الفهرس
المقدمة
كانت الشركات المصنعة للمركبات في الماضي تتمايز وتتفوق على بعضها في الميزات الميكانيكية مثل قوة المحرك وعزم الدوران. لكن يبحث اليوم المستهلكون عن بعض الخصائص مثل أنظمة مساعد السائق، وابتكارات الترفيه وحلول الاتصال الذكية بشكل أكبر.
تعتمد هذه الخصائص بشكل أساسي على البرمجيات وليس على ميكانيك المركبة، مما دفع الشركات المصنع للبحث عن وسيلة لتطوير هذه المزايا وتسهيل عملية القيادة على السائق، فظهر مؤخراً مصطلح «المركبات المعرفة بالبرمجيات – Software-Defined Vehicle»، فما هي هذه المركبات وما هي فائدتها وما هي التحديات التي تقف أمام هذا النوع من المركبات وما الذي يلزم للتحول إليها؟ هذا ما سنعرضه في هذا المقال.
ما هي المركبات المعرفة بالبرمجيات؟
هي المركبات التي تعتمد بشكل رئيسي على البرمجيات والبيانات لتمكين ميزاتها ووظائفها، مما يعني تطوير المركبات من منتج يعتمد بشكل أساسي على الأجزاء المادية الصلبة إلى جهاز إلكتروني مثبت على عجلات يستند إلى البرمجيات.
ويمكن القول أن المركبات المعرفة بالبرمجيات هي المركبات التي تضم في أنظمتها (كماً ونوعاً) قيمة أكبر من البرمجيات من الأجزاء الميكانيكية. هذه المركبات تستطيع التحول من كونها أجهزة كهروميكانيكية متقدمة إلى أجهزة إلكترونية ذكية وقابلة للتوسع، يمكن تحديثها باستمرار.
يحتوي هذه النوع من المركبات على أجهزة أساسية متقدمة مدمجة تضاف إليها أثناء أو قبل عملية إنتاجها، ويمكن تفعيل هذه الأجهزة وتحديث برمجياتها من خلال أنظمة التحديث عن بعد طوال فترة حياتها.
يمكن لأصحاب المركبات المعرفة بالبرمجيات الحصول على تحديثات عن بُعد تغطي التحديثات الأمنية وتحسينات نظام الترفيه، بالإضافة إلى مراقبة وضبط القدرات الوظيفية الأساسية للسيارة مثل نظام القيادة وديناميكيات السيارة.
ما هي مزايا المركبات المعرفة بالبرمجيات؟
يمكن تلخيص أهم مزايا المركبات المزودة بهذه التقنية وهي:
- المرونة والتخصيص
تقدم المركبات المعرفة بالبرمجيات خيارات رائعة من المرونة والتخصيص، إذ يمكن إرسال تحديثات البرمجيات عن بُعد، مما يتيح للشركات المصنعة إضافة ميزات رقمية جديدة أو تعزيز الميزات الحالية دون الحاجة إلى إجراء تغييرات مادية أو زيارة مراكز الصيانة، مما يحسن من أداء المركبة ويتيح أيضاً التخصيص وفقاً لتفضيلات المستخدم. - تحسين السلامة والقدرات الذاتية
تلعب المركبات المعرفة بالبرمجيات دوراً حيوياً في تحسين الذكاء الذاتي والسلامة، وذلك من خلال الأنظمة المتحكمة بالبرمجيات، إذ يمكن معالجة البيانات في نفس الوقت وتحليلها بشكل أكثر فعالية، مما يمكن المركبة من اتخاذ قرارات فورية والاستجابة لمختلف الحالات. تمهّد هذه المركبات لتجربة قيادة أكثر أماناً وذكاءً ذاتياً أكثر بدءأ من التحكم في السرعة المتكيفة إلى الفرامل الطارئة التلقائية. - تحسين تجربة المستخدم
توفر المركبات المعرفة بالبرمجيات تجربة مستخدم سلسة وبديهية، إذ تضمن أنظمة الترفيه الذكية والملاحة المتكاملة وميزات الاتصال بقاء السائقين متصلين ومطلعين أثناء القيادة. - دعم الاستدامة
تدعم المركبات المعرفة بالبرمجيات جهود الاستدامة بعدة طرق، فمثلاُ هي تساهم في تحسين استهلاك الطاقة، إذ يمكن لخوارزميات البرمجيات تحسين كفاءة استهلاك الوقود أو زيادة نطاق المركبات الكهربائية. ومن خلال تمكينها من تحديث برمجياتها عن بعد، مما يقلل من الحاجة إلى الاستدعاءات الجسدية ويقلل من النفايات المرتبطة بالاستبدالات المادية.
ما هي التحديات التي تواجه انتشار هذه المركبات؟
- الأمن السيبراني، وخصوصية البيانات
الاتصال المتزايد والاعتماد على البرمجيات بشكل أكبر يجعل الأمن السيبراني قضية حيوية، مما يزيد من الحاجة إلى إعطاء الأولوية للتدابير الأمنية لحماية السيارات من الاختراق والوصول غير المصرح به.
كما أنه من الضروري تطوير ألية قوية للخصوصية لضمان جمع البيانات وتخزينها واستخدامها بشكل مسؤول، وبطريقة للمحافظة على حقوق الخصوصية للمستخدمين.
- الإطار التنظيمي والقانوني
يثير ظهور المركبات المعرفة بالبرمجيات أسئلة حول السياق القانوني والتنظيمي، إذ تحتاج الحكومات والسلطات إلى التكيف ووضع لوائح شاملة لضمان دمج آمن ومسؤول للسيارات المعرفة بالبرمجيات في أنظمة النقل الحالية.
- فجوة الماضي والحاضر
لبناء وإنتاج المركبات المعرفة بالبرمجيات تثبيت الأنظمة الخاصة بها قبل وأثناء عملية صناعة المركبة، مما يجعل من الصعب أو يستحيل تحويل المركبات العادية الحالية إلى هذا النوع من المركبات.
كيف يمكن للشركات التحول إلى هذه التقنية؟
لتحويل المركبات العادية إلى مركبات معرفة بالبرمجيات يحتاج مصنعو السيارات وشركاؤهم إلى إجراء بعض التغييرات في عدة مجالات، مثل:
- تطوير ونشر البرمجيات المحدثة والمرنة، حتى بعد بيع السيارة.
- تطوير أنظمة تحليل البيانات التي تستطيع معالجة كميات هائلة من البيانات الواردة من الحساسات ومصادر أخرى من المركبة بسرعة.
- استخدام «البنية الخدمية المعمارية – Modular Service-oriented Architecture» وهي أسلوب معماري للبرامج الهندسية يركز على قابلية التجميع والتركيب الخاصة بالبرمجيات المتعلقة بالسيارات والهندسة الكهربائية والإلكترونية لها، مما يتيح إعادة استخدام ودمج وتطوير البرمجيات بسهولة.
- تعزيز استراتيجيات الأمان لحماية النظام برمته من الهجمات الإلكترونية، وليس فقط أجزاء النظام الفردية أو الصناديق.
الخلاصة
تعد المركبات المعرفة بالبرمجيات إمكانية جديدة لصناعة السيارات تفتح فرصاً جديدة للمستهلكين وشركات تصنيع المعدات المركبات.
تتمتع المركبات المعرفة بالبرمجيات بالعديد من المزايا، مثل تحسين السلامة والأمان، وزيادة الاستقلالية، والتحديثات اليومية، وغيرها. يرتكز هذا النوع من المركبات على ثلاثة مبادئ رئيسية: الكهربة، والأتمتة، والاتصالات. هذه الاتجاهات تغير توقعات المستهلكين وتجبر مصنعي السيارات للانتقال إلى الاعتماد على البرمجيات بشكل أكبر لتلبية هذه التوقعات. وللإنتقال إليها يحتاج مصنعو السيارات وشركاؤهم إلى إجرات العديد من التغيرات في عدة مجالات.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية…
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصادر: Deloitte, Jama Software