مقدمة
تغيرت الحياة بشكل كبير بعد جائحة مرض كوفيد 19 – Covid-19، إذ أدت الإغلاقات والعمل عن بعد إلى طرق وتوجهات جديدة جعلت العالم ينظر نحوها بشكل مختلف.
أظهر التقدم التكنولوجي العديد من الإمكانات والقدرات على إنجاز الأعمال حتى دون الحاجة لوجود الإنسان، وارتبط هذا التطور بالعديد من المجالات والقطاعات، على وجه التحديد قطاع الطاقة المتجددة.
برز الواقع المعزز – Augmented reality AR والواقع الافتراضي – Virtual reality VR كأدوات قوية لتعزيز كفاءة وفعالية مشاريع الطاقة المتجددة مثلها مثل مشاريع الطاقة بشكل عام، فما هو الواقعُ المعزّز والواقعُ الافتراضيّ وما علاقتهم بالطاقة المتجددة؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا.
ما هي تطبيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي وهل يمكن تطبيقها في مجال الطاقة المتجددة؟
يعد الواقع المعزّز (AR) إحدى التقنيات التي تدمج بين البيئة الافتراضية والعالم الحقيقي، حيث تقدم معلومات وبيانات إضافية حول البيئة المحيطة دون الحاجة إلى البحث. مثلاً يمكن أن توفر تطبيقات الواقع المعزز في المجال الصناعي معلومات فورية لحل المشكلات عندما يتم توجيه الجهاز نحو المعدات المتعطلة.
أما الواقع الافتراضي (VR)، فهو يعتمد على محاكاة بيئة كاملة تستبدل محيط المستخدم الحقيقي بعالم افتراضي بالكامل، وغالبًا ما تُصمم هذه البيئات الافتراضية لتكون أكبر من الواقع.
ورغم أن كلًا من الواقع المعزز والافتراضي يسعيان لتقديم بيئات محاكاة للمستخدمين، إلا أن لكل منهما أهدافًا واستخدامات مختلفة.
يُستخدم الواقع المعزز بشكل متزايد في الأعمال لتوليد طبقات معلوماتية تضيف سيناريوهات عملية مرتبطة بالواقع، بينما يُستخدم الواقع الافتراضي بشكل أساسي في الترفيه، وخصوصًا في الألعاب، بالإضافة إلى تطبيقات في تصميم المنتجات، والتدريب، والهندسة المعمارية، والتجزئة.
وبالطبع فإن هذه التقنيات يمكن تطبيقها في عالم الطاقة المتجددة، من خلال استخدام الواقع الافتراضي في الدورات التدريبية والتعليم في مجال الطاقة المتجددة باستخدام الواقع الافتراضي، كما يمكن استخدامه أيضاً في عمليات التصميم والتخطيط قبل بناء النظام.
ويمكن استخدام الواقع المعزز خلال عمليات الصيانة والتثبيت والعمليات الأخرى، فيساعد الواقع المعزز في اكتشاف الأعطال وتوجيه الفنيين في الموقع على اكتشافها وكيفية حلها.
أهمية تطبيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي في مشاريع الطاقة المتجددة
تطبيق الواقع الافتراضي والواقع المعزز بأي شكل وبأي تطبيق من تطبيقات الحياة له العديد من المزايا مثل:
- يحسن من الأداء ويقليل الاخطاء ويزيد من الكفاءة وكل هذا نتيجة للتقليل من الاعتماد على الأيدي البشرية.
- حل المشاكل بوقت قياسي وبصورة أدق، عملية فحص النظام وكشف الأعطال تتم من خلال تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وبإرشاد من مهندسي الصيانة دون الحاجة لإنتقالهم لمكان العطل.
- تقليل التكاليف، سواء الصيانة أو التشغيل.
- تعزز الأمان، غالبية الأعطال يمكن حلها عن طريق هذه التطبيقات دون تعريض العاملين في المحطات للخطر.
التحديات التي تواجه تطبيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي
تواجه تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في قطاع الطاقة المتجددة مثلها مثل قطاع الطاقة بشكل عام مجموعة من التحديات وهي:
- التحديات التقنية: تتمثل بقدرات الأجهزة والمعدات المحدودة والتي تحتاج إلى تحديثات أو معدات أحدث وهذا بدوره يزيد من التكاليف المترتبة عليها.
- تحديات الأعمال: أغلب معدات هذه التطبيقات المتاحة هي خاصة للألعاب وغالباً هي صعبة التعلم، كما أنّ تطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز ما زالت في مراحل التطوير الأولية، ولم يتم إثبات جدواها الاقتصادية بعد.
- قضايا الأمن والخصوصية والقبول: مثل هذه التقنيات تتطلب كماً من المعلومات، في المقابل يجب حماية هذه المعلومات بشكل كبير وآمن، كما أنها تحتاج وقتاً حتى يتقبل الجمهور مثل هذه التطبيقات.
يجري إحراز تقدم كبير لتوسيع استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في العديد من المجالات على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن هذا يحتاج بعضاً من الوقت.
أمثلة واقعية على تطبيقات الواقع المعزّز والواقع الافتراضي
بدأت العديد من الشركات بتطبيق الواقع الافتراضي والواقع المعزز في مجالها سواء كان ذلك في مجال الطاقة أو غيرها، سنذكر بعض الأمثلة لشركات تعمل في مجال الطاقة تستخدمها:
- شركة Duke Energy للطاقة: تستخدم الواقع الافتراضي لتدريب الموظفين على إجراءات السلامة والطوارئ، من خلال محاكاة التعامل مع المواد الخطرة وإدارة المواقف الحساسة والخطرة.
- تستخدم شركة Siemens Energy الواقع المعزز في محطات الطاقة لتطوير عمليات الصيانة، يستعين الفنيون بالتعليمات المرئية للقيام بهذه المهام.
- تستعين شركة EDF بالواقع الافتراضي لتدريب الموظفين في محطات الطاقة النووية، وتسمح لهم أداء مهامهم والاستجابة لحالات الطوارئ بأمان.
الخلاصة
تخيل انخفاضاً في مشاكل محطات الطاقة الشمسية أو مزارع الرياح بسبب اكتشاف الأعطال أو الأخطاء قبل تفاقمها! أو أنه مثلاً يمكن لتطبيقات الواقع المعزز اكتشاف مكان العطل بالتحديد في المحطة والمساعدة في حله من خلال عرض أو محاكاة للمحطة يوضح كيف يمكن الوصول لهذا العطل وكيف يمكن إصلاحه.
تخيل أيضاً أنه يمكنك زيارة محطة طاقة متجددة سواء شمسية أو رياح أو غيرها و التعرف على أجزائها وآلية عملها بكافة التفاصيل دون الحاجة للوصول إليها!
كل هذا ممكن مع تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي التي سنلاحظ مع مرور الوقت زيادة الاعتماد عليها في مجال الطاقة المتجددة حيث ستعمل على تسهيل العديد من المهام وتزيد من كفائتها وتقلل من الأعطال والحوادث.
ونظراً لأن قضايا المناخ وتحول الطاقة من أهم الأمور التي تشغل بال الحكومات وتتطلب مزيداً من الجهود فسيكون تطبيق الواقع الافتراضي والمعزز بمثابة اليد المساعدة التي تساعد في تحقيق هذه الأهداف.
المصادر: Splunk, Appinventiv.