مقدمة
أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن الصين أخذت الحصة الأكبر من سوق المركبات الكهربائية، سواء فيما يتعلق بالتصنيع أو المبيعات. ويُقصد هنا أن الصين تسيطر على هذا السوق بشكل كبير على الصعيدين الوطني والدولي.
وفيما يتعلق بالسوق الأردني، لاحظنا ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعات السيارات الكهربائية مؤخراً، مع تنوع وتوسع في العلامات التجارية، ولا سيما العلامات التجارية الصينية. وقد شكلت السيارات الكهربائية الصينية نسبة وصلت إلى 80% من إجمالي السيارات الكهربائية المستوردة إلى الأردن هذا العام.
وعلى الرغم من زيادة أعداد هذه السيارات في الأردن، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات معينة، وخاصة فيما يتعلق بعملية الشحن. يعود ذلك إلى ضرورة توفير البنية التحتية ونقاط الشحن الكافية، مما سيساهم في تعزيز انتشارها وزيادة اعتماد المستهلكين عليها.
سنسلط الضوء في هذا المقال على إحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه السيارات الكهربائية الصينية في الأردن ونوضح أسبابها.
1. اختلاف مداخل الشحن للسيارات الكهربائية
تختلف مداخل شحن السيارات الكهربائية وفقاً للشركة المصنعة، وأحياناً لبلد المنشأ حتى أن الشركة نفسها قد تصنع عدة طرازات كهربائية بمداخل شحن مختلفة، وهذا جعل من الصعب توفير نقطة شحن خاصة لكل سيارة في نفس محطة الشحن في الأماكن العامة.
حتى ان توفرت نقطة شحن للسيارة في مكان ما فإنها قد لا تتوفر في مكان آخر فيضطر صاحب السيارة لقطع مسافة إضافية للوصول إلى نقطة الشحن المطلوبة.
فيما يلي صورة توضح اختلاف مداخل شحن السيارات الكهربائية والمعتمدة لكل منطقة أو بلد.
يعد هذا العامل هو العقبة الرئيسية التي واجهت أصحاب السيارات الكهربائية في البداية في الأردن، إذ كانت السيارات اليابانية والألمانية مثل سيارة «نيسان ليف – Nissan Leaf» و سيارة «بي أم دبليو اي3 – BMW i3» وسيارة «إي جولف – eGolf» وسيارة «مرسيدس بس كلاس – Mercedes B class» وغيرها هي الأكثر شيوعاً في الأردن، وبالتالي كانت نقاط الشحن العامة تتوافق مع تلك السيارات فقط وذلك إذا في حال توفر مدخل خاص للشحن السريع في هذه السيارات. وكان أصحاب السيارات الصينية مضطرين لشحن سياراتهم في المنازل أو باستخدام شواحن المستوى الأول والثاني.
2. كيف تم حل هذه المشكلة؟
تم حل هذه المشكلة على الصعيدين المحلي والعالمي، ففي الأردن تم تقديم تطبيقات للهواتف الذكية تسمح لمالكي السيارات الكهربائية بالعثور على نقاط الشحن الخاصة والقريبة من مكان تواجدهم والتواصل مع أصحابها للحصول على المساعدة عند الحاجة سواء مجاناً أو بمقابل مادي. وهذا يساهم في تسهيل عملية الشحن وتعزيز استخدام السيارات الكهربائية.
أما على المستوى العالمي، فقد تم تطوير كوابل تحويل أو «محولات كهربائية – Adapter » تتيح للمستخدمين شحن سياراتهم من نقاط الشحن السريع في الأماكن العامة، على الرغم من اختلاف مدخل النقطة عن مداخل الشحن في السيارات. فقد أصبح بإمكان صاحب السيارة الصينية أو أي سيارة كهربائية لا يتناسب مدخل الشحن الخاص بها مع قابس نقطة الشحن العامة اقتناء هذا المحول على الرغم من ارتفاع سعره والشحن من خلاله. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟
3. حادث تعطل شاحن السيارات الكهربائية ومنع السيارات الصينية من الشحن!
يعتبر عامل توفر نقاط الشحن في الأماكن العامة وعلى الطرق السريعة من أهم العوامل التي تؤثر على قرار شراء السيارات الكهربائية، وفي الحديث عن الأردن فيمكن أن يشكل توفر نقاط الشحن تحدياً أمام السائقين في حال الرحلات الطويلة مثل التنقل من المناطق الشمالية أو الوسطى إلى الجنوب أو منطقة البحر الميت أو العكس. وعلى الرغم من توفر عدد قليل من هذه النقاط على الطرق الواصل بين هذه المناطق، إلا أن هذه المشكلة أصبحت أكثر إلحاحاً وتحدياً لأصحاب السيارات الصينية بعد حادث تعطل نقطة شحن على الطريق الصحراوي الواصل بين هذه المناطق عند استخدامه من قبل مالك سيارة «سامسونج – Samsung».
هذا الحادث أدى إلى إصدار قرار مؤقت من قبل مجموعة المناصير – والتي تدير أغلب نقاط الشحن العامة في الأردن – بمنع شحن السيارات الكهربائية الصينية والكورية من محطاتها. وعلى الرغم من عدم تورط السيارات الصينية في هذا الحادث، إلا أن القرار شملها أيضاً.
لكن هذا القرار لم يستمر طويلاً، وتبعه قرار بالموافقة على شحن السيارات باستخدام محول معتمد وموجود في محطات المناصير نفسها، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث. وربما كان السبب في هذا التغيير هو زيادة أعداد السيارات الصينية بشكل كبير مؤخراً وبسبب إلحاح أصحاب السيارات الصنية والكورية وطلب إلغاء هذا القرار، مما دفع المناصير إلى التراجع عنه.
4. هل لا زال يواجه أصحاب السيارات الكهربائية الصينية بعض المشاكل؟
في الحقيقة نعم، فبعض سيارات العلامات التجارية العالمية التي تمت صناعتها في الصين تصنف على أنها سيارات كهربائية صينية مثل سيارة «اي دي 4 – ID4 » من العلامة التجارية الألمانية «فولكس فاجن – Volks Wagen». تم بيع أعداد هائلة من هذه السيارات في الأردن ولاقت رواجاً ونجاحاً عالياً بعد التجربة، لكن أصحابها واجهوا بعض المشاكل بعد اقتنائها.
نتعرف في المقال القادم أكثر عن هذه المشكلة وأهم الصعوبات التي واجهها أصحاب هذه الفئات من السيارات.
أخيراً، إن السيارات الكهربائية وخصوصاً الصينية شكلت نسبة كبيرة من سوق السيارات الكهربائية في الأردن كما فعلت في الصين والدول الأخرى، على الرغم من المشاكل والصعوبات التي واجهت أصحاب هذه السيارات إلا أنها في تتصدر قائمة المبيعات.
تمتلك هذه السيارات مواصفات عالية تلبي احتياج المواطن الأردني على وجه التحديد، والذي عانى من ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر. كما أنها لم تكن وسيلة نقل له فحسب بل إن الكثير من الأشخاص قاموا باقتنائها بهدف تشغيلها ضمن تطبيقات التوصيل نظراً لانخفاض تكاليفها التشغيلية وقلة الحاجة لصيانتها بالإضافة إلى إصدار سيارات يتعدى مداها الـ250 كلم وهذا كافي لتشغيلها لفترات طويلة دون الحاجة لشحنها مرة أخرى.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن المركبات الكهربائية …
Image source: EV Expert