سولارابيك – برلين، ألمانيا – 9 ديسمبر 2019: إن الأثر البيئي الكارثي للمحطات النووية لآلاف السنين يؤدي إلى عزل مساحات شاسعة على كوكبنا لأجيال عدة. و لكن الآن، و بعد عشرات السنين بدأت الدول المتضررة بالاستثمار في الطاقة المتجددة في الأماكن المتضررة بكوارث نووية مثل فوكوشيما في اليابان و تشيرنوبل في أوكرانيا.
كارثة فوكوشيما هي كارثة تطورت بعد زلزال اليابان الكبير في 11 مارس 2011 ضمن مفاعل فوكوشيما 1 النووي. حيث أدت مشاكل التبريد إلى ارتفاع في ضغط المفاعل، تبعتها مشكلة في التحكم بالتنفيس نتج عنها زيادة في النشاط الإشعاعي. و هذا أدى إلى إجلاء أكثر من 50,000 شخص من المنطقة حسب ويكيبيديا.
أما كارثة تشيرنوبل هي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا (الإتحاد السوفييتي سابقاً). و في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 إنفجرت الوحدة الرابعة بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة و تجربة مؤجلة من قبل أشخاص غير مؤهلين. و أدت هذه الكارثة إلى وفاة ما يتم تقديره حتى 100,000 شخص بشكل مباشر أو بشكل قصير بسبب سرطان الدة الدرقية و غيره. يمكنكم قراءة المزيد على ويكيبيديا.
فوكوشيما Fukushima
أعلنت «نيكاي Nikkei Asian Review» المتخصصة في الأخبار و التحليلات المالية و مقرها في طوكيو أن ولاية فوكوشيما المتضررة بشكل كبير بسبب الحادثة النووية في عام 2011 تعمل على خطة لتطوير مركز للطاقة المتجددة بالقرب من مكان الحادثة.
و تشمل الخطة بناء أحد عشر 11 محطة طاقة شمسية كهروضوئية و عشر 10 محطات لطاقة الرياح بقدرة إجمالية تصل إلى 600 ميجاواط. و بذلك سيعوض هذا المشروع حوالي ثلثي القدرة السابقة لمحطة الطاقة النووية المتضررة، و يتوقع بأن يتم إنجازه بنهاية عام 2024.
و من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية إلى 300 مليار ين ياباني، أو 2.75 مليار دولار أمريكي، و سيتم التمويل من قبل مجموعة من الممولين الذين أعدوا خط ائتمان لدعم جزء من تكلفة البناء. و تتضمن القائمة بنك التنمية الياباني المملوك للحكومة والمصرف الخاص ميزوهو بنك Mizuho Bank و غيرهما.
تشيرنوبل Chernobyl
قامت الحكومة الأوكرانية ببناء و إفتتاح محطة للطاقة الشمسية بقدرة 1 ميجاواط في موقع المفاعل النووي تشيرنوبل في مدينة بريبيات سابقاً في عام 2018. و تم تطوير المشروع من قبل شركة Enerparc الألمانية بالتعاون مع مقاول محلي.
و عرضت الحكومة الأوكرانية الأراضي بأسعار منخفضة للغاية، كما عرضت أن تدفع علاوة على أسعار الطاقة المولدة في هذا الموقع بما يصل إلى 50٪ أعلى من المتوسط الأوروبي.
كما أن الحكومة الأوكرانية تعمل على توسعة هذا المشروع إلى 100 ميجاواط ليغطي المشروع المنطقة المجاورة تماماً للمفاعل الرابع و الذي إنفجر سابقاً في عام 1986.
من جهة أخرى، حصلت سابقاً هذا العام شركة ZAO Belzarubezhstroy البيلاروسية على عقد لبناء محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 109 ميجاواط في مقاطعة تشيريكوف في منطقة موغيليف. و كانت هذه الأراضي قد تأثرت بشكل كبير بالإشعاع نتيجة لكارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986.
خلاصة
إن تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية تثبت نفسها مجدداً ليس كمصدر رخيص و مستدام و آمن للطاقة فحسب، بل كحلّ لأصعب و أعقد التحديات التي واجهت البشرية في مجال الطاقة. إن إنخفاض حاجة هذه المحطات للصيانة يعد عاملاً مهماً لاختيار هذه التقنية في المناطق الغير آمنة للتواجد البشري. كما أن تركيب هذه المحطات لا يتطلب وقتاً طويلا و بالمقابل تخدم الألواح الشمسية التجارية في يومنا هذا أكثر من 25 عاماً.
تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة…
نتمنى لكم يوما مشمساً!
المصدر: Nikkei Asian Review