها فيها إحداث أكبر وأسرع تأثير قبل حلول عام 2030.
ومن الجدير بالذكر أنه في الوقت الحالي انضمت 1488 شركة عالمية إلى هذه المبادرة؛ إذ ستلتزم هذه الشركات بتحقيق هدف واحد على الأقل في المجالات الحيوية الخمسة آنفة الذكر.
مجالات المبادرة
المساواة بين الجنسين
إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نحتاج إلى أكثر من 169 عامًا لتحقيق المساواة بين الجنسين في التمكين الاقتصادي ومشاركة المرأة. ولكن هناك فرصة حقيقية للتغيير! من خلال اتخاذ خطوات جادة نحو المساواة بين الجنسين، يمكن للشركات تعزيز أدائها واكتساب ميزة تنافسية ملحوظة. إن تواجد النساء كقادة وموظفات في المؤسسات يعود عليها بفوائد عديدة، بالإضافة إلى أن فرص المؤسسات في تحقيق نتائج تجارية محسنة ستزداد بنسبة 20% عندما تكون غرف الاجتماعات متوازنة بين الجنسين.
العمل المناخي
لا بد من خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2030 وذلك بغية المساهمة في الحد من الاحتباس الحراري العالمي، والوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050؛ إذ يسهم ذلك بتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية من خلال تقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات. كما ستساعد تلك الإجراءات الشركات على ضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب في التحول نحو اقتصاد مستدام بيئياً.
الأجور المعيشية
أظهرت إحصائيات حديثة أن حوالي أكثر من مليار عامل حول العالم، أي ثلث القوى العاملة، يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتحقيق مستوى معيشي لائق. لكن هناك فرصة حقيقية لتحسين هذا الوضع من خلال دفع الأجور المعيشية.
فعندما تستثمر الشركات في أجور عادلة، فإنها لا تعزز فقط رفاهية الموظفين، بل تحقق أيضًا فوائد ملموسة للشركة؛ إذ ستتحسن علاقات الشركات مع سلسلة التوريد؛ مما يعزز الأداء والمرونة والشفافية. كما أن هذه الخطوة تساهم في معالجة قضايا الفقر وتقليل الفجوات الاجتماعية.
المياه
تعد أزمة المياه العالمية واحدة من أكثر التحديات إلحاحاً في القرن الحادي والعشرين، ووفقاً لإحصائيات حديثة، فإن أكثر من ملياري شخص حول العالم يواجهون أزمة حقيقية في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب. ومن المتوقع أن تتفاقم الفجوة بين المياه المتوفرة والطلب عليها لتصل إلى 40% بحلول عام 2030. ولكن، هناك فرصة حقيقية للتغيير من خلال اتخاذ إجراءات طموحة في هذا المجال.
فمن خلال الاستثمار في حلول المياه المستدامة، يمكن تقليل المخاطر التجارية التي قد تنجم عن تحديات المياه، سواء في العمليات اليومية أو سلسلة التوريد.
التمويل والاستثمار
من المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيكون العالم بحاجة إلى استثمارات تتراوح قيمتها بين 3 و5 تريليون دولار سنويًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ولكن هذا التحدي يحمل في طياته فرصًا كبيرة يمكن أن تعزز أداء الشركات وتفتح أمامها آفاقًا جديدة.
فمن خلال اتخاذ خطوات فعالة في هذا الاتجاه، يمكن جذب المستثمرين وفتح مجالات جديدة للاستثمار. بالإضافة إلى الحفاظ على الأداء المالي المستدام على المدى الطويل، علاوة على ذلك، ستتمكن الشركات من تحديد المخاطر المرتبطة بالعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة، والعمل على تقليلها بفعالية.
شركة JA Solar: قوة جديدة تدعم مبادرة المضي قدماً بشكل أسرع
انضمت شركة JA solar الرائدة عالمياً في تصنيع رقائق السيليكون والخلايا الشمسية والألواح الكهروضوئية ومحطات الطاقة الكهروضوئية رسمياً إلى مبادرة المضي قدماً بشكل أسرع في مارس العام الحالي.
ويمثل انضمام JA Solar إلى مبادرة “المضي قدماً بشكل أسرع” خطوة نوعية نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة. ومن خلال التزامها الراسخ بتعزيز المساواة بين الجنسين، ومكافحة تغير المناخ، وضمان الأجور المعيشية، تبرز JA Solar كقائد في مجال الطاقة المتجددة، ملتزمةً ببناء عالم أفضل للأجيال القادمة. كما أن مساهمتها في هذه المبادرة ستلهم حتماً العديد من الشركات الأخرى للانضمام؛ مما سيسهم بدوره في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي الذي نحتاجه جميعاً.
جهود JA Solar لتمكين المرأة
أعلنت شركة JA Solar التزامها بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء في مكان العمل من خلال وضع أهداف واضحة واتخاذ خطوات فعّالة لتحقيق التوازن بين الجنسين والمساواة في الأجور. كما أفصحت الشركة أن إزالة الحواجز التي تعيق انضمام المرأة إلى القوى العاملة هي خطوة أساسية نحو بناء بيئة عمل نابضة بالحياة؛ حيث يسود الاحترام المتبادل ويُعزز تمكين جميع الموظفين.
جهود JA Solar في طريقها لتحقيق الحياد الكربوني
فيما يتعلق بالعمل المناخي، فقد أعلنت JA solar عن أهدافها بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 42% بحلول عام 2030 (في النطاقات 1و2.) بالإضافة إلى سعيها للوصول إلى انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 (في النطاقات 1 و2 و3).
تعبر انبعاثات النطاق 1 عن الانبعاثات المباشرة التي تسببها الشركة من خلال تشغيل الأجهزة التي تتحكم فيها الشركة أو تمتلكها كأجهزة الحاسوب أو تشغيل الآلات لتصنيع المنتجات وغيرها. أما عن انبعاثات النطاق 2 فهي تعبر عن الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن إنتاج الطاقة التي تشتريها الشركة. في حين أن انبعاثات النطاق 3 تعبر عن الانبعاثات غير المباشرة ولكنها تختلف عن النطاق 2؛ لأنها تغطي تلك التي ينتجها العملاء باستخدام منتجات الشركة، أو تلك التي ينتجها الموردون الذين يصنعون المنتجات التي تستخدمها الشركة.
كما تسعى الشركة جاهدة إلى تحقيق تحول جذري نحو إزالة الكربون؛ إذ ستعتمد أيضًا ممارسات التنمية المستدامة التي تحترم الحقوق والمبادئ الأساسية، لضمان أن تكون جهودها في التخفيف والتكيف وسيلة لتعزيز العدالة المناخية، وليس لتفاقم أوجه عدم المساواة.
خطوات JA Solar نحو مستقبل عمل أكثر عدلاً
أعلنت شركة JA solar التزامها بتعزيز ضمانات الأجور المعيشية من خلال شراكات قوية في الصناعة والتعاون الفعّال مع جميع أصحاب المصلحة. بالإضافة إلى أنها ستعمل على دفع عجلة التقدم في سلسلة القيمة عبر ممارسات شراء مسؤولة وأطر وطنية ملائمة؛ مما يسهم ببناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للجميع.
تؤكد JA Solar، بصفتها رائدة عالمية في مجال الطاقة الشمسية، ريادتها مرة أخرى من خلال انضمامها إلى مبادرة المضي قدماً بشكل أسرع؛ فالتزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتبني ممارسات عمل مستدامة، يجعلها نموذجاً يحتذى به في القطاع. وإن رؤية الشركة الواضحة والتزامها الراسخ بالقيم المستدامة سيسهمان بدفع عجلة التغيير نحو عالم أكثر عدلاً وازدهاراً واستدامة.
المصدر: Forward faster
