جدول المحتويات
مقدمة
تعتبر غازات «ثاني أوكسيد الكربون – CO2» و«الميثان – CH₄» و«أوكسيد النيتروز – N₂O» من أهم الغازات التي تتسبب في تغير المناخ، إضافة إلى «الغازات المفلورة – Fluorinated gases» والتي تبقى في الغلاف الجوي لآلاف السنين وتلتقط الحرارة وتحبسها في الغلاف الجوي، الأمر الذي يزيد من درجة حرارة الأرض كما أن زيادة هذه الانبعاثات يسرّع التغيرات المناخية ويؤثر على البيئة بشكل واضح، بما في ذلك تقلص الجليد، وحدوث الجفاف، وتكرار حالات الحرائق والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر. والآثار التي توقعها العلماء قبل مدة طويلة تحدث الآن بوضوح، وربما بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً.
تتعد مصادر إنتاج غازات الدفيئة، لكن هل سمعت من قبل أن لها تصنيفات؟ وكم فئة لهذه التصنيفات؟ وما الفرق بين هذه التصنيفات، سنجيب عن هذه الأسئلة في هذا المقال.
ما الفرق بين انبعاثات الغازات الدفيئة بفئاتها الثلاث ؟
يهدف تقسيم الانبعاثات إلى ثلاث مجموعات في المساعدة على قياس التقدم المحرز في عمليات تخفيض الانبعاث اللازمة، بالإضافة إلى حث الدول على الإلتزام باتفاقية باريس التي تهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة. كما تطمح الى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي عند مستوى يسمح للنظام البيئي بأن يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ وبالتالي حماية الإنسان من خطر قد يصل إلى نقص الغذاء والماء، والسماح بالمضي قدماً في إيجاد وخلق سبل للتنمية الاقتصادية على النحو المستدام.
الفئة الأولى: الانبعاثات المباشرة
تُطلق على الفئة الأولى من انبعاثات الغازات الدفيئة بالانبعاثات المباشرة، أو الانبعاثات المباشرة من مصادر الشركة، وتشير إلى الانبعاثات التي تنتجها الشركة نتيجة تشغيل المعدات الرئيسية التي تمتلكها أو تتحكم فيها، يشمل ذلك تشغيل المعدات والآلات المستخدمة في عمليات التصنيع، وتشغيل مصانع إنتاج المركبات، واستخدام الوقود لتدفئة المباني، وتشغيل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى. هذه الانبعاثات تعد جزءاً مباشراً من نشاطات المنشأة وتؤثر على كمية الانبعاثات الكلية التي تساهم في تغير المناخ.
الفئة الثانية: الانبعاثات غير المباشرة
تُطلق على الفئة الثانية من انبعاثات الغازات الدفيئة بالانبعاثات غير المباشرة، أو الانبعاثات غير المباشرة للطاقة المشتراة للتشغيل (الكهرباء والتدفئة والتبريد)، وتسير إلى الانبعاثات التي تنتج عن إنتاج الطاقة التي تشتريها المؤسسة أو المنشأة، يشمل ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بتوليد الكهرباء والحرارة التي تستخدمها المؤسسة والتي تنتج بواسطة مصادر خارجية مثل محطات توليد الكهرباء، فعلى سبيل المثال تقلل تركيب المنشأة للألواح الشمسية، بغرض توليد الطاقة الكهربائية، بدلاً من استخدام الكهرباء التي تنتج باستخدام الوقود الأحفوري، من انبعاثات الفئة الثانية للشركة.
الفئة الثالثة: الانبعاثات الصناعية غير المباشرة
تُطلق على الفئة الثالثة من انبعاثات الغازات الدفيئة بالانبعاثات غير المباشرة أيضاً، – بمعنى تلك التي لا تنتجها الشركة نفسها – ولكنها تختلف عن الفئة الثانية لأنها تغطي تلك التي ينتجها العملاء باستخدام منتجات الشركة أو تلك التي ينتجها الموردون الذين يصنعون المنتجات التي تستخدمها الشركة، .دائماً ما تكون انبعاثات الفئة الثالثة هي الأكبر، وغالباً ما تمثل أكثر من 70٪ من البصمة الكربونية للأعمال المختلفة. يمكن للشركات عادةً قياس انبعاثات الفئات الأولى والثانية بسهولة، ويمكنها التحكم فيها من خلال اتخاذ خطوات مثل التحول إلى الطاقة المتجددة أو المركبات الكهربائية. لكن انبعاثات الفئة الثالثة تخضع لسيطرة الموردين أو العملاء، لذا فهذه الفئة تتأثر بالقرارات المتخذة خارج الشركة. وهذا يعني أن قياس انبعاثات الفئة 3 يتضمن تتبع الأنشطة عبر نموذج الأعمال بأكمله – أو سلسلة القيمة – من الموردين إلى المستخدمين النهائيين، وهذه الفئة من الانبعاثات تغطي كل شيء بدءاً من البضائع والمواد الخام المشتراة، وسفر العمل وتنقل الموظفين، والنفايات التشغيلية.
تعد الفئة الثالثة من انبعاثات الغازات الدفيئة، الأكثر تعقيداً من الفئات الأولى والثانية، نظراً لمدى اتساعها وكيفية اختلافها على نطاق واسع، غالباً ما تكون انبعاثات الفئة 3 صعبة التحديد والقياس، مما يقلل من احتمال إدراجها في قوائم جرد غازات الدفيئة في العديد من المنظمات.
كيف يمكن التحكم بالفئة الثالثة من انبعاثات الغازات الدفيئة؟
يصعب التحكم بالفئة الثالثة من انبعاثات الغازات الدفيئة، لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن السيطرة عليها، إذ قالت «وكالة حماية البيئة الأمريكية -EPA»، في حين أن انبعاثات الفئة الثالثة خارج نطاق السيطرة المباشرة للمؤسسة، لا يزال من الممكن القيام بشيء حيالها، إذ تكون المنظمة أو المنشأة قادرة على التأثير على مورديها أو اختيار البائعين الذين تتعاقد معهم بناءً على ممارساتهم.
رغم تعقيد خفض انبعاثات الفئة الثالثة، هناك زيادة في عدد الشركات التي تلتزم بتحقيق ذلك، إذ يُشار إلى أن حوالي 240 شركة قد سجلت في مبادرة «أهداف مبنية على العلم- Science Based Targets initiative»، وهي منظمة مستقلة تعزز العمل المناخي في القطاع الخاص، إذ أعربت نسبة 94٪ من هذه الشركات، عن نيتها لتخفيض الانبعاثات المرتبطة بعملائها ومورديها، كما تبرز شركة شنايدر إلكتريك، من بين الشركات التي تتبنى خططاً طموحة لإزالة الكربون من سلسلة القيمة الخاصة بها.
تتعدد أساليب تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة بمختلف فئاتها، على سبيل المثال، أثناء شراء المنتجات والخدمات ، يجوز لصاحب العمل التواصل مع مورديه والتعاون لمعرفة ما يمكنهم فعله للمساهمة في تخفيض انبعاثات الفئة الثالثة، كما يجب مراقبة تقدم الشركة نحو أهدافها في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة في كل عام.
بدأت عشرات المدن والشركات والمؤسسات حول العالم بالعمل على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ما يخفف من آثار التغير المناخي الذي يهدد العالم بأكمله، فيما تعكف السلطات الأوروبية على إعداد تشريعات بهذا الشأن، لتصبح أول قارة تتحول للحياد الكربوني.
ويمكن تحقيق ذلك بسبل متعددة مثل استخدام السيارات النظيفة، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر والمشاريع الصديقة للبيئة، بعيداً عن التصنيع كثيف الإصدار للانبعاثات، وكذلك التحوّل إلى مصادر الكهرباء الأكثر خضرة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، والتوسع في مبادرات التشجير.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوماً مشمساً!
المصدر: «بروتوكول غازات الاحتباس الحراري -Greenhouse Gas Protocol» شركة «ديسو -DESIO»