الفهرس
المقدمة
شهدت سنة 2023 ثورة حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي الذي لامس أثره كافة مجالات الحياة بلا استثناء. فهل له دور في التأثير على مجال الاستدامة والمناخ؟
لكن أولاً ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحاسوب ينشئ أنظمة تحاكي الذكاء البشري في التفكير والتصرف، ويستند إلى تعلم الآلة والشبكات العصبونية الاصطناعية التي تساعد الآلات على تعلم البيانات وحل المشاكل. يستخدم في مجالات متعددة مثل الطب والصناعة والسيارات الذكية والترجمة والألعاب والإنترنت.
الذكاء الاصطناعي الأخضر
يشير هذا المصطلح إلى تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء خوارزميات ونماذج وأنظمة صديقة للبيئة ومستدامة للحد من آثار أنشطة الإنسان على البيئة. الهدف من الذكاء الاصطناعي الأخضر هو تعزيز كفاءة الطاقة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتعزيز الممارسات المستدامة.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي الأخضر؟
- تحسين استهلاك الطاقة
يمكنه تحسين استهلاك الطاقة في المباني ووسائل النقل وغيرها من الأنظمة، وذلك من خلال أنظمة إدارة الطاقة الذكية التي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين الاستجابة لتغيرات الطلب على الطاقة، وبالتالي تجنب الهدر وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- الزراعة
بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تعزيز إنتاج الزراعة، وتوفير المياه، وتحسين استخدام الأسمدة، وهو أمر حاسم في خفض التأثير البيئي للزراعة ودعم الممارسات الزراعية المستدامة، من خلال برامج تقدم تحليلات وصور وتقارير للمزارعين مع قاعدة بيانات شاملة لتهديدات المحاصيل، بالإضافة إلى وجود شبكات تجمع مبتكرين ومؤثرين عالميين لدعم تبادل البيانات والمعلومات حول الزراعة والغذاء.
- إعادة التدوير
ويمكن ذلك من خلال أتمتة وتحسين عملية إعادة التدوير، مما يقلل من النفايات ويدعم ممارسات الاقتصاد الدائري، إذ يحلل الذكاء الاصطناعي ويفصل بين أنواع النفايات، ويمكنه التنبؤ بحجم زيادتها، كما تعمل بعض الشركات على صناعة المنتجات صديقة البيئة بالاعتماد عليه.
- المدن الذكية
يعتمد الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية على تحليل بيانات متعددة لتحسين الطاقة وحركة المرور والأمان والبيئة. فهو يساهم في تحسين استخدام الطاقة عبر تحليل بيانات استهلاك الطاقة والحركة، ويعمل على تحسين النقل بتقنيات مثل رؤية الكومبيوتر، مما يحسن توقيت الوصول ويرفع رضى المواطنين. كما يعزز الأمان بتوقع وتعامل مع الجريمة عبر كاميرات الذكاء الاصطناعي، ويساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية والتلوث بتحليل بيانات البيئة وتوقع فترات الارتفاع في مستويات التلوث.
ما هي فوائد الذكاء الاصطناعي الأخضر؟
- خفض استهلاك الطاقة وبالتالي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- تعزيز الممارسات المستدامة من خلال تحسين استخدام الموارد، ودعم ممارسات الاقتصاد الدائري، وتقليل النفايات.
- تحسين الكفاءة في مختلف الأنظمة والعمليات، وخفض التأثير البيئي لأنشطة الإنسان.
- تخفيض التكاليف المرتبطة باستهلاك الطاقة وإدارة النفايات واستخدام الموارد، مما يعزز الاستدامة والنمو الاقتصادي.
التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي الأخضر
- جودة البيانات: يعتمد الذكاء الاصطناعي الأخضر على المعلومات لاتخاذ القرارات لكن هذه المعلومات قد لا تكون موثوقة أو من مصادر غير موثوقة.
- القوانين والتشريعات: إن النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة، يضع علامة استفهام كبيرة بما يتعلق بالصلاحيات وقوانين خصوصية المعلومات، وما زالت الجهات التشريعية في مختلف دول العالم تتباحث حول كيفية صياغة قوانين تضبط وتنظم عمل الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات وبما فيها قطاع الطاقة النظيفة والخضراء.
- الخبرة المحدودة: لا يتخصص الذكاء الاصطناعي بمجال معرفة واحد وإنما عدة مجالات، ما يجعله معرضاً لنقص في المعلومات والخبرة في كثير من الأحيان.
الذكاء المناخي
هو مصطلح يعبر عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل الجهات المسؤولة لإدارة وفهم كميات كبيرة من البيانات المتنوعة والمهمة التي لها علاقة بالطقس والمناخ، مما يساعد في اتخاذ قرارات أفضل وأسرع استناداً إلى العلم في المجالات المتأثرة بتغير المناخ، مثل السياسة والأعمال.
كيف يمكن ذلك؟
جعل الذكاء الاصطناعي المعلومات المتعلقة بالمناخ وتغيراته الصادرة عن الجهات الموثوقة متاحة بشكل كبير، مما ساعد في فهم الذكاء المناخي الذي يوضح مدى تأثير هذه الظواهر على الصحة العامة والأمن العالمي والاقتصاد . ويستطيع الذكاء المناخي القيام بذلك من خلال دمج وتحليل البيانات المناسبة وجعلها متاحة لاتخاذ القرارات وتحسين التكيف والمرونة.
إدارة الشبكات الذكية المعززة بالذكاء الاصطناعي
يمكن أن يعزز تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة شبكات الطاقة استقرارها وموثوقيتها ومرونتها. الشبكات الذكية التي تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعدّل إمدادات الطاقة والطلب ديناميكياً، وتحسِّن نقلها وتوزيعها، وتتعامل مع تحديات مصادر الطاقة المختلفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً المساعدة في اكتشاف الأعطال أو الانحرافات في الوقت الحقيقي وإصلاحها، مما يؤدي إلى تقليل فترات انقطاع التيار وزيادة كفاءة التشغيل.
كما أن بإمكانه تحليل البيانات وتوقع الأحمال وتوقع التوليد من مصادر الطاقة المتجددة بناء على مصادر مختلفة وبعد جمع كم كافي من المعلومات.
وميزة أخيرة تقدمها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وهي تقديم تحليل شامل للموقع المحتمل لإنشاء أنظمة طاقة متجددة فيها أو حتى المبنية من قبل، وتقديم بيانات وصور للموقع تساعد في اتخاذ قرار بناء أنظمة في تلك المنطقة أو لا أو توقع حجم الإنتاج للنظام.
الخلاصة
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في تحقيق الاستدامة، إذ يساهم في تطوير حلول تقنية مبتكرة وفعالة لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية المستدامة.
ارتباطه بالاستدامة أدى إلى ظهور تقنيات ومصطلحات حديثة مثل الذكاء المناخي والذكاء الاصطناعي الأخضر وإدارة الشبكات بالذكاء الاصطناعي. تمثل هذه التقنيات حلولاً وطرقاً فعالة لتحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة، لكنها تواجه ما زالت تواجه بعضاً من التحديات مثل جودة البيانات والخصوصية والخبرة المحدودة.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية..
نتمنى لكم يوماً مشمساً..
المصادر: EcoMENA, Booz Allen, منشآت