الفهرس
المقدمة
قد تكون سمعت هذه الفترة عن الاستعداد لـ«مؤتمر الأطراف الكوب – Conference of the Parties Cop»، أو سمعت بالحوارات المطوّلة حول تطرف الظروف المناخية وحدوث عدد من الكوارث الطبيعية ودور غازات الدفيئة وخفضها في التصدي لمثل هذه الظواهر في الفترة الماضية.
لكن ما علاقة مؤتمر الأطراف – الكوب في هذه الحوارات؟ متى سيقام وأين؟ في هذا المقال نناقش تعريف المؤتمر وأهميته وما هي الأمور القائم عليها والأعضاء المشاركة فيه.
ما هو الكوب وما أهميته؟
الكوب هو اجتماع سنوي يُعقد بواسطة الأمم المتحدة لمناقشة واستعراض الإجراءات العالمية المتخذة في مجال التغير المناخي.
يتألف الكوب من ممثلي الدول التي انضمت إلى «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي – United Nations Framework Convention on Climate Change UNFCCC» وهي اتفاقية دولية تهدف إلى منع التدخل البشري في نظام المناخ. يقوم الكوب باتخاذ القرارات واعتماد الأدوات القانونية لتعزيز التنفيذ الفعال لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وأهدافها.
أقيم أول كوب في برلين، ألمانيا، في عام 1995، وكان آخر مؤتمر قد انعقد في العام الماضي هو كوب 27، والذي استضافته مصر في شرم الشيخ في نوفمبر.
يمثل الكوب منصة رئيسية للتعاون العالمي في مجال التغير المناخي، إذ يجمع بين الدول ذات مستويات مختلفة من التنمية ومن التسبب بانبعاثات غازات الدفيئة والتكيف (زيادة القدرة على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ والتقليل من الضعف تجاهها)، لمناقشة والاتفاق على كيفية الحد من انبعاثات غازات الدفيئة والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ ودعم بعضها البعض في تحقيق هذه الأهداف.
ويقوم الكوب أيضًا برصد ومراجعة التقدم وتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والاتفاقيات المتصلة بها، مثل اتفاقية باريس للمناخ. أي أنها تسعى للتركيز على تحقيق أهداف المؤتمرات على أرض الواقع. وهو ضروري لضمان الحفاظ على درجة حرارة الكوكب وعدم زيادتها أكثر من 1.5 درجة مئوية وتجنب أسوأ عواقب تغير المناخ.
من هي الأطراف المشاركة في المؤتمر؟
يتم تقسيم الدول المشاركة ضمن خمس مجموعات إقليمية وهي الدول الأفريقية، والدول الآسيوية، ودول أوروبا الشرقية، ودول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ودول أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية.
نظمت الأمم المتحدة حدث قمة الأرض في ريو دي جانيرو في عام 1992، والذي تم الإعلان فيه عن تبني اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. إذ اتفقت الدول المشاركة والموقعه على الاتفاقية على تثبيت تراكيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لمنع التدخل الخطير للأنشطة البشرية على نظام المناخ، واليوم ثمة 197 توقيعا على هذه المعاهدة ليمثل كل توقيع دولة.
ما نتائج كوب 27 في مصر؟ وما علاقته بكوب 28؟
استضافت مصر العام الماضي الكوب 27 في مدينة شرم الشيخ، وكان العنوان الرئيسي وأهم ما يميزه هو نقاش الانتقال “من المفاوضات والتخطيط إلى التنفيذ” لكل الوعود والتعهدات التي تم تقديمها من قبل.
كما دعت مصر وقتها إلى اتخاذ إجراءات كاملة وشاملة وواسعة النطاق وفي الوقت المناسب على أرض الواقع، وشهد المؤتمر مراجعة كيفية تنفيذ كتاب قواعد باريس، ومفاوضات بشأن بعض النقاط العالقة من الكوب 26 في غلاسكو.
شملت القضايا التي تم مناقشتها تمويل “الخسائر والأضرار” الذي يتمكن البلدان الواقعة في الخطوط الأمامية للأزمة من التعامل مع عواقب تغير المناخ التي تتجاوز قدرتها على التكيف، والوفاء بالوعود لتقديم 100 مليار دولار كل عام لتمويل التكيف في الدول منخفضة الدخل من قبل الدول المتقدمة.
وشملت المفاوضات أيضاً مناقشات فنية تمثلت بتحديد الطريقة التي يجب أن تقيس بها الدول عملياً انبعاثاتها بحيث يكون هناك مقياس متكافئ للجميع.
مهدت كل هذه المناقشات الطريق لإجراء أول تقييم عالمي خلال الكوب 28، والذي سيقام هذا العام.
كوب 28 في الإمارات وما هي التوقعات حوله؟
تستضيف الإمارات العربية المتحدة كوب 28 في نوفمبر 2023، تعتبر الإمارات نموذجاً رائداً في الطاقة المتجددة والنظيفة، وتسعى إلى رفع مساهمة هذه الطاقة في مزيجها الطاقي وتحقيق الحياد الكربوني في عام 2050.
تعتبر استضافة المؤتمر فرصة للإمارات لتبادل خبراتها وتجاربها مع العالم، ولتعزيز دورها القيادي والمسؤول في الحفاظ على كوكب الأرض.
سيتضمن الكوب في نسخته الثامنة والعشرين اختتام أول عملية «تقييم عالمية – Global Stocktake GST» التي تهدف إلى تقييم التقدم الجماعي في العالم لتحقيق أهداف اتفاق باريس، وتقديم التوجيه للحكومات حول كيفية تعزيز العمل والدعم والتعاون الدولي بشأن تغير المناخ، والتي تُظهر على ما يبدو أن التقدم لا يسير كما يجب وأن على الدول بذل المزيد من الجهود.
سيتم مناقشة تشغيل صندوق التعويض عن الخسائر والضرر الذي تم إنشاؤه في كوب 27، بالإضافة إلى التوصل إلى إطار لتحقيق الهدف العالمي لاتفاقية باريس بشأن التكيف. ومن المتوقع أن تحظى قضايا أخرى بتركيز كبير وأن تنعكس على مجريات المفاوضات، مثل التحول في مجال الطاقة وتحول الأنظمة الغذائية. وكما هو الحال دائمًا، من المرجح أن تدور مناقشات ومفاوضات بشأن التمويل المناخي بل وتكون نقطة اهتمام كبيرة.
هل استضافت دول عربية أخرى هذا الحدث؟
يعد الكوب حدثاً هاماً في المنطقة العربية بسبب تأثرها بشكل كبير ومباشر بآثار التغير المناخي، مثل تسببه بالفيضانات والزلازل.
كما أن استضافته تشجع الدول في المنطقة العربية على المساهمة في الحد من آثار تغير المناخ من خلال اتخاذ خطوات جادة وحقيقة تدعم أهدافها.
فقبل مصر كانت المغرب أول دولة عربية تستضيف النسخة السابعة منه في عام 2001، ثم بعدها استضافت قطر النسخة الثامنة عشر في عام 2012، وعادت المغرب لتستضيف النسخة 22 من المؤتمر في عام 2016.
خلاصة
تنعقد العديد من المؤتمرات والأحداث التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل آثار التغير المناخي التي أصبحت بازدياد ومن الصعب السيطرة عليها.
إقامة الكوب بالعادة يناقش السياسات والخطوات ومراجعة التقدم الذي تحرزه الدول المشاركة فيه على خلاف العديد من المؤتمرات الأخرى التي تناقش التقنيات والاختراعات والمنتجات المتعلقة بالطاقة الخضراء وحماية البيئة وتحسين الحياة النوعية البشرية المستقبلية.
وحتى النسخة السادس والعشرين من الكوب اتفقت الدول على تقديم التزامات أقوى وأكثر طموحاً، إلا أن 23 دولة فقط من بين 193 دولة قدمت خططها إلى الأمم المتحدة مما زاد من أهمية المؤتمر السابع والعشرين الذي قررت الأعضاء اتخاذ خطوات لقياس مدى تأثير وتحقيق الأهداف والسياسات المعلن عنها فيه.
هل لديك توقعات خاصة بك لكوب 28 المقام في الإمارات؟
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوما مشمساً!
المصادر: Chatham House ,منظمة الأمم المتحدة