جدول المحتويات
مقدمة
تحدثنا في مقال سابق عن المكانة التي تحتلها الصين في سوق المركبات الكهربائية، وعن زيادة مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في الأردن تحديداً، وكيف واجه أصحاب هذه السيارات العديد من المشاكل التي تخلق جدلاً واسعاً بين الحين والآخر وتثير الذعر لدى أصحابها.
سنناقش في هذا المقال مشكلة أخرى يواجهها أصحاب السيارات الكهربائية، لكن تحديداً سيارة «اي دي 4 – ID.4» والتابعة للعلامة التجارية الألمانية الشهيرة «فوكس فاجن – Volkswagen».
سيارة «ID.4»
تنتمي سيارة الـ«ID.4» لعائلة «ID» والتي تتكون من عدة طرازات قامت الشركة الأم بإطلاقها ولا زالت تطلق المزيد منها.
أطلقت الشركة السيارة الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات لأول مرة في سبتمبر 2022 وقالت أن إنتاج هذه السيارة سيبدأ في مصنعها في ألمانيا ثم في أمريكا.
وكانت الشركة قد أنتجت عدة طرازات من نفس السيارة مثل «ID.4 crozz» و«ID.4 X» و«ID.4 X Pure» وغيرها، وجميع هذه السيارات مصممة وفقاً لقالب «MEB» الذي خصصته «Volkswagen» لصناعة السيارات الكهربائية فقط.
كما أعلنت الشركة في أكتوبر 2020 كذلك أنها ستبدأ بإنتاج طرازين من سيارة «ID.4» في الصين، مع شركائها هناك.
إذاً هل السيارة صينية أم ألمانية؟
إجابة هذا السؤال يحتاج توضيح بسيط، كما ذكرنا سابقاً فإن الشركة قررت إنتاج السيارة لثلاث فئات، الفئة الأولى التي يتم إنتاجها في ألمانيا وهي موجهّة للسوق الأوروبي، أما التي يتم تصنيعها في أمريكا فهي موجهة للسوق الأمريكي، وتختلف هاتين الفئتين عن الفئة الثالثة بالمواصفات والإضافات، بالإضافة إلى سعرها الأعلى نظراً لعدة اختلافات من ضمنها المواد المصنوعة منها والسوق الموجهة له السيارة.
والفئة الثالثة والأخيرة وهي التي سنتحدث عنها في هذا المقال، وهي التي تتم صناعتها في الصين وموجهة للسوق الصيني، وبهذا تغطي الشركة أهم وأكبر ثلاثة أسواق للمركبات الكهربائية في العالم.
وللتفصيل أكثر عن السيارة التي تتم صناعتها في الصين، فقد قامت «Volkswagen» بالتعاون مع شركائها بالصين مثل «Volkswagen Group China» وشركة «فاو – FAW» وشركة «سايك – SAIC»، لتقوم كلاً من الشركتين الأخيرتين بصناعة طرازين من سيارة «ID.4» داخل مصانعها في الصين وذلك ضمن اتفاق يطلق عليه «مشروع مشترك – Joint Venture».
بالتالي، فإن هذه السيارة هي سيارة تابعة للعلامة التجارية «Volkswagen» دون شك وتتبع لمعاييرها وقالبها الخاص، لكن تتم صناعتها في الصين، ومواصفات وسعر ومزايا هذه السيارات تتناسب مع متطلبات السوق في الصين.
لماذا يتم بيع أعداد كبيرة بالوطن العربي؟
خصصت الشركة الأم عدداً معين من إنتاج السيارة في الصين، وهناك روايتين حول مبيعاتها في تلك المنطقة، الأولى يقول البعض أن نسبة مبيعات «ID» كانت أقل مما كانت تتوقع، فبعد أن تم إنتاج كميات أكبر من تلك التي تم بيعها في الصين، قام التجار هناك بحل هذه الفجوة من خلال تصدير هذه السيارة إلى الدول العربية. يقول البعض الآخر أن السيارة لاقت رواجاً كبيراً وحظيت بنسبة مبيعات كبيرة، أما المستعمل منه فقد تم تصديره للشرق الأوسط.
وللتوضيح فإن انخفاض نسبة مبيعات الـ«ID.4» بالصين بالتأكيد ليس بسبب مواصفاتها إنما هو بسبب معتقدات خاصة لدى الشعب الصيني قلل من اقبالهم عليها.
في المقابل لاقت سيارة «ID.4» رواجاً وقبولاً كبيراً في الأردن والإمارات ومصر، وتندرج السيارة ضمن السيارات الصينية والتي شكلت 80% من مبيعات السيارات الكهربائية في الأردن في بداية عام 2023.
عدا عن أن السيارة أثبتت كفاءتها فقد كان سعرها منافساً مقارنة بتلك التي تصنع في مصانع ألمانيا وأمريكا، وبالطبع فقد فضلها المواطن العربي.
لكن أصحاب السيارات واجهوا العديد من المشاكل، فمثلاً وكالة «Volkswagen» في الإمارات أوقفت استيراد سيارة الـ«ID.4» المخصصة للسوق الصيني وذلك بعد بيع عدد لا بأس فيه بالإمارات.
وكان هذا القرار وشيكاً بالنسبة للأردن ومصر، وحتى لو لم يتم إقراره فإن الوكيل الرسمي للشركة في الدول العربية ينفي مسؤولية عن السيارة.
ما هي المشاكل التقنية التي واجهها أصحاب سيارة الـ«ID» بكل نسخها وطرازاتها؟
قام فريق سولارابيك بالتواصل مع العديد من أصحاب سيارات الـ«ID» في الأردن وسؤالهم عن أبرز المشاكل التي يواجهونها، وبدورنا قمنا بالتواصل مع السيد محمد هشام بيضون من مركز «ID Store» للاستفسار عن هذه المشاكل وطريقة حلها وكانت الأسئلة الإجابات كالتالي:
س: عدم التمتع ببعض الاضافات والميزات الموجودة أصلاً في السيارة مثل عرض الخرائط وقراءة شواخص المرور وغيرها؟
ج: أصبح من الضروري ربط السيارات والسيارات الكهربائية بالإنترنت الخاص بالمركبات أو ما يعرف بـ«internet on vehicle» وذلك من خلال قطعة «E-SIM»، يساعد الربط بهذا النوع من الشبكة للمستخدم إنشاء حساب خاص له بالسيارة، من خلال الحساب يمكن الحصول على عدة المزايا مثل التعرف على شواخص المرور وربط شاشة السيارة بنظام الملاحة وعرض الخرائط وذاكرة الأماكن التي زارتها السيارة، لكن ما دامت خاصية «internet on vehicle» غير متاحة في الأردن فإنه لا يمكن الاستفادة من هذه المزايا، حتى وإن وجدت طريقة لربط السيارة بالانترنت فإن الخرائط المتاحة ستكون هي خرائط الصين أو ستتاح خاصية قراءة الشواخص المرورية فقط، بالتالي فإن العديد من السيارات وحتى المعترف بها من قبل وكيلها لا توفر أو تدعم هذه الخدمة.
والطريقة الوحيدة لعرض الخرائط على الشاشة هي عن طريق ربط تطبيق «IOS apple» لهواتف الآيفون مع الشاشة.
س: عدم توفر محطات شحن عامة تتيح الشحن للمركبات الكهربائية الصينية مثل الـ«ID» والتي مدخل شحنها السريع هو بنظام «GPT»!
أضافت بعض محطات المحروقات مؤخراً نقطة شحن «GPT» لمداخل السيارات الصينية في بعض المناطق الهامة مثل الطريق الصحراوي وغرب عمان وإربد، مغطية بذلك شمال ووسط وجنوب المملكة. إضافة لذلك يمكن لأصحاب سيارة الـ«ID» استخدام شاحن المستوى الثاني (32 أمبير) لشحن سياراتهم إذا توفر القابس المناسب في أي نقطة شحن عامة، وغالباً ما سيتم توفير المزيد من النقاط والمحطات التي تتيح للسيارات بمدخل الـ«GPT» الشحن وذلك ضمن مبادرات فردية أو للشركات الخاصة.
س: إضاءة الومّاض (الفلاشر) بطريقة عشوائية دون معرفة السبب، بالإضافة إلى مشكلة توقف الشاشة المفاجئ.
إضاءة الومّاض بدون سبب يعود لوجود عطل بلوحة خاصة به يمكن حل هذه المشكلة بكل سهولة من خلال فك وتنظيف هذه اللوحة بمادة معينة ثم إعادة تثبيتها بمكانها.
أما بالنسبة لمشاكل الشاشة فإن 90% منها يمكن حله من خلال تحديث برمجية السيارة وهو غير مكلف، أما الـ10% المتبقية فهي بسبب عطل بأحد أجزاء الشاشة مما يستدعي استبدالها وهذه المشكلة مكلفة نوعاً ما.
س: أكبر مشكله يعاني أصحاب سيارة الـ«ID.6» هي مانع التصادم الخلفي، كيف يمكنا إلغاؤها؟
حقيقةً هي ليست مشكلة، إنما يعود الوقوف المفاجئ للسيارة أثناء الرجوع للخلف هو بسبب تقدير الحساس لسرعة السيارة ومدى قربها من الجسم الآخر، فتتوقف السيارة تجنباً للتصادم، بينما السائق لا يقدر هذه المشكلة مثل الحساس، فيرى أن عملية التوقف غير ضرورية.
س: عدم توفر البطارية الصغيرة الأصلية للسيارة (12 فولط) بالأردن!
تضم السيارة الأصلية بطارية سعتها 50 أمبير، لكن أصحاب السيارات عندما اضطروا لتبديلها وجدو أن البطارية الأصلية غير متوفرة، لكن أي بطارية سعتها 50 أمبير فأكثر وحجمها يتناسب مع حجم البطارية الأصلية للسيارة يمكن تركيبها واستخدامها، مركز «ID store» قام بعدة عمليات تركيب للبطارية سعتها من 50-60 أمبير ولم تتسبب ذلك بأي مشكلة.
لكن، يمكن أن تسبب البطارية التي سعتها أقل من 50 أمبير بمشكلة، فهي غير قادرة على توفير التيار اللازم لتشغيل السيارة.
س: بعض اصدارات أو طرازات السيارة لا يمكن تحديث برمجيتها!
جميع السيارات يمكن تحديث برمجياتها، فالسيارات المصنوعة بعد 6/2022 تحمل برمجية 28-19 وعملية تحديثها بسيطة ومنخفضة الكلفة، أما السيارات التي صنعتها الشركة قبل هذا التاريخ فتحمل برمجية 15-16، عملية تحديث هذه السيارات تحتاج لتحديث منظومة السيارة كاملة ويستغرق ذلك فترة طويلة قد تصل إلى 7 ساعات بالتالي فعملية تحديثها مكلفة.
س: مشكلة صوت شبيه بالنقر عند الصندوق الخلفي في حالة المشي!
توجد هذه المشكلة في سيارة الـ«ID.4X» تحديداً بسبب وجود عيب مصنعي يتمثل بصغر حجم قطعة بلاستيكية صغيرة في قفل الصندوق الخلفي ويتم حلها بطريقة سهلة وبسيطة لا تؤثر أي وظيفة أو جزء بالسيارة وذلك باستخدام لاصق ثنائي الوجه لتثبيت القط.
نستعرض صور لبعض المشاكل التي يواجهها أصحاب السيارات والتي يمكن حلها من خلال تحديث برمجية السيارة:
تظهر في الصورة من اليمين تعطل نظام القيادة المساندة، ثم صورة تعطل نظام اتصال الطوارئ، الصورة في الأسفل من اليمين صورة عدم تعرف السيارة على المفاتيح، ثم صورة تعطل أو خلل في بطارية الـ12 فولط.
من ينصف أصحاب سيارة الـ«ID.4»؟
استورد التجار هذه السيارة تحت موافقة قوانين الحكومات ودون منع مسبق، لكن وكالات «Volkswagen» في الدول المستوردة لا زالت تنفي مسؤوليتها عن هذه السيارة ولا تقدم لأصحابها خدمات ما بعد البيع والسبب في ذلك أنه في حال الكشف على أن السيارة تعمل في البلد غير الذي صنعت خصيصاً له يتم حجر السيارة وبرمجياتها وخدماتها بشكل كامل.
أخيراً، فإن مبيعات سيارة الـ«ID.4» تجاوزت المتوقع وأثبتت كفاءتها مع المدى الطويل والذي يتراوح بين 400 – 550 كلم حسب تقديرات الـ«دورة القيادة الأوروبية الجديدة – NEDC».
بالتالي فإن من حق أصحاب هذه السيارة الذين قاموا باقتنائها توفير الخدمات اللازمة لهم، وتجهيز كوادر مختصة وتدريبها على صيانتها، ويمكن أن يتم ذلك مع شركاء «Volkswagen» في الصين حيث تمت صناعة السيارة.
وكما أخبرنا السيد محمد من مركز «ID Store» بأنهم على تواصل مع مراكز صيانة السيارة في الصين مما يوفر لهم المزيد من المعلومات حول السيارة.
وبالنهاية، فإن الحكومات والشركات تشجع على الانتقال نحو النقل الكهربائي وعديم الانبعاث، وحماية حقوق أصحاب السيارات الكهربائية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، بالإضافة إلى أنه يجب التخطيط والدراسة المسبقة في المرات المقبلة عند الشروع باستيراد طرازات لها مواصفات خاصة للبلاد، وتقديم التسهيلات والمساعدات أمام السيارات عالية الكفاءة ومنخفضة الكلفة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد عن المركبات الكهربائية …
المصادر: Paultan